نبض الشارع
سجل و تمتع بخدمات موقعنا
ملاحضة
عملية التسجيل سهلة جدا فقط اسمك و ايميلك و رقم سري

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبض الشارع
سجل و تمتع بخدمات موقعنا
ملاحضة
عملية التسجيل سهلة جدا فقط اسمك و ايميلك و رقم سري
نبض الشارع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
nermeen
nermeen
35
35
انثى عدد المساهمات : 18007
ذهب : 36295
تقييم المشاركات : 265
تاريخ التسجيل : 10/09/2011

عبد الباري عطوان والاردن Empty عبد الباري عطوان والاردن

الأربعاء فبراير 22, 2012 2:14 pm
عبد الباري عطوان والاردن
عبد الباري عطوان والاردن
عبد الباري عطوان والاردن
الاستاذ عبدالباري عطوان، رئيس تحرير القدس العربي، التقيه في لندن الباردة، واذ يهديني كتابه «وطن من كلمات.. رحلة لاجئ من المخيم الى الصفحة الاولى»، المكتوب اساسا بالانجليزية والمترجم مؤخراً الى العربية، وهو كتاب انيق من خمسمائة صفحة، فأنني استغرق في قراءته، في ليالي لندن الباردة.

كتاب مكتوب بلغة شيقة ورشيقة ومكثفة، والمؤكد ان ترجمته الى العربية تأثرت باسلوب عطوان بالانجليزية، فقد جاءت الجمل مكثفة قصيرة، معبرة، ويروي فيه عطوان قصته في مخيم دير البلح للاجئين، حيث عاش، الى ان غادر وعمره سبعة عشر عاما في رحلة الى الاردن ثم مصر ثم ليبيا فالسعودية، بريطانيا، ليصبح من اهم الاعلاميين العرب، وليصبح الاول ربما في ظهوره على الفضائيات الامريكية والبريطانية، ثم العربية والجزيرة.

لا تملك الا ان تحترم تاريخ الرجل وهو يروي حياته في المخيم، وبيوت الصفيح، وهذا الفقر الشديد، وتلك العصامية التي ارتسمت بنبل بالغ على وجه الرجل، يروي عطوان حياة عائلته الفقيرة، وقصة شاطئ غزة، واعتقال والده، ثم وفاته بشكل محزن جدا، يكاد يسرق الدموع من عينيك وهو يصف المشهد.

الشاب الفلسطيني غادر غزة راويا عشرات التفاصيل فيها، الى الاردن، بحثا عن عمل، حتى يكمل دراسته الجامعية، ويروي لك حنو امه عليه، وكيف اعطاه احد اقاربه تحويشة عمره البالغة ثلاثين جنيها مصريا، بعد ان خبأها في حذاء عطوان حتى لا تتم سرقتها، وفي الاردن يروي كيف اشتغل عاملا لعامين، في مصنع لرب البندوة، ثم سائقا لسيارة تجمع النفايات، بكل هذا الصبر والاصرار على الحياة.

يروي حكايته في مصر وكيف درس الصحافة، ومارس العمل السياسي، ثم كيف رفض المصريون تجديد اقامته لانه مغضوب عليه، وبعد ان حصل على بكالوريوس الصحافة من جامعة القاهرة، رفضوا تجديد اقامته لاكمال الماجستير، وهو الطالب الذي شقي اخوته لاجله، فما نسيهم لما اشتد عوده، ثم كيف تحول الى سائق تاكسي عابرا الحدود الى ليبيا، وما واجهه في ليبيا من مفارقات وقصص.

دارت الايام بدورتها وانتقل الى جدة حيث عمل في صحيفة المدينة المنورة، ومن هناك الى لندن حيث صحيفة الشرق الاوسط، راويا تفاصيل صدمته حين وصل الى لندن والفروقات بين حياة عربية واخرى اجنبية، ثم من هناك الى قصة صدور القدس العربي ولقاءاته بياسر عرفات، واغنياء العرب وزعماء عرب، كلهم حاولوا الدخول على خط الصحيفة وشراء ذمتها.

توقفت كثيرا عند لقاءات عبدالباري عطوان بالملك الحسين، وبالملك عبدالله الثاني، واذ ترك عطوان عامدا توطئة في كتابه حول الذي كان يفعله في عمان، في مطلع شبابه، راويا صعوبات حياته ومهنه هنا، فقد ترك للقارئ ان يربط كما يشاء بشأن اكرام القدر له، من عامل في مصنع لرب البندورة تستثمره الجبهة الشعبية لاجتماعاتها، مرورا بسائق سيارة النفايات، والنوم فوق سطح الفندق العربي في وسط البلد، الى ضيف معزز مكرم، قابل ملكين لمرات ومرات.

يروي عطوان بأسلوب جميل مخاطر واجهها في مهنته، عشرات التهديدات بالقتل والتصفية، من عرب ويهود واجانب، يأخذنا الى جبال تورا بورا حيث لقاؤه بأسامة من لادن، ونومه في كهف لثلاثة ايام، مازجا في كتابه بين المعلومات والسرد الشيق للتفاصيل، مشغلا خيالك لتكون معه في رحلة لاجئ من مخيم رفح الى قمة المجد الصحفي.

الكتاب جدير بالقراءة، ولا اعرف اذا كان متوفرا في مكتبات عمان ام لا، الا انه كتاب شيق، وفي المكتبة العربية روى صحفيون مذكراتهم من غسان تويني صاحب النهار في كتابه «سر المهنة» الى ناصرالدين النشاشيبي الذي سرد بعض مروياته في كتابه «حضرات الزملاء المحترمين» وذاكرة الصحفي هنا قد تبدو شخصية، غير ان عبقرية الصحفي تتبدى في شبكها بذاكرة عامة، لتكون ذاكرة الزمان والمكان والشخوص ايضا.

يعدنا عطوان بكتب اخرى، ليروي عطشنا حول اسرار التآمر على الصحافة، وتدخلات الدول، ومناكفات الزعامات للصحفيين، هذا على الرغم من ان عطوان روى في كتابه حكايات عن لقاءات مع زعماء عرب، وماذا دار في هذه الحكايات، واذ تستشعر كم يحب هذا الرجل فلسطين، ويحترم فلسطينيته، الا انك تستشعر كم يقدر الاردن ايضا، في ما كتبه، وفيما يقوله شفاهة وجها لوجه.

تتأثر بشدة وهو يروي كيف عاد بأولاده زائرا الى مخيم رفح للاجئين، قادما من لندن، نائما وعائلته في ذات غرف الصفيح، وكأنه يقول لاولاده «هنا كنا» في روايته حكاية اخرى للفلسطينيين، بأن لا ينسوا قضيتهم، ووطنهم، مهما بلغت بهم الرتب، ومهما اخذتهم الحياة الى مداراتها.

تعرض عبدالباري الى حملات سوداء هنا، لا لشيء الا لان بعضنا اراد شيطنته، وتقديمه بهذه الصورة، وهو صديق حميم لهذه البلاد، وتتأثر للغاية اذ يغيب عنا، محاصرا باقوال السوء، وتلك الروايات التي تريد ان ترسم ما تشاء للناس، كذبا وزروا وبهتانا، فيخسر البلد حلفاء مهمين في الاعلام العالمي والعربي.

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى