نبض الشارع
سجل و تمتع بخدمات موقعنا
ملاحضة
عملية التسجيل سهلة جدا فقط اسمك و ايميلك و رقم سري

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبض الشارع
سجل و تمتع بخدمات موقعنا
ملاحضة
عملية التسجيل سهلة جدا فقط اسمك و ايميلك و رقم سري
نبض الشارع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Jasmine collar
Jasmine collar
20
20
انثى عدد المساهمات : 4567
ذهب : 9323
تقييم المشاركات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2011

هل يوجد كنوز ودفائن في الاردن Empty هل يوجد كنوز ودفائن في الاردن

الجمعة سبتمبر 30, 2011 3:49 pm

هل يوجد كنوز ودفائن في الاردن
هل يوجد كنوز ودفائن في الاردن
هل يوجد كنوز ودفائن في الاردن
كنوز ودفا كنوز ودفائن كنوز ودفائن الاردن
كنوز ودفا كنوز ودفائن كنوز ودفائن الاردن
كنوز ودفا كنوز ودفائن كنوز ودفائن الاردن


أبطال البحث عن الكنوز والدفائن يعيشون اوهام الثراء ويقعون في فخ المشعوذين
هواة يلجأون للاستدلال على مواقع الدفائن عبر رموز وإشارات وعلامات قديمة
هديل غبّون
عمان- ما تزال قصص البحث عن الكنوز، حاضرة في وجدان بعض الحالمين بالثراء السريع، ولا تختفي مثل هذه الحكايات من يومياتهم، بل إن وتيرتها تزداد، بخاصة في الايام التي تقسو فيها الحياة عليهم.
وقريبا من الحكايات الخرافية الموروثة التي لا تقل غرابة عن الحكايات الجديدة في البحث عن الكنوز والدفائن، نصغي الى قصص وحكايات، أغرب من الخيال، أبطالها باحثون، قضوا جل اعمارهم يلهثون وراء سراب الكنوز، ومغامرات البحث عنها.
أشخاص لهم طقوسهم وطرائقهم وأدواتهم وطرائق تفكيرهم وحساباتهم الخاصة، كلها تجتمع لتشكل شخصيات الباحثين عن الدفائن، الذين يختلفون عن الناس العاديين، في كل ما يقدمون عليه من مغامرات، تبوء غالبا بالفشل، إن لم نقل دائما.
وهذا ما يعتقد به اغلب الناس العاديين، بحيث تبدو لهم اعمال البحث عن الدفائن ضربا من ضروب الوهم والمستحيل.
ابو العلاء، سبعيني سكنه هوس البحث عن الدفائن لأكثر من أربعين عاما، حتى بات مقصدا للمنقبين، يدرك ان ثمة قصص بحث تحدث، هي أقرب إلى الخيال، ابطالها هواة حالمون بالثراء السريع، رغم المحاذير القانونية والأمنية المحيطة بمثل هذا النوع من الاعمال.
بدأت قصة ابو العلاء، وهو بعد في الثلاثين من العمر، يوم انتقلت اليه حمى البحث عن الدفائن، جراء ما كان يسمعه من المحيطين به آنذاك، الذين لم تكن تخلو أيامهم من حديث او قصة او حادثة ترتبط بالبحث عن الدفائن.
يقول "عدوى المغامرة وشغف الانضمام الى رحلات استكشافية مسلية، تحكمها روايات اسطورية لا تخلو من الإثارة، دفعتني وغيري من هواة التنقيب، أو مدمني البحث عن الدفائن، الى الخروج مع كبار السن في جنح الظلام إلى مناطق نائية، للبحث عن الدفائن".
ووفق توصيفات وإشارات ورموز، كان يتحرك ابو العلاء مع صحبه في الجبال والوديان وعلى اطراف السكك الحديدية وفي الكهوف، وما الى ذلك من مواقع يتوقعون وجود دفائن ثمينة فيها.
ومع مرور السنين، يقول ابو العلاء لـ"الغد" إنه اكتسب "خبرة فريدة" في هذا المضمار، ويرجع بذاكرته الى الوراء، حين بدأت تتسرب اليه رغبة البحث عن الدفائن، وكيف تمكن من ان يكون محط اهتمام الباحثين الجدد عن الدفائن وحتى الباحثين المخضرمين، "واليوم صرت بمثابة مستشار للكشف عن مواقع الدفائن".
يقول إن الجلوس مع كبار سن سبقوه في هذا المجال، أفاده جدا، وعرفه كيف يمكن تتبع الرموز والاشارات او ما يسمى بـ"الرصد" في المواقع المقترحة لوجود دفائن.
ويشير الى ان المواقع المقترحة تلك، غالبا ما تكون مواقع قديمة، غير مكتشفة، تركتها الحضارات السابقة في أرجاء مختلفة من البلاد، وأحيانا قد تجري في محيط مواقع اثرية مسجلة لدى دائرة الآثار العامة.
كثير من الهواة، يلجأون الى الاستدلال على مواقع الدفائن عبر رموز وإشارات وعلامات قديمة، كالافعى، أو أنها تحمل أشكالا أخرى لرسوم حيوانات ونقوشات مختلفة، يمكن مشاهدتها على مواقع صخرية أو عند بعض التلال ومداخل الكهوف، ولا يتمكن من معرفتها الا المدربون كما يشير ابو العلاء.
ولأن عملية الاستدلال الى موقع الدفينة المفترض، يمكن ان يكون صعبا، فإن ابو العلاء يستخدم للاستدلال عليه وسائل عديدة، منها: الأسياخ النحاسية وبعض الاجهزة الإلكترونية التي جلبها من دول أوروبية.
وبينما تقتصر مهمته على تحديد إحداثيات الموقع المطلوب، يبدأ بعدها المنقبون بالحفر بحذر بحسب قوله، مضيفا انه كثيرا أوقف العديد من عمليات التنقيب التي بدت له خطرة.
ومن دون الكشف عن تفاصيل وسر رصده للمواقع عبر أدواته المختلفة، يقول ابو العلاء انه اسهم في اكتشاف الكثير من المقابر والمُغر، سواء في المناطق السكنية داخل البيوت، أو في المناطق البعيدة النائية.
ويضيف أنه كثيرا ما أصاب في توقعاته التي لا تجزم بالضرورة بوجود دفائن ذهبية. وأشار الى أنه كشف عن موقع مغارة، يعتقد بأنها تعود الى العصر اليوناني تحت باحة منزل في إربد مطلع العام الحالي، ليجد بحسبه بعد حفر على عمق 4 أمتار، معالم لقبور مطمورة بالتراب، إلا أن ضيق الموقع وخطورته، منعه من الاستمرار في الحفر، ليتركه مفتوحا خشية وقوع انهيارات.
وخلال عمل ابو العلاء المتواصل، يفيد بأنه لم يحقق مكاسب مالية عظيمة كالتي يشاع عنها بين الباحثين عن الثراء، مبينا انه عثر على مقتنيات من الزجاج والقطع الأثرية وبعض الحلي في بعض المقابر، نافيا عثوره خلال تلك السنوات على أية "كنوز او ذهب"، باستثناء بعض الاقراط الذهبية والحلي في بعض القبور.
ويضيف أنه وجد في مرة واحدة قبل سنوات 5 قطع ذهبية، تعود الى العهد العثماني، كما عثر على أقراط ذهبية عند صاحب منزل استعان به، تحمل صورة تاج ومزينة بخرزة حمراء تزن 9 غرامات، حيث قام صاحب المنزل ببيعها إلى تاجر لبناني بمبلغ زهيد لم يتجاوز 1600 دينار.
وقبل ستة أشهر، اكتشف ابو العلاء مغارة أخرى تحوي ثلاثة قبور، بينها قبر ملك محاط بعمودين، تبين أنها كانت تحوي قطعا أثرية سرقت منذ زمن.
أما آخر المواقع التي كشف عنها لـ"الغد"، فكانت مغارة عثر فيها على رأس تمثال على شكل مخلوق غريب، إضافة الى مقتنيات أخرى، منها قطع اثرية يقول انها تعود الى العصر اليوناني أيضا.
ولم يسلم ابو العلاء من عمليات نصب، احتال عليه فيها "مشعوذون" ادعوا استخراج كنوز من باطن الأرض بوسائل غريبة كالبخور المغربي والقوى الخفية، أو الادعاء أن الزئبق يمكن ان يخرج الكنوز، وييسر عملية الكشف عن الدفائن.
وهو ما يعتبره الشاب موسى (27 عاما)، المعلم في احدى مدارس محافظة المفرق الحكومية، حيلا رائجة يلجأ اليها مشتغلون في التنقيب، وفقا لمشاهداته خلال 4 سنوات من الادمان على البحث عن الدفائن.
يقول موسى انه خرج في رحلات استكشاف للبحث عن الدفائن، وتحديدا عن الذهب بدافع الفضول، مرافقا لكبار سن من المنطقة إلى مناطق مختلفة، منها سما السرحان وجرش والمناطق المحاذية لسكة الحديد الحجازي.
ويشير الى انه كان يسمع في أحاديث المجالس، حكايات متخيلة وفيها مبالغات خرافية عن كنوز مدفونة في صناديق، نسجها محتالون يبيعون الوهم عبر خرائط يدعون انها تحمل مفاتيح مواقع دفائن محددة لا تفتح الا على وجوه اشخاص معينين، غالبا ما يكونون من اللاهثين وراء الدفائن.
ويبين انه شارك في مراقبة العديد من الحفريات خلال 4 سنوات، ولم ير ولو مرة واحدة أية مكتشفات او مقتنيات أثرية او ذهبية، بل وأضاف أن كثيرا من الباحثين عن الدفائن احتالوا عليه بطرق مختلفة، منها استغلاله للتجوال بسيارة استأجرها على حسابه الخاص.
ويبدو واضحا في مغامرات البحث عن الدفائن توزيع الادوار، فثمة من يتولى مسؤولية الكشف عن الموقع المطلوب، وآخر يقوم بالحفر، وهناك من يتنبأ بوجود دفينة، غالبا ما يوعز بها أحد المشعوذين ليشير إلى أن اسفل بيت أحدهم يوجد ذهب.
ويروي الشاب محمد (29 عاما) الذي يعمل حاليا قي قطاع الإعلام لـ"الغد" ان "حمى البحث عن الدفائن أصابته لسنوات قبل إيجاده عملا، وشارك خلالها في التنقيب في أكثر من 100 موقع، لكنه كان دائما يرجع خائب الأمل".
محمد الذي جال في مناطق كثيرة منها الحصن ووادي الشجرة والطرة في الرمثا شمال المملكة، يقول "ان رجلا ادعى بوجود دفينة في باحة منزله، فما كان منه الا أن دعاه لأن يقيم في كراج المنزل، بحجة سحب الدفينة من دون حفر، وباستخدام بخور يدعى ظفر الجن، طالبا عدم الاقتراب منه طيلة أسبوعين، وانتهت القصة بعدم العثور على أية مقتنيات وباقتناص المشعوذ لمبلغ يزيد على ألف دينار".
ويشير محمد إلى انه سبق وأن ابتاع أحد الكتب الخاصة بالرسوم والرموز الدالة على مواقع الدفائن، ويحوي إشارات تركية ورومانية، كإشارات الافعى التي يدل طولها مثلا على عمق الحفر في الموقع بالأمتار، أو إشارة الهلال التي تدل على وجود ذهب تركي بعمق يوازي بالامتار نصف قطر الهلال.
لكن مثل هذه الكتب، التي غالبا من يضعها أشخاص غير متخصصين في العلوم الأثرية، لا تملك اي قيمة علمية، ويتم ترويجها عن طريق مدمني الباحثين عن الدفائن، كما يقول باحثون آثاريون.
وعن إحدى الطرائف التي حدثت خلال عمليات التنقيب، يقول محمد إن أحد المشعوذين طلب منه ومجموعة من الباحثين عن الدفائن، الشروع في حفر أحد المواقع المفترضة لدفينة، في وقت مبكر نسبيا، مدعيا أن "حجابا سيفرضه علينا الجن، ولن يستطيع أحد رؤيتنا، وبعد مرور أقل من ربع ساعة ألقى أحد المارين السلام، علينا فأدركنا أننا وقعنا ضحية احتيال".
ويتابع "أننا حتى نحفر في احد المواقع المفترضة، لجأنا الى نصب "خربوش" يشبه "عريشة البطيخ"، وبدأنا الحفر أسفله، حتى لا يشتبه أحد بنا، وبعد ساعات طويلة من الحفر لم نعثر على شيء".
وتتقاطع قصص الباحثين عن الدفائن في تفاصيل كثيرة، اذ يؤكد بعضهم أحقيته في البحث ومن دون ابلاغ الجهات الرسمية، بحيث يعتبر عودة (30 عاما) أن ما تقدمه السلطات المسؤولة عن الآثار والمواقع غير المكتشفة من تعويض لمكتشفيها، ليس جيدا، ما يدفع الكثيرين الى الانخراط في عمليات البحث والتنقيب بسرية، بخاصة تلك المواقع التي قد يتم اكتشافها بين المناطق السكنية المأهولة.
وبينما شارك عودة في عشرات عمليات البحث عن الدفائن، يحرص كما يشير على عدم إحداث أي تخريب خلال البحث بحسب قوله.
ويبدو أن تعاقب الحضارات المختلفة على الاردن، وغنى أراضيه بنحو 12 ألف موقع أثري مسجل في دائرة الآثار العامة، وفقا لرئيس مركز الدراسات والابحاث في الدائرة الدكتور رافع حراحشة، زاد من وتيرة حمى البحث عن الدفائن.
وأشار إلى أن اكثر المواقع المستهدفة في التنقيب، هي منطقة الأغوار الوسطى، إضافة إلى الشريط الحدودي مع الدول المجاورة، ومواقع أخرى تمتد من شمال المملكة إلى جنوبها، وينسحب الأمر على المنطقة المحيطة بسكة الحديد الحجازي التي تكثر الشائعات حولها بوجود صناديق من الذهب، خلفها العثمانيون وراءهم، إضافة إلى مواقع المقابر ومنها مدافن "مقبرة النقيع" في مدينة الكرك.
وفي السياق ذاته، يضيف الحراحشة أن أكثر الاعتداءات ضررا تلك التي يقوم بها منقبون بعد عمليات مسوحات تقوم بها دائرة الآثار العامة في مواقع أثرية، بحثا عن مكتشفات جديدة، وهو ما حدث على سبيل المثال في مدينة جرش الأثرية عام 2004، حين قامت دائرة الآثار بمسح للمنطقة الممتدة لشارع الاعمدة، بحيث عثر على قطع أثرية، وتم طمر الموقع من جديد، إلا أن ذلك دفع مهووسين الى البحث والتنقيب ليلا في الموقع ذاته.
ويذكر الحراحشة أن عمليات تخريب حدثت أيضا في موقع كنيسة تعود الى العصر البيزنطي مؤخرا، اكتشفت مطلع العام الحالي في منطقة "تل العميري" خلال عمليات توسيع شارع المطار في عمان، بحيث فوجئت دائرة الآثار، بعبث عشوائي كبير في اليوم التالي للاكتشاف.
ويعتبر حراحشة أن عمليات التنقيب العشوائية في المواقع الأثرية من شأنها تدميرها، وتغيير الهوية الحضارية والتاريخية للمملكة وإرثها الاجتماعي والثقافي.
ولفت حراحشة إلى ان زخم المملكة بالمواقع الأثرية غير المكتشفة وفي المناطق النائية التي يصعب وصول دوريات التفتيش والحراسة إليها، يتيح الفرصة للباحثين عن الدفائن بالتنقيب فيها، ما يستدعي رفع درجة الوعي بين المواطنين بحقيقة الآثار السلبية الناجمة عن العمليات غير الشرعية والعشوائية للتنقيب.
وفي الإطار القانوني، يجرم قانون الآثار العامة لسنة 1988 والمعدل المؤقت للعام 2002، كل من يقوم بالتنقيب عن الآثار، أو من يتاجر بها، أو يساعد او يشارك بذلك من دون الحصول على رخصة للتنقيب، يمكن استصدارها من وزارة الداخلية، وتنص المادة 26 من القانون على حبس كل من يخالف القانون مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف دينار.
وفي الإطار الإحصائي للقضية، تشير أرقام مديرية الأمن العام إلى تسجيل 57 قضية تنقيب غير مشروع عن الدفائن العام 2008، بحسب الناطق الإعلامي للمديرية الرائد محمد الخطيب، مشيرا الى انه تورط في هذه القضايا 186 شخصا، بينهم 167 أردنيا والباقون من جنسيات عربية مختلفة.
وحول الفئات العمرية للمتورطين، أفاد الخطيب أن بينهم شخصا واحدا بلغ عمره 27 عاما، بينما سجلت الارقام تورط 43 شخصا تتراوح أعمارهم بين 28-36 عاما، مقابل تسجيل 50 قضية لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 37-46 عاما، كما سجلت 46 قضية لاشخاص اعمارهم بين 47-48 عاما، وبلغ عدد الاشخاص المتورطين ممن تتجاوز أعمارهم 48 عاما 46 شخصا.
وفي قراءة أخرى حول الجرائم الجنحوية المخالفة لقانون الآثار العامة ككل، بما فيها قضايا التنقيب غير المشروع والاعتداء على المواقع الآثارية والتصرف بالمقتنيات، فيشير التقرير الاحصائي لإدارة المعلومات الجنائية إلى ضبط 82 قضية العام 2008 مقابل 80 قضية العام 2007.
وفي قراءة أكثر تفصيلا، سجلت 31 قضية ارتكبها أجانب العام 2007 مقابل 27 للفئة نفسها العام 2008، كما يشير التقرير الى تورط 4 أحداث في القضايا المسجلة العام 2007.
أما العاطلون عن العمل، فشكلوا 15 قضية جنحوية عام 2007 لتنخفض بينهم الى 10 قضايا العام 2008.
ويلفت التقرير ايضا الى تسجيل 14 قضية جنحوية العام 2007 لطلاب، مقابل 3 قضايا جنحوية للفئة نفسها العام 2008.
أما علماء الآثار والمختصون فيرون أن في عمليات التنقيب العشوائية بحثا عن الدفائن، تدميرا للمواقع الأثرية من جهة وعملا عبثيا لا يرجى منه الثراء وفقا للشائعات المنقولة. بحيث يؤكد رئيس جمعية أصدقاء الآثار الاستاذ الدكتور معاوية إبراهيم أنه طيلة عمله في التنقيب والمسوحات الآثارية الرسمية وعلى مدار نحو 50 عاما، لم تثبت صحة أي من الروايات التي يتناقلها العامة بالعثور على "الذهب"، واقتصر ما عثر عليه بعضهم، على قطع حلي غالبا ما تكون ملحقة بالمرفقات الجنائزية وعدد قليل من القطع النقدية.
ويشير إبراهيم الى أن حوادث كثيرة سجلت تدمير قطع أثرية في مواقع غير مكتشفة، هي على درجة عالية من الاهمية التاريخية والحضارية، تفوق في قيمتها آلاف المرات قطعة ذهبية واحدة قد يعثر عليها نتيجة التنقيب العشوائي.
ومن الطرائف والروايات المنقولة حول وجود كنوز مدفونة في مغارات مقدونية سبع في المملكة خلفها الاسكندر المقدوني، يقول إبراهيم "سمعت ذات مرة مواطنا في سيارة نقل عام يقول إنه شاهد بأم عينه سبع جرار مليئة بالذهب، استخرجت من مقابر في بلدة سحاب، وما كان مني إلا الضحك ومحاولة إقناعه بأنني كنت ممن أشرف على استخراج تلك الجرار بنفسي خلال مهمة رسمية، وقد كانت سبع جرار فعلا لكنها مليئة بالعظام".
واعتبر ان سعي بعضهم الى الثراء، أدى إلى ضياع جزء من الارث الأثري إلى خارج المملكة لعدد من المناطق، منها تسرب بعض قطع أثرية من منطقة "باب الذراع" في مدينة الكرك، بحيث فقدت قطع أثرية قبل أربعين عاما من المقابر، تعود الى الألف الثالث قبل الميلاد، عثر على بعضها عند أحد العلماء في القدس.
من جهته، ينفي أستاذ الآثار في جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي؛ حقيقة وجود دفائن ذهبية في أي منطقة في المملكة، أو وجود مغارات مقدونية تحوي تلك الدفائن، استنادا الى الوثائق التاريخية والمسوحات المتوافرة حتى اليوم.
أما حول الرموز التي قد يسترشد بها بعض المنقبين، فأشار الى أن غالبية الرموز والإشارات خلال الحقب التاريخية المختلفة، تمثل وسيلة مخاطبة بين أبناء الحضارة الواحدة، نافيا بشدة أن تكون لها أية دلالات علمية أو بحثية.
وحول الوسائل التي يلجأ اليها مشتغلون في التنقيب، اشار الى ان كثيرا من الوسائل المتبعة في التنقيب غير علمية، وقد تترك أضرارا بالغة في الموقع الأثري، عدا عن خطورة استخدام وسائل كالفؤوس والجرافات في حدوث انهيارات.
لكنه أشار الى أن عددا من المنقبين يلجأون إلى وسائل حديثة صحيحة، تعلموها عبر عمليات البحث، كما هو الحال في الطرق المغناطيسية او بعض الطرق باستخدام المعادن.
وقصة وفاة أحد المنقبين خلال عملية بحث عن الذهب في منطقة وادي الحدادة التي وقعت مطلع الشهر الحالي، تعد واحدة من قصص عديدة لا تتوقف، يعتبرها علماء اجتماع سلوكا غير مبرر للبحث عن الثراء السريع.
ويرى أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور حمود عليمات أن ما نشهده اليوم من حمى البحث عن الدفائن، ما هو إلا مسعى للثراء السريع غير المستند الى أسس علمية أو عقلانية، وظاهرة غريبة يمكن القول إنها لا تختلف كثيرا عن حمى الثراء عبر البورصات.
واعتبر ان وجود نسبة متفاوتة من الفقر والبطالة، تدفع شبابا الى البحث عن الدفائن، نتيجة العوز الاقتصادي وغلاء المعيشة في مختلف نواحي الحياة.
وتستقبل المملكة سنويا، ما يقارب 60 بعثة أجنبية للتنقيب في المواقع الأثرية، تمثل مراكز أبحاث علمية وجامعات، تعمل ما نسبته 70% منها في المسوحات الآثارية لاكتشاف مقتنيات ومواقع جديدة، كما يجري التنقيب حاليا في 32 موقعا أثريا لأغراض البحث العلمي في مختلف محافظات المملكة منذ مطلع العام الحالي.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى