- nermeen35
- عدد المساهمات : 18007
ذهب : 36295
تقييم المشاركات : 265
تاريخ التسجيل : 10/09/2011
الموت الوفاة العلامات الدالة على حسن الخاتمة وسوء الخاتمة
السبت مايو 12, 2012 1:07 am
الموت الوفاة العلامات الدالة على حسن الخاتمة وسوء الخاتمة
الموت الوفاة العلامات الدالة على حسن الخاتمة وسوء الخاتمة علامات و أسباب حسن الخاتمة و سوء الخاتمة
خالد بن عبدالرحمن الشايع
يليه
تجهيز الميت ، الجنازة ، القبر
دليل المقابـر
تأليف
د. طارق بن محمد الطواري
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد : -
أولاً : حسن الخاتمة
حسن الخاتمة هو: أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك.
ولحسن الخاتمة علامات، منها ما يعرفه العبد المحتضر عند احتضاره، ومنها ما يظهر للناس.
أما العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته فهي ما يبشر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلا منه تعالى، كما قال جل وعلا: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فصلت: 30 ، وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم، وفي قبورهم، وعند بعثهم من قبورهم.
ومما يدل على هذا أيضا ما رواه البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت، فكلنا نكره الموت؟ فقال: (ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه) .
وفي معنى هذا الحديث قال الإمام أبو عبيد القاسم ابن سلام : (ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته، لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد، ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها، وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة)، وقال : (ومما يبين ذلك أن الله تعالى عاب قوما بحب الحياة فقال: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة واطمأنوا بها) يونس: 7
وقال الخطابي: (معنى محبة العبد للقاء الله إيثاره الآخرة على الدنيا، فلا يحب استمرار الإقامة فيها، بل يستعد للارتحال عنها، والكراهية بضد ذلك)
وقال الإمام النووي رحمه الله: (معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة، حيث ينكشف الحال للمحتضر، ويظهر له ما هو صائر إليه)
أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة، وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك، ونحن نورد هنا بعضا منها، فمن ذلك:
* النطق بالشهادة عند الموت، ودليله ما رواه الحاكم وغيره أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)
ومنها: الموت برشح الجبين، أي : أن يكون على جبينه عرق عند الموت، لما رواه بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (موت المؤمن بعرق الجبين) رواه أحمد والترمذي.
* ومنها: الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر).
* ومنها: الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله، أو موته غازيا في سبيل الله، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه، أو موته غرقاً، ودليل ما تقدم ما رواه مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله ، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا: فمن هم يا رسول الله ؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد).
* ومنها: الموت بسبب الهدم، لما رواه البخاري ومسلم عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) .
* ومن علامات حسن الخاتمة، وهو خاص بالنساء : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو هي حامل به، ومن أدلة ذلك ما رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبادة بن الصامت أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبر عن الشهداء، فذكر منهم: (والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة) يعني بحبل المشيمة الذي يقطع عنه.
* ومنها الموت بالحرق وذات الجنب، ومن أدلته أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصنافاً من الشهداء فذكر منهم الحريق، وصاحب ذات الجنب: وهي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع.
* ومنها: الموت بداء السل، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شهادة.
* ومنها أيضاً : ما دل عليه ما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل دون ما له فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد) .
* ومنها: الموت رباطا في سبيل الله، لما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان) . ومن أسعد الناس بهذا الحديث رجال الأمن وحرس الحدود براً وبحراً وجواً على اختلاف مواقعهم إذا احتسبو الأجر في ذلك .
* ومن علامات حسن الخاتمة الموت على عمل صالح، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة) رواه الإمام أحمد وغيره.
* فهذه نحو من عشرين علامة على حسن الخاتمة علمت باستقراء النصوص، وقد نبه إليها العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه القيم (أحكام الجنائز).
* واعلم أخي الكريم أن ظهور شيء من هذه العلامات أو وقوعها للميت، لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك. فهذا كله من الغيب.
أسباب حسن الخاتمة
* من أعظمها: أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه، وراس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد، والحذر من ارتكاب المحرمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها، وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره.
* ومنها: أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.
* ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه، وان يثبته عليهن وأن يختم له به.
--------------------------------------------------------------------------------
8 أسباب لحسن الخاتمة
1- الاستقامة :
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}
2- حسن الظن بالله :
عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي )) رواه البخاري ومسلم .
3- التقوى :
قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}
4- الصدق :
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}
5- التوبة :
قال تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
6- المداومة على الطاعات
7- ذكر الموت وقصر الأمل
8- الخوف من أسباب سوء الخاتمة :
كالإصرار على المعاصي وتسويف التوبة وحب الدنيا .
* تم إضافة 8 أسباب لحسن الخاتمة من كتاب العقد الثمين لعيد العنزي
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
09-22-2010 12:42 PM #2
أبو يوسف داعي
ثانياً : سوء الخاتمة
أما الخاتمة السيئة فهي: أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جل وعلا، مقيم على مسا خطه سبحانه، مضيع لما أوجب الله عليه، ولا ريب أن تلك نهاية بئيسة، طالما خافها المتقون، وتضرعوا إلى ربهم سبحانه أن يجنبهم إياها.
وقد يظهر على بعض المحتضرين علامات أو أحوال تدل على سوء الخاتمة، مثل النكوب عن نطق الشهادة - شهادة أن لا إله إلا الله - ورفض ذلك، ومثل التحدث في سياق الموت بالسيئات والمحرمات وإظهار التعلق بها، ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تدل على الإعراض عن دين الله تعالى والتبرم لنزول قضائه.
ولعل من المناسب أن نذكر بعض الأمثلة على ذلك:
فمن الأمثلة:-
* ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله (في كتابه: الجواب الكافي) أن أحد الناس قيل له وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فقال: وما يغني عني وما أعرف أني صليت لله صلاة؟! ولم يقلها.
* ونقل الحافظ ابن رجب رحمه الله (في كتابة: جامع العلوم والحكم ) عن أحد العلماء، وهو عبدالعزيز بن أبي رواد أنه قال: حضرت رجلا عند الموت يلقن لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول . ومات على ذلك، قال: فسألت عنه، فإذا هو مدمن خمر، فكان عبدالعزيز يقول: اتقوا الذنوب، فإنها هين التي أوقعته.
* ونحو هذا ما ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله أ، رجلا كان يجالس شراب الخمر، فلما حضرته الوفاة جاءه إنسان يلقنه الشهادة فقال له: اشرب واسقني ثم مات.
* وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله أيضا (في كتابه: الكبائر) أن رجلا ممن كانوا يلعبون الشطرنج احتضر، فقيل له: قل لا إله إلا الله فقال: شاهك. في اللعب، فقال عوض كلمة التوحيد: شاهدك.
* ومن ذلك ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله عن رجل عرف بحبه للأغاني وترديدها، فلما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: تاتنا تنتنا … حتى قضى، ولم ينطق بالتوحيد.
* وقال ابن القيم أيضا: أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، وهذا مشتر جيد، هذه كذا. حتى قضى ولم ينطق التوحيد نسأل الله العافية والسلامة من كل ذلك.
* وها هنا تعليق للعلامة ابن القيم رحمه الله نورد ما تيسر منه، حيث عقب على بعض القصص المذكورة آنفا، فقال: (وسبحان الله، كم شاهد الناس من هذا عبراً؟ والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم، فإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه، قد تمكن منه الشيطان، واستعمله فيما يريده من معاصي الله، وقد أغفل قلبه عن ذكر الله تعالى، وعطل لسانه عن ذكره، وجوارحه عن طاعته، فكيف الظن به عند سقوط قواه، واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع؟ وجمع الشيطان له كل قوته وهمته، وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فرصته، فإن ذلك آخر العمل، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت، وأضعف ما يكون هو في تلك الحال، فمن ترى يسلم على ذلك؟ فهناك: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) إبراهيم: 27 . فكيف يوفق بحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره، واتبع هواه، وكان أمره فرطاً، فبعيد من قلبه بعيد عن الله تعالى غافل عنه، متعبد لهواه، أسير لشهواته،ولسانه يابس من ذكره، وجوارحه معطلة من طاعته، مشتغلة بمعصيته - بعيد أن يوفق للخاتمة بالحسنى) أ.هـ
* وسوء الخاتمة على رتبتين - نعود الله من ذلك: على القلب عند سكرات الموت وظهور أهواله: إما الشك وإما الجحود فتقبض الروح على تلك الحال وتكون حجابا بينه وبين الله، وذلك يقتضي البعد الدائم والعذاب المخلد .
* والثانية وهي دونها، أ، يغلب على قلبه عند الموت حب أمر من أمور الدنيا أو شهوة من شهواتها المحرمة، فيتمثل له ذلك في قلبه، والمرء يموت على ما عاش عليه، فإن كان ممن يتعاطون الربا فقد يختم له بذلك، وإن كان ممن يتعاطون المحرمات الأخرى من مثل المخدرات والأغاني والتدخين ومشاهدة الصور المحرمة وظلم الناس ونحو ذلك فقد يختم له بذلك، أي بما يظهر سوء خاتمته والعياذ بالله ، ومثل ذلك إذا كان معه أصل التوحيد فهو مخطور بالعذاب والعقاب.
أسباب سوء الخاتمة
وبهذا يعلم أن سوء الخاتمة يرجع لأسباب سابقة، يجب الحذر منها.
* ومن أعظمها: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى:
* ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
* ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
* ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها ، فإن الإنسان إذا ألقت شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهود ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.
* وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان:29
* وسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عيه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ
أخي الكريم:
لأجل ذلك كان جديرا بالعاقل أن يحذر من تعلق قلبه بشيء من المحرمات، وجديرا به أن يلزم قلبه ولسانه وجوارحه ذكر الله تعالى، وأن يحافظ على طاعة الله حيثما كان، من أجل تلك اللحظة التي إن فاتت وخذل فيها شقي شقاوة الأبد.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، اللهم وفقنا جميعا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
09-22-2010 12:46 PM #3
أبو يوسف داعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دليل المقابـر
تأليف
د. طارق بن محمد الطواري
دعاء دخول المقابر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : (( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية ))
أخرجه مسلم ( 3/64 ) .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار مقبرة البقيع يقول : (( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد (( أخرجه مسلم (3/63) .
* * *
شكر وتقدير
الحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بنعمه الكثيرة (( وما بكم من نعمة فمن الله )) (النحل : آية 53) . والتي لا تعد ولا تحصى (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) ( النحل : آية 18) .
فله الحمد كم يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه على نعمه وآلائه وإحسانه . والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي دلنا على الخير والهدى وأوضح لنا الطريق ،
وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم صالحا متقبلا وأن يرحم به كاتبه وأهله ووالديه وجمع المسلمين .
وصلى الله وسم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين .
المؤلف
* * *
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين .
وبعد ,,,
فهذا كتيب متواضع صغير في حجمه كبير في علمه .
حاولت فيه جاهدا أن ألخص وأرتب وأهذب كل ما يتعلق بالميت مما تدعو الحاجة لمعرفته منذ احتضاره إلى استقرار روحه عند ربه عز وجل مرورا بالاحتضار والغسل والكفن والجنازة والقبر ثم ما ينفع الميت بعد موته ثم مستقر الأرواح ثم الخاتمة .
هذا وقد اجتهدت ألا يكون الكتيب طويلا مملا ولا قصيرا مخلا ، وإنني بهذا الكتاب لم أقدم لعالم التأليف أي جديد وإنما التأليف أن تجمع بين قول هذا وقمل هذا وتولف بينهما فالسلم لم يتركوا للخلف إلا النادر اليسير مما لم يؤلفوا فيه فكل من جاء بعدهم فهو إما شارحا لكتبهم أو موضحا أو مختصرا أو معلقا أو مهذبا أو مكملا .
هذا وقد لخصت في هذا البحث جملة أقوال سلف الأمة معتمدا على كتبهم في أصول مذهبهم كالإمام مالك والشافعي وأحمد وشيخ الإسلام ابن تيميه كما لا غنى لنا عن آراء وأقوال وكتب علماءنا ومنارات عصرنا كالشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز والسيد سابق رحمهم الله جميعا ومتع الناس بعلمهم وأعظم لهم المثوبة والعطاء وجزاهم الله عنا وعن أمة الإسلام كل خير .
* * *
دليل المقابر
ما يسن عند الاحتضار
1 ـ أن يحسن الظن بالله :
أي يرجو مغفرة الله لذنوبه ويخاف عقابه سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى )) روه مسلم (8/165) عن جابر رضي الله عنه .
2 ـ أن يؤدي الحقوق لأهلها إن تيسر له ذلك :
لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو ماله فليؤدها إليه ، قبل أن يأتي يوم القيامة لا يقبل فيه دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح ، أخذ منه ، وأعطى صاحبه ، وإن لم يكن له عمل صالح ، أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه )) رواه البخاري . (3/369) .
3 ـ تلقين المحتضر الشهادتين :
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )) رواه مسلم (3/38) .
وذلك من غير إلحاح عله لئلا يضجر فيتكلم بكلام لا يليق .
4 ـ توجيهه إلى القبلة مضطجع على شقه الأيمن :
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن البيت الحرام : (( قبلتكم أحياء وأمواتا )) رواه أبو داود (2875 ) .
6 ـ تغطيته لئلا ينكشف وسترا لصورته المتغيرة عن الأعين :
فعن عائشة رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة )) متفق عله ورواه البيهقي (3/334) .
كما يجوز تقبيل الميت إجماعا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عثمان بن مظعون وهو ميت . أخرجه االترمذي (2/130) هوه صحيح .
8 ـ قضاء ما عليه من دين :
بعد التأكد من قدر الدين والمدين له سواء كانت حقا لله أو حقا لخلقه إلا أن يبرئه الدائن لحديث سعد بن الأطول رضي اله عنه : (( أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم ، وترك عيالا ، قال : فأردت أن أنفقها على عياله : فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : إن أخاك محبوس بدينه فاذهب فاقضي عنه )) أخرجه أحمد بإسناد صحيح (4/136،175) .
9 ـ الاسترجاع عند الموت (( إنا لله وإنا إليه راجعون )) :
قال تعالى : (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون )) البقرة (155/157) .
ولما روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرني في مصيبتي أخلف لي خيرا منها )) قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخلف الله لي خيرا منه (( رسول الله صلى الله عليه وسلم )) أخرجه مسلم ( 3/37) وأحمد ( 6/309) ,
10 ـ إعلام الناس وإخبارهم بوفاة الميت :
استحب العلماء إعلام أهل الميت وقرابته وأصدقائه وأهل الصلاح بموته ليكون لهم أجر المشاركة في تجهيزه وليشفعوا له حين الصلاة عليه .
لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف أصحابه وكبر عليه أربعا . أخرجه البخاري (3/90،145) ومسلم (3/54) .
البكاء على الميت من غير نياحة ولا رفع صوت
لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب أو يرحم )) وأشار إلى لسانه وبكى لموت ابنه لإبراهيم وقال : (( إن العين تدمع والقلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) أخرجه البخاري (3/153) ومسلم (4/69) .
النياحة على الميت
وهي رفع الصوت بالبكاء وشق الجيوب وضرب الخدود لما في من الاعتراض على قدر الله .
فعن أبي مالك الأشعري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب )) أخرجه مسلم (3/45) .
ولحديث (( اثنان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب والنياحة على الميت )) . رواه مسلم وأحمد .
الإحداد على الميت
أي الحزن على الميت وترك التطيب والتزين حزنا على المتوفى ، ثلاثة أيام لقريباته وأربعة أشهر وعشرة لزوجاته ـ لما روى البخاري ومسلم عن أم عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تحد المرأة على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا … إلخ الحديث )) أخرجه البخار ي ( 3/114 ، 9/400 ـ 401 ) .
صنع الطعام لأهل الميت
لأن ذلك من فعل البر والمعروف والتقرب إلى الأهل والجيران ويلح عليهم لأكلوا لئلا يضعفوا بتركه استحياء أو جزعا .
فعن عبد الله بن جعفر قال ك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم )) أخرجه أبو داود ( 2/59 ) وهو صحيح الإسناد . انظر أحكام الجنائز ص211 .
قال الإمام الشافعي في الأم ( 1/247 ) :
(( واجب لجيران الميت أو ذي القرابة أن يعملوا لأهل الميت في يوم يمون وليلته طعاما يشبعهم ن فإن ذلك سنة وذكر كريم ، وهو من فعل أهل الخير قبلنا وبعدنا )) .
استحباب طلب الموت في أحد الحرمين ( مكة أو المدينة )
وبوب البخاري باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها (1/1274 ) .
ثم ساق حديث طلب موسى أن يقربه الله من الأرض المقدسة قدر رمية بحجر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فلو كنت ثم لأريتكم قبره ، إلى جانب الطريق ، عند الكثيب الأحمر )) البخاري ( 1/1274 ) .
ولما روي عن حفصة رضي الله عنها أن عمر رضي الله عنه قال اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم فقلت : أنى هذا ؟ فقال : يأتيني له الله به إن شاء .
ثواب من مات له ولد
روى البخار ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا يوما ، فوعظهن وقال أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجابا من النار )) قالت امرأة : واثنان قال : (( واثنان )) أخرجه البخاري (3/94) ومسلم (4/67) .
علامات حسن الخاتمة
وهي بشائر تدل على الخير الذي سيقدم عليه إن وقعت له قبل موته .
منها :
1 ـ النطق بالشهادتين قبل الموت لحديث (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )) أخرجه الحاكم بسند حسن عن معاذ .
2 ـ الموت ليلة الجمعة لحديث (( ما من مؤمن يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة ، إلا وقاه الله فتنة القبر )) أخرجه أحمد ( 6582 ) وهو صحيح .
3 ـ الاستشهاد في ساحة القتال للآيات والأحاديث الكثيرة التي تدل على فضل الشهادة في سبيل الله .
4 ـ الموت بالأمراض والأوجاع ، كداء البطن والسل ن انظر البخاري ( 10/156 ) وموت المرأة في نفاسها إن كانوا صابرين محتسبين للأجر من الله .
5 ـ الموت على عمل صالح ، لحديث : (( من قال لا إله إلا اله ابتغاء وجه الله ختم له بها ، ودخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها ، خل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها ، دخل الجنة )) . أخرجه أحمد ( 5/391 ) حذيفة وانظر الصحيحة رقم ( 374 ) .
تنبيه : ـ بوب البخاري في صحيحه ( 6/89 ) باب (( لا يقول : فلان شهيد )) . فهذا مما يتساهل فيه كثير من الناس ، لأن الشهادة هي شهادة الملائكة له بدخول الجنة وقبول الله لعمله وهو من علم الغيب .
الموت راحة
لما روى البخاري ومسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُر عليه بجنازة ، فقال : مستريح ومستراح منه )) فقالوا : يا رسول الله وما مستريح وما مستراح منه ؟ فقال (( العبد المؤمن مستريح من نصب الدنيا ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب )) أخرجه البخاري ( 5/6147 ) ومسلم ( 3/54 ) عن أبي قتادة .
كيفية غسل الميت
وهو خاص بالمسلم الذي لم يقتل بالمعركة بأيدي الكفار ويشرحه حديث أم عطية رضي الله عنها في وصف غسلهم لزينب رضي الله عنها كما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
1 ـ أن يوضع الميت فوق مكان مرتفع ويجرد من ثيابه .
2 ـ أن يوضع عليه ساتر يستر عورته إلا الصبي فإن كان مميزا مشتهى فإنه تستر عورته وإلا فلا . أخرجه البخاري ( 3/99 ) ومسلم ( 3/47 ) ومضمونه .
3 ـ يغسل المرأة النساء ويجوز للزوج أن يغسل زوجته ويغسل الرجل الرجال ويجوز أن تغسله زوجته .
4 ـ أن يختار ثقة أمينا صالحا لغسل الميت ليستر ما يظهر له من الشر وينشر ما يرى من الخير .
5 ـ النية ومحلها القلب .
6 ـ يلف على يده خرقة غليظة حتى لا يتحسس عورته يمسح بها عورته .
7 ـ يعصر بطن الميت عصرا رقيقا لإخراج ما يكون في البطن من الفضلات .
8 ـ ويزيل ما خرج من النجاسة .
9 ـ ثم يوضئ الميت وضوءه للصلاة .
10 ـ ثم يغسله بالماء والصابون ثلاثا أو خمسا بدءاُ بالجنب الأيمن ثم الجنب الأيسر ويخلط معه شيء من الطيب والسدر .
11 ـ ثم يعم الماء على جميع البدن بدءا بالرأس .
12 ـ إن كانت امرأة نقض شعر رأسها يدخله الماء ثم أعيد كما كان يضفر شعر المرأة ثلاث ضفائر .
13 ـ تنشيفه بعد الانتهاء من الغسل .
14 ـ إن خرج من الميت شيء من النجاسة استحب إعادة وضوئه مرة أخرى .
15 ـ إذا لم يوجد الماء فإن الميت ييمم بضربتين بالتراب الطاهر بيد المغسل يمسح بهما وجهه وظاهر كفيه .
الكفـــن
ويجب تكفين الميت لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك : البخاري ( 3/110 ) ومسلم ( 3/48 ) .
ويستحب في الكفن أن يكون :
1 ـ حسنا نظيفا سترا للبدن لحديث : (( إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه )) مسلم ( 3/50 ) .
2 ـ أن يكون أبيض اللون لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( البسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا بها موتاكم )) أحمد ( 3426 ) وهو صحيح .
3 ـ أن يبخر ويطيب . روى حديثه أحم
( 3/331 ) .
4 ـ أن يكون ثلاث لفائف توضع واحدة فوق الأخرى للرجل وخمس لفائف للمرأة إزار وقميص وخمار ولفافتين واحدة فوق الأخرى وإن التزم فجعل المرأة كالرجل فلا بأس إذ لا دليل على التفريق .
الكفـــن من الحريــر
لا يحل للرجل الكفن من الحرير ويحل للمرأة . لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنهما حرام على ذكور أمتي حل لإناثها )) ولكن تركه أولى لما فيه من الإسراف .
الصلاة على الميت
ولها فضل عظيم .
لما روى البخار ومسلم عن أبي هريرة : أن الني صلى الله عليه وسلم قال : (( من تبع جنازة وصلى عليها فله قيراط ومن تبعها حتى يفرغ منها فله قيراطان ، أصغرهما مثل أحد )) أو أحدهما مثل أحد . أخرجه البخار ( 1/89 ) ومسلم ( 3/51 ) .
شروطها وأركانهـــا
1 ـ الطهارة من الحدث الأكبر ( الجنابة ، الحيض ، النفاس ) والأصغر .
2 ـ استقبال القبلة .
3 ـ ستر العورة .
4 ـ طهارة البدن والثوب والمكان .
5 ـ النية ومحلها القلب .
6 ـ القيام القادر على القيام .
7 ـ التكبيرات الأربع وتشمل الفاتحة والصلاة على النبي والدعاء للميت .
8 ـ السلام .
كيفيــة أدائـهــــا
يكبر التكبيرة الأولى رافعا يديه مع كل تكبيرة لفعل ابن عمر وعدم إنكار الصحابة عليه وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق ثم يقرأ بفتحة الكتاب وسورة لحديث ابن عباس في البخاري
( 3158 ) ثم يكبر فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لحديث أبي أمامة رضي الله عنه أخرجه الشافعي في الأم ( 1/239 ) وهو صحيح .
ثم يكبر فيدعو للميت وأهله .
ثم يكبر فيدعو لنفسه .
ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه لحديث أبي هريرة عند الدارقطني (191) وهو صحيح . ,عن سلم تسليمتين جاز له ذلك . وقد فصلها حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري (3/90,45 ) ومسلم ( 3/54 ) .
بعض الأدعية التي تقال للميت
بعد التكبيرة الثالثة
مما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 ـ (( اللهم اغفر وارحمه واعف عنه وعافه واكرم نزله ووسع مدخله ، ونقه من الخطايا كما ينفى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خير من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه ، وقه فتنة القبر وعذاب القبر )) رواه مسلم ( 3/59,60) وأحمد (6/23 ) .
2 ـ (( اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده )) أخرجه أحمد (2/368) وهو صحيح .
موقف الإمــام من الرجــل والمــرأة
من السنة أن يقوم الإمام عند رأس الرجل ، وعند وسط المرأة لفعل أنس رضي الله عنه أنه صلى على جنازة رجل فقام عند رأسه فلما رفعت أتي بجنازة امرأة فصلى عليها فقام وسطها فسئل عن ذلك وقيل له : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الرجل حيث قمت ومن المرأة حيث قمت ، قال : نعم . رواه أحمد (3/118,204) وأبو داود (2/66 ) وهو صحيح .
وإذا اجتمع أكثر من ميت رجالا ونساء صفوا صفا واحدا وراء بعض بين الإمام والقبلة الرجال ثم النساء على أن يكون رأس الرجل عند وسط المرأة ويقدم الأصلح فالأصلح ويجوز أن يصلى على الرجال وحدهم وعلى النساء وحدهم وإن وجد أطفال فإنهم يكونون بعد الرجال وقبل النساء . انظر عبد الرزاق (3/465) ، النسائي (1/280) ، أحكام الجنائز 132 للألباني .
استحباب الجمع الكثير للصلاة على الميت
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة . كلهم يشفعون له إلا شفعوا )) رواه مسلم ( 3/53) وأحمد (6/32) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا ، لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله به )) رواه مسلم ( 2/64 ) وأحمد (2509) .
المسبوق ومن فاتته صلاة الجنازة
من فاتته بعض التكبيرات في صلاة الجنازة فله أن يسلم مع الإمام وله أن يأتي بالتكبيرات التي فاتته إن شاء .
فإن سلم قبل القضاء فلا شيء عليه وهو قول : ابن عمر والحسن والأوزاعي وأحمد .
وإن قضى ما عليه ثم سلم فهو الأولى وهو قول : الزهري ومالك والشافعي ( انظر المغاني لابن قدامة ج 2/376 ) .
ومن فاتته صلاة الجنازة فله أن يصلي على الميت منفردا لوحده لأن يقف على قبره ويصلي عليه بعدما ينصف عنه الناس لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة السوداء . حينما صلوا عليها هو وأصحابه بعدما دفنت . أخرجه البخاري ( 1/438 ) ومسلم (3/56 ) .
الصلاة على السقــط
يصلى على الطفل إن تحرك في بطن أمه بعد أربعة أشهر ثم مات لأن الروح قد دبت فيه فصار نفسا فيغسل ويصلى عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( والسقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة )) رواه أحمد ( 4/247 ) وأبو داود ( 2/65 ) وهو صحيح .
الصلاة على الصالح والطالح ما لم يأت بكفر لم يتب منه
ذهب جمهور العلماء إلى أنه يصلى على قاتل نفسه وعلى العصاة وعلى السارق وعلى كل مسلم بر وفاجر وكذلك المبتدع ما لم يبلغ الكفر وعلى من قتل نفسه أن قتل غيره . إذا مات مسلما كما يصلى على المرجوم وعلى ولد الزنا وعلى الذي يفر من الزحف وعلى المتلاعنين ولم يكن سلف الأمة يمنعون الصلاة عن أحد من أهل القبلة ، والحكمة في ذلك أن الفاسق والعاصي أحوج إلى دعاء إخوانه المؤمنين من الصالح المرحوم . انظر اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية ( ص 52 ) .
الصـلاة على الغــائب
يجوز الصلاة على الغائب في بلد خر سواء كان البلد قريبا أم بعيدا بشرط أن يموت في بلد ليس فيها من يصلي عليه صلاة الحاضر ـ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، انظر زاد المعاد لابن القيم وللتفصيل انظر أحكام الجنائز للشيخ الألباني ص 118 فيستقبل المصلي القبلة وإن لم يكن الميت الغائب في جهة القبلة وينوي الصلاة عليه في قلبه ويصلي صلاة الجنازة .
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، وخرج بهم إلى المصلى فصف أصحابه وكبر أربع تكبيرات . البخاري (3/90،145 ) ومسلم ( 3/54 ) وأحمد ( 2/241 ) .
الصلاة على الميت في أي مسجد
لا بأس بالصلاة على الميت بالمسجد والأفضل أن يصلى عليه خارج المسجد ، قال ابن القيم : (( ولم يكن من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الراتب ـ المستمر ـ الصلاة على الميت في المسجد ، وإنما كان يصلي على الجنازة خارج المسجد إلا لعذر ، وربما صلى أحيانا على الميت ـ أي داخل المسجد ـ كما صلى على ابن بيضاء ـ سهيل بن بيضاء ـ وكلا الأمرين جائز ـ خارج المسجد )) زاد المعاد . انظر مسلم (3/63) حديث عائشة وأحمد ( 5/ 289 ) .
جواز صلاة النساء على الجنازة
يجوز للمرأة أن تصلي على الجنازة مثل الرجل ، سواء صلت منفردة أو صلت مع جماعة فق ثبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها أنها أمرت أن يؤتى بجنازة سعد بن أبي وقاص لتصلي عليه .
أخرجه مسلم (3/63) .
ما يشرع عند حمل الجنازة والسير بها
1 ـ الإسراع بها لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم )) متفق عليه ( 3/142 ) وأحمد ( 2/240 ) من طريق عن أبي هريرة .
2 ـ المشي أمامها أو خلفها أو عن يمينها أو عن شمالها أو قريبا منها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأمره بذلك أخرجه أحمد (4/247 ) وأخرجه أبو داود ( 2/65 ) الترمذي ( 2/144 ) وهو صحيح .
مـا يكــره مع الجنــازة
1 ـ رفع الصوت سواء كان بذكر أو قراءة أو غير ذلك قال الإمام النووي في كتاب الأذكار ص 203 (( واعلم أن الصواب ما كان عليه السلف من السكوت حال السير مع الجنازة فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غيرهما ، لأنه أسكن لخاطره وأجمع لفكره فيما يتعلق بالجنازة وهو المطلوب في هذا الحال . وأما ما يفعله بعض الجهلة … فحرام بالإجماع )) مسلم ( 1/ 78 ) وأحمد ( 4 / 199 ) .
2 ـ أن يمشي وراءها أو أمامها بشعلة نار لأنه من أمور الجاهلية وقد ثبت النهي عن عائشة وأسماء وأبو سعيد الخدري وعبادة ابن الصامت وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولحديث (( لا تتبع الجنازة يصوت ولا نار )) أخرجه أحمد ( 2 / 427 ) وأبو داود ( 2 / 64 ) وهن ضعيف ولكن يتقوى بشواهده المرفوعة وبعض الآثار الموقوفة / انظر أحكام الجنائز ص 91 .
3 ـ القعود قبل أن توضع الجنازة .
إلا لكبير في السن أو مضطر أو محتاج لذلك القعود . قال البخاري : (( من تبع جنازة فلا ب\يقعد حتى توضع عن مناكب الرجال )) ثم ساق حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأيتم الجنازة فقوموا . فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع )) أخرجه البخاري (1 / 1248 ) عن أبي سعيد رضي الله عنه . والقيام لها حينما تمر منسوخ لحديث علي رضي الله عنه في مسلم ( 2 / 59 ) إلا أن القعود قبل أن توضع مكروه للحديث السابق .
4 ـ اتباع النساء للجنازة .
لحديث أم عطية قالت : (( نهيها عن أن نتبع الجنائز ولم يعز علينا )) البخاري ( 1/ 328 ) ومسلم ( 3 / 47 ) وأحمد ( 6 / 408 ) .
5 ـ التدخين والكلام في أمر الدنيا .
يكره أن يجاهر الرجل بما لا يليق مع هذا المقام العظيم من التدخين لأن في إيذاء للملائكة التي تحضر المقابر وتسير معك في الجنازة ، كما يكره الكلام في أمر الدنيا من الحديث عن الأموال والعقار وما خلف الميت لولده من الدور والأموال وغير ذلك بل ويجب إنكار هذه التصرفات متى ما رآها العبد .
قال الإمام ابن قدامة في المغني (( فإن كان من الجنازة منكر يراه ويسمعه ، فإن قدر على إزالته أزاله ، وإن لم يقدر على إزالته فإما أن يرجع أو أنه ينكر ويتبعها فيسقط فرضه بالإنكار ولا يترك حقا لباطل )) .
الدفــــن
يستحب الدفن بالنهار مع جواز الدفن بالليل ( مع الكراهة ) لم ثبت من دفن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة ليلا ولدفن علي رضي الله عنه لفاطمة ليلا .
وكذلك دفن أبو بكر وعثمان وعائشة وابن مسعود ليلا ولحديث (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل رجلا قبره ليلا وأسرج له )) أخرجه الترمذي ( 2 / 157 ) وهو حسن . إلا أن يخشى أن يفوت من حقوق الميت شيء بالليل كقلة المصلين والصلاة عليه فإنه يدفن بالنهار .
ولحديث (( لا تدفنوا بالليل إلا أن تضطروا )) أخرجه مسلم ( 3 / 50 ) كما يكره الدفن أول ما تطلع الشمس وحين تكون في كبد السماء ( قبل أذان الظهر بدقائق ) وحينما تغرب الشمس لما ثبت في مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : (( ثلاث ساعات كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيها أو نقبر فيها موتانا : حين تطلع الشمس بازغة حتى تميل الشمس ، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب )) رواه مسلم ( 2 / 208 ) وأحمد ( 4 / 152 ) .
صفة القــبر
استحب الشارع أن يكون القبر عميقا حتى يوارى فيه الميت وتحجب رائحته وتمنع السباع والطيور عنه فينبغي أن يكون القبر على قدر قامه ( أي طول الرجل ) لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتلى أحد حينما حفروا لهم (( احفروا واعمقوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد … الحديث )) أخرجه أحمد ( 4 / 19 ) وهو صحيح ويستحب أن يكون في جانب القبر شقا وهو المسمى باللحد لينصب عليه اللبن ( الطوب ) المسقوف وحتى لا يتأذى بالتراب حينما يهال عليه ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللحد لنا والشق لغيرنا )) أخرجه أبو داود ( 2 / 69 ) والترمذي ( 2 / 152 ) وصححه ابن السكن . انظر أحكام الجنائز ص 184 .
كيفيـة إدخــال الميـت لقبره وماذا يقــال
من السنة أن يدخل الميت من قبل رجليه ثم رأسه فإن تعسر أدخل كيف أمكن وهذه هي السنة انظر ابن أبي شيبة في المصنف ( 4 / 130 ) والبيهقي ( 4 54 ) ويمسك به رجل في القبر حتى لا يقع على الأرض ، ثم يدخله في اللحد . فيجعل في لحده على جنبه الأيمن ووجهه إلى القبلة ويقول واضعه ( بسم الله أو على ملة رسول الله وعلى سنة رسول الله ) رواه أحمد ( 4990 ) وهو صحيح عن ابن عمر . ويحل ربطة الكفن .
ويستحب أن يوسد (أي يوضع تحت رأسه كالوسادة ) ، رأس الميت بلبنة أو حجر أو تراب ثم يكشف عن وجهه وخده فيوضع على التراب أو على اللبنة .
الدعاء للميت بعــد الفــراغ من دفنــه
يستحب الدعاء للميت والاستغفار له عند الفراغ من دفنه وسؤال التثبيت له لأنه يسأل في هذه الحالة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : (( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل )) رواه أبو داود ( 2 / 70 ) والحاكم ( 1 / 370 ) وهو صحيح الإسناد .
كم يرفع القبر من الأرض
من السنة أن يرفع القبر من الأرض قدر شبر ، ليعرف أنه قبر ويحرم رفعه زيادة على ذلك لما روى مسلم عن هارون أن ثمامة بن شقي حدثه . قال ك كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم ( برودس ) فتوفي صاحب ن فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال ك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها . رواه أحمد ( 6 / 18 ) وإسناده حسن .
ولحديث جابر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحد له لحد ، ونصب عليه اللبن نصبا ورفع قبره من الأرض نحوا من شبر ) رواه ابن حبان في صحيحه ( 2160 ) وإسناده حسن .
قال الإمام الشافعي في الأم ( 1 / 245 ) واحب ألا يزاد في القبر تراب من غيره وإنما أحب أن يشخص ( أي يرفع ) على وجه الأرض شبرا أو نحوه وأحب ألا يبنى ولا يجصص فإن ذلك يشبه الزينة والخيلاء وليس الموت موضع واحد منهما ، ولم أر قبور المهاجرين والأنصار مجصصة . أ.هـ.
والأفضل في القبر أن يكون مسنما ( أي على شكل سنام ) وليس مستويا لأن سفيان التمار رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما . رواه البخاري ( 3 / 198 ـ 199 ) .
تعليم القبــــر بعلامة ليعرف بهــا
ويجوز أن توضع على القبر علامة
من حجر أو خشب ليعرف بها لما روى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم (( أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة )) أي وضع عليه الصخرة ليتبين به . رواه داود ( 2 / 69 ) وسنده حسن .
الكتابة فوق قبـــــر الميـــت
اختلف العلماء في حكم كتابة اسم المتوفى على قبره قال الحاكم : إن أئمة المسلمين من الشرق والغرب يكتبون على قبورهم وهو شيء أخذه الخلف عن السلف وقال الذهبي هو محدث ولم يبلغهم النهي عنه من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( نهى أن تجصص القبور ، وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ )) رواه مسلم ( 3 / 62 ) .
وذهب الحنابلة إلى الكراهة سواء كان اسما لميت أو قرآنا واستثنى الشافعية قبر العالم والصالح فإنه يكتب عليه اسمه ليميز ويعرف .
والظاهر أن ترك الكتابة على القبور أولى لظاهر حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولعدم فعل الصحابة ويستغنى عن كتابة الاسم بعلامة يعلم بها القبر .
وضع الجريد ( سعف النخل ) والزهور على القبر
لا يشرع وضع الجريد ولا الزهور فوق القبر ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه وضع جريدا ولا أزهارا على قبره أ.هـ .
وما ورد في حديث ابن عباس إنما هو خاص لنيل بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس في السعف ولا في الورد خاصية دفع العذاب عن الميت .
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال : (( إنما يعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أمنا هذا فكان لا يستنزه من البول ، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين ، ثم غرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا وقال : (( لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا )) رواه البخاري . قال الإمام الخطابي : (( فهو من التبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما مدة بقاء النداوة في هذا العسيب أ.هـ .
استحباب خلع النعال في المشي بين القبور
يستحب خلع النعال في المشي بين القبور إلا إذا خشي على نفسه الأذى كالشوكة والنجاسة قاله الإمام أحمد لحديث بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل يمشي في القبور عليه نعلا فقال : (( يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيك )) أخرجه أحمد ( 5/83 ) والحاكم ( 1/ 373 ) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وأقره الحافظ في الفتح ( 3/ 160 )
النهي عن الجلوس على القبر والاستناد عليه أو المشي عليه
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر )) رواه مسلم ( 3 / 62 ) وأحمد ( 2 / 311 ) .
النهي عن سب الأموات
لا يجوز سب أموات المسلمين ولا التكلم فيهم ولا في مساوئهم لما روت عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا )) رواه البخاري ( 1 / 1328 ) عن عائشة رضي الله عنها .
أما المسلم الذي كان يجاهر بعمله السيئ فإنه يباح ذكر مساوئهم إذا وجدت مصلحة تدعو لذلك التحذير من حالهم والتنفير من قولهم وارك الاقتداء بهم وإلم تكن هناك مصلحة فلا يجوز لما روى أنس رضي الله عنه قال : (( مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( وجبت )) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا ، فقال : (( وجبت )) ، فقال عمر رضي الله عنه : ما وجبت ؟ قال : (( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة ، وذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار . أنتم شهداء الله في الأرض )) . أخرجه مسلم ( 3 / 52 ) .
أما موتى الكفار فيجوز سبهم ولعنهم قال تعالى : (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل )) وقال تعالى : (( تبت يدا أبي لهب وتب )) ولعن فرعون وأمثاله وسب الله الظالمين (( ألا لعنة الله على الظالمين )) .
قراءة الفاتحة أو أي شيء من القرآن عند القبر
اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن عند القبر ، فذهب إلى استحبابها الشافعي ومحمد بن الحسن ، لتحصل بركة المجاورة ووافقهما القاضي عياض والقرافي من المالكية ويرى أحمد أنه لا يقرأ عند القبر شيء وهو آخر قوليه كما في مسائل أبو داود ص 158 وكرهها مالك وأبو حنيفة لأنها لم ترد بها السنة ويستغنى عن هذا بالاستغفار والدعاء لثبوته ولوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم .
نقل الميت من مكان لآخر
يحرم عند الشافعية نقل الميت من بلد إلى بلد إلا أن يكون مكة أو المدينة أو بيت المقدس فإنه يجوز النقل إلى إحدى هذه البلاد لشرفها وفضلها .
ويرى الإمام أحمد أنه لا بأس بنقل الرجل إذا مات من بلد لآخر ، وقد سئل الإمام الزهري عن ذلك ؟ فقال : حمل سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد من العقيق إلى المدينة وهذا هو الأظهر أنه لا بأس بنقل الميت من بلد إلى بلد لزيارة أهله له أو لدفنه بينهم .
زيارة القبور والحكمة منها
تستحب زيارة القبور للرجال للعظة وللاعتبار ولتذكر الآخرة وللدعاء للموتى ولاغتنام فرصة الحياة والإكثار من الحسنات قبل مباغتة الممات لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة )) رواه مسلم ( 3/65 ) وأحمد ( 5/350 ) . وكان النهي لقرب عهده في الجاهلية .
صفــة الزيــارة
يستحب للمسلم أن يقطع من وقته بين الفترة والأخرى فيدخل إلى المقابر ونظر إلى حال الموتى وكيف أن الدنيا قد سارت بأهلها فاجتمع تحت التراب الجميع ال
الموت الوفاة العلامات الدالة على حسن الخاتمة وسوء الخاتمة علامات و أسباب حسن الخاتمة و سوء الخاتمة
خالد بن عبدالرحمن الشايع
يليه
تجهيز الميت ، الجنازة ، القبر
دليل المقابـر
تأليف
د. طارق بن محمد الطواري
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد : -
أولاً : حسن الخاتمة
حسن الخاتمة هو: أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك.
ولحسن الخاتمة علامات، منها ما يعرفه العبد المحتضر عند احتضاره، ومنها ما يظهر للناس.
أما العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته فهي ما يبشر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلا منه تعالى، كما قال جل وعلا: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فصلت: 30 ، وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم، وفي قبورهم، وعند بعثهم من قبورهم.
ومما يدل على هذا أيضا ما رواه البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت، فكلنا نكره الموت؟ فقال: (ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه) .
وفي معنى هذا الحديث قال الإمام أبو عبيد القاسم ابن سلام : (ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته، لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد، ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها، وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة)، وقال : (ومما يبين ذلك أن الله تعالى عاب قوما بحب الحياة فقال: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة واطمأنوا بها) يونس: 7
وقال الخطابي: (معنى محبة العبد للقاء الله إيثاره الآخرة على الدنيا، فلا يحب استمرار الإقامة فيها، بل يستعد للارتحال عنها، والكراهية بضد ذلك)
وقال الإمام النووي رحمه الله: (معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة، حيث ينكشف الحال للمحتضر، ويظهر له ما هو صائر إليه)
أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة، وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك، ونحن نورد هنا بعضا منها، فمن ذلك:
* النطق بالشهادة عند الموت، ودليله ما رواه الحاكم وغيره أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)
ومنها: الموت برشح الجبين، أي : أن يكون على جبينه عرق عند الموت، لما رواه بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (موت المؤمن بعرق الجبين) رواه أحمد والترمذي.
* ومنها: الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر).
* ومنها: الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله، أو موته غازيا في سبيل الله، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه، أو موته غرقاً، ودليل ما تقدم ما رواه مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله ، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا: فمن هم يا رسول الله ؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد).
* ومنها: الموت بسبب الهدم، لما رواه البخاري ومسلم عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) .
* ومن علامات حسن الخاتمة، وهو خاص بالنساء : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو هي حامل به، ومن أدلة ذلك ما رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبادة بن الصامت أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبر عن الشهداء، فذكر منهم: (والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة) يعني بحبل المشيمة الذي يقطع عنه.
* ومنها الموت بالحرق وذات الجنب، ومن أدلته أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصنافاً من الشهداء فذكر منهم الحريق، وصاحب ذات الجنب: وهي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع.
* ومنها: الموت بداء السل، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شهادة.
* ومنها أيضاً : ما دل عليه ما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل دون ما له فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد) .
* ومنها: الموت رباطا في سبيل الله، لما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان) . ومن أسعد الناس بهذا الحديث رجال الأمن وحرس الحدود براً وبحراً وجواً على اختلاف مواقعهم إذا احتسبو الأجر في ذلك .
* ومن علامات حسن الخاتمة الموت على عمل صالح، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة) رواه الإمام أحمد وغيره.
* فهذه نحو من عشرين علامة على حسن الخاتمة علمت باستقراء النصوص، وقد نبه إليها العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه القيم (أحكام الجنائز).
* واعلم أخي الكريم أن ظهور شيء من هذه العلامات أو وقوعها للميت، لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك. فهذا كله من الغيب.
أسباب حسن الخاتمة
* من أعظمها: أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه، وراس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد، والحذر من ارتكاب المحرمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها، وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره.
* ومنها: أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.
* ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه، وان يثبته عليهن وأن يختم له به.
--------------------------------------------------------------------------------
8 أسباب لحسن الخاتمة
1- الاستقامة :
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}
2- حسن الظن بالله :
عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي )) رواه البخاري ومسلم .
3- التقوى :
قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}
4- الصدق :
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}
5- التوبة :
قال تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
6- المداومة على الطاعات
7- ذكر الموت وقصر الأمل
8- الخوف من أسباب سوء الخاتمة :
كالإصرار على المعاصي وتسويف التوبة وحب الدنيا .
* تم إضافة 8 أسباب لحسن الخاتمة من كتاب العقد الثمين لعيد العنزي
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
09-22-2010 12:42 PM #2
أبو يوسف داعي
ثانياً : سوء الخاتمة
أما الخاتمة السيئة فهي: أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جل وعلا، مقيم على مسا خطه سبحانه، مضيع لما أوجب الله عليه، ولا ريب أن تلك نهاية بئيسة، طالما خافها المتقون، وتضرعوا إلى ربهم سبحانه أن يجنبهم إياها.
وقد يظهر على بعض المحتضرين علامات أو أحوال تدل على سوء الخاتمة، مثل النكوب عن نطق الشهادة - شهادة أن لا إله إلا الله - ورفض ذلك، ومثل التحدث في سياق الموت بالسيئات والمحرمات وإظهار التعلق بها، ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تدل على الإعراض عن دين الله تعالى والتبرم لنزول قضائه.
ولعل من المناسب أن نذكر بعض الأمثلة على ذلك:
فمن الأمثلة:-
* ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله (في كتابه: الجواب الكافي) أن أحد الناس قيل له وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فقال: وما يغني عني وما أعرف أني صليت لله صلاة؟! ولم يقلها.
* ونقل الحافظ ابن رجب رحمه الله (في كتابة: جامع العلوم والحكم ) عن أحد العلماء، وهو عبدالعزيز بن أبي رواد أنه قال: حضرت رجلا عند الموت يلقن لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول . ومات على ذلك، قال: فسألت عنه، فإذا هو مدمن خمر، فكان عبدالعزيز يقول: اتقوا الذنوب، فإنها هين التي أوقعته.
* ونحو هذا ما ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله أ، رجلا كان يجالس شراب الخمر، فلما حضرته الوفاة جاءه إنسان يلقنه الشهادة فقال له: اشرب واسقني ثم مات.
* وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله أيضا (في كتابه: الكبائر) أن رجلا ممن كانوا يلعبون الشطرنج احتضر، فقيل له: قل لا إله إلا الله فقال: شاهك. في اللعب، فقال عوض كلمة التوحيد: شاهدك.
* ومن ذلك ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله عن رجل عرف بحبه للأغاني وترديدها، فلما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: تاتنا تنتنا … حتى قضى، ولم ينطق بالتوحيد.
* وقال ابن القيم أيضا: أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، وهذا مشتر جيد، هذه كذا. حتى قضى ولم ينطق التوحيد نسأل الله العافية والسلامة من كل ذلك.
* وها هنا تعليق للعلامة ابن القيم رحمه الله نورد ما تيسر منه، حيث عقب على بعض القصص المذكورة آنفا، فقال: (وسبحان الله، كم شاهد الناس من هذا عبراً؟ والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم، فإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه، قد تمكن منه الشيطان، واستعمله فيما يريده من معاصي الله، وقد أغفل قلبه عن ذكر الله تعالى، وعطل لسانه عن ذكره، وجوارحه عن طاعته، فكيف الظن به عند سقوط قواه، واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع؟ وجمع الشيطان له كل قوته وهمته، وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فرصته، فإن ذلك آخر العمل، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت، وأضعف ما يكون هو في تلك الحال، فمن ترى يسلم على ذلك؟ فهناك: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) إبراهيم: 27 . فكيف يوفق بحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره، واتبع هواه، وكان أمره فرطاً، فبعيد من قلبه بعيد عن الله تعالى غافل عنه، متعبد لهواه، أسير لشهواته،ولسانه يابس من ذكره، وجوارحه معطلة من طاعته، مشتغلة بمعصيته - بعيد أن يوفق للخاتمة بالحسنى) أ.هـ
* وسوء الخاتمة على رتبتين - نعود الله من ذلك: على القلب عند سكرات الموت وظهور أهواله: إما الشك وإما الجحود فتقبض الروح على تلك الحال وتكون حجابا بينه وبين الله، وذلك يقتضي البعد الدائم والعذاب المخلد .
* والثانية وهي دونها، أ، يغلب على قلبه عند الموت حب أمر من أمور الدنيا أو شهوة من شهواتها المحرمة، فيتمثل له ذلك في قلبه، والمرء يموت على ما عاش عليه، فإن كان ممن يتعاطون الربا فقد يختم له بذلك، وإن كان ممن يتعاطون المحرمات الأخرى من مثل المخدرات والأغاني والتدخين ومشاهدة الصور المحرمة وظلم الناس ونحو ذلك فقد يختم له بذلك، أي بما يظهر سوء خاتمته والعياذ بالله ، ومثل ذلك إذا كان معه أصل التوحيد فهو مخطور بالعذاب والعقاب.
أسباب سوء الخاتمة
وبهذا يعلم أن سوء الخاتمة يرجع لأسباب سابقة، يجب الحذر منها.
* ومن أعظمها: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى:
* ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
* ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
* ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها ، فإن الإنسان إذا ألقت شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهود ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.
* وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان:29
* وسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عيه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ
أخي الكريم:
لأجل ذلك كان جديرا بالعاقل أن يحذر من تعلق قلبه بشيء من المحرمات، وجديرا به أن يلزم قلبه ولسانه وجوارحه ذكر الله تعالى، وأن يحافظ على طاعة الله حيثما كان، من أجل تلك اللحظة التي إن فاتت وخذل فيها شقي شقاوة الأبد.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، اللهم وفقنا جميعا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
09-22-2010 12:46 PM #3
أبو يوسف داعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دليل المقابـر
تأليف
د. طارق بن محمد الطواري
دعاء دخول المقابر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : (( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية ))
أخرجه مسلم ( 3/64 ) .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار مقبرة البقيع يقول : (( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد (( أخرجه مسلم (3/63) .
* * *
شكر وتقدير
الحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بنعمه الكثيرة (( وما بكم من نعمة فمن الله )) (النحل : آية 53) . والتي لا تعد ولا تحصى (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) ( النحل : آية 18) .
فله الحمد كم يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه على نعمه وآلائه وإحسانه . والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي دلنا على الخير والهدى وأوضح لنا الطريق ،
وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم صالحا متقبلا وأن يرحم به كاتبه وأهله ووالديه وجمع المسلمين .
وصلى الله وسم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين .
المؤلف
* * *
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين .
وبعد ,,,
فهذا كتيب متواضع صغير في حجمه كبير في علمه .
حاولت فيه جاهدا أن ألخص وأرتب وأهذب كل ما يتعلق بالميت مما تدعو الحاجة لمعرفته منذ احتضاره إلى استقرار روحه عند ربه عز وجل مرورا بالاحتضار والغسل والكفن والجنازة والقبر ثم ما ينفع الميت بعد موته ثم مستقر الأرواح ثم الخاتمة .
هذا وقد اجتهدت ألا يكون الكتيب طويلا مملا ولا قصيرا مخلا ، وإنني بهذا الكتاب لم أقدم لعالم التأليف أي جديد وإنما التأليف أن تجمع بين قول هذا وقمل هذا وتولف بينهما فالسلم لم يتركوا للخلف إلا النادر اليسير مما لم يؤلفوا فيه فكل من جاء بعدهم فهو إما شارحا لكتبهم أو موضحا أو مختصرا أو معلقا أو مهذبا أو مكملا .
هذا وقد لخصت في هذا البحث جملة أقوال سلف الأمة معتمدا على كتبهم في أصول مذهبهم كالإمام مالك والشافعي وأحمد وشيخ الإسلام ابن تيميه كما لا غنى لنا عن آراء وأقوال وكتب علماءنا ومنارات عصرنا كالشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز والسيد سابق رحمهم الله جميعا ومتع الناس بعلمهم وأعظم لهم المثوبة والعطاء وجزاهم الله عنا وعن أمة الإسلام كل خير .
* * *
دليل المقابر
ما يسن عند الاحتضار
1 ـ أن يحسن الظن بالله :
أي يرجو مغفرة الله لذنوبه ويخاف عقابه سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى )) روه مسلم (8/165) عن جابر رضي الله عنه .
2 ـ أن يؤدي الحقوق لأهلها إن تيسر له ذلك :
لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو ماله فليؤدها إليه ، قبل أن يأتي يوم القيامة لا يقبل فيه دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح ، أخذ منه ، وأعطى صاحبه ، وإن لم يكن له عمل صالح ، أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه )) رواه البخاري . (3/369) .
3 ـ تلقين المحتضر الشهادتين :
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )) رواه مسلم (3/38) .
وذلك من غير إلحاح عله لئلا يضجر فيتكلم بكلام لا يليق .
4 ـ توجيهه إلى القبلة مضطجع على شقه الأيمن :
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن البيت الحرام : (( قبلتكم أحياء وأمواتا )) رواه أبو داود (2875 ) .
6 ـ تغطيته لئلا ينكشف وسترا لصورته المتغيرة عن الأعين :
فعن عائشة رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة )) متفق عله ورواه البيهقي (3/334) .
كما يجوز تقبيل الميت إجماعا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عثمان بن مظعون وهو ميت . أخرجه االترمذي (2/130) هوه صحيح .
8 ـ قضاء ما عليه من دين :
بعد التأكد من قدر الدين والمدين له سواء كانت حقا لله أو حقا لخلقه إلا أن يبرئه الدائن لحديث سعد بن الأطول رضي اله عنه : (( أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم ، وترك عيالا ، قال : فأردت أن أنفقها على عياله : فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : إن أخاك محبوس بدينه فاذهب فاقضي عنه )) أخرجه أحمد بإسناد صحيح (4/136،175) .
9 ـ الاسترجاع عند الموت (( إنا لله وإنا إليه راجعون )) :
قال تعالى : (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون )) البقرة (155/157) .
ولما روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرني في مصيبتي أخلف لي خيرا منها )) قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخلف الله لي خيرا منه (( رسول الله صلى الله عليه وسلم )) أخرجه مسلم ( 3/37) وأحمد ( 6/309) ,
10 ـ إعلام الناس وإخبارهم بوفاة الميت :
استحب العلماء إعلام أهل الميت وقرابته وأصدقائه وأهل الصلاح بموته ليكون لهم أجر المشاركة في تجهيزه وليشفعوا له حين الصلاة عليه .
لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف أصحابه وكبر عليه أربعا . أخرجه البخاري (3/90،145) ومسلم (3/54) .
البكاء على الميت من غير نياحة ولا رفع صوت
لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب أو يرحم )) وأشار إلى لسانه وبكى لموت ابنه لإبراهيم وقال : (( إن العين تدمع والقلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) أخرجه البخاري (3/153) ومسلم (4/69) .
النياحة على الميت
وهي رفع الصوت بالبكاء وشق الجيوب وضرب الخدود لما في من الاعتراض على قدر الله .
فعن أبي مالك الأشعري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب )) أخرجه مسلم (3/45) .
ولحديث (( اثنان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب والنياحة على الميت )) . رواه مسلم وأحمد .
الإحداد على الميت
أي الحزن على الميت وترك التطيب والتزين حزنا على المتوفى ، ثلاثة أيام لقريباته وأربعة أشهر وعشرة لزوجاته ـ لما روى البخاري ومسلم عن أم عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تحد المرأة على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا … إلخ الحديث )) أخرجه البخار ي ( 3/114 ، 9/400 ـ 401 ) .
صنع الطعام لأهل الميت
لأن ذلك من فعل البر والمعروف والتقرب إلى الأهل والجيران ويلح عليهم لأكلوا لئلا يضعفوا بتركه استحياء أو جزعا .
فعن عبد الله بن جعفر قال ك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم )) أخرجه أبو داود ( 2/59 ) وهو صحيح الإسناد . انظر أحكام الجنائز ص211 .
قال الإمام الشافعي في الأم ( 1/247 ) :
(( واجب لجيران الميت أو ذي القرابة أن يعملوا لأهل الميت في يوم يمون وليلته طعاما يشبعهم ن فإن ذلك سنة وذكر كريم ، وهو من فعل أهل الخير قبلنا وبعدنا )) .
استحباب طلب الموت في أحد الحرمين ( مكة أو المدينة )
وبوب البخاري باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها (1/1274 ) .
ثم ساق حديث طلب موسى أن يقربه الله من الأرض المقدسة قدر رمية بحجر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فلو كنت ثم لأريتكم قبره ، إلى جانب الطريق ، عند الكثيب الأحمر )) البخاري ( 1/1274 ) .
ولما روي عن حفصة رضي الله عنها أن عمر رضي الله عنه قال اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم فقلت : أنى هذا ؟ فقال : يأتيني له الله به إن شاء .
ثواب من مات له ولد
روى البخار ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا يوما ، فوعظهن وقال أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجابا من النار )) قالت امرأة : واثنان قال : (( واثنان )) أخرجه البخاري (3/94) ومسلم (4/67) .
علامات حسن الخاتمة
وهي بشائر تدل على الخير الذي سيقدم عليه إن وقعت له قبل موته .
منها :
1 ـ النطق بالشهادتين قبل الموت لحديث (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )) أخرجه الحاكم بسند حسن عن معاذ .
2 ـ الموت ليلة الجمعة لحديث (( ما من مؤمن يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة ، إلا وقاه الله فتنة القبر )) أخرجه أحمد ( 6582 ) وهو صحيح .
3 ـ الاستشهاد في ساحة القتال للآيات والأحاديث الكثيرة التي تدل على فضل الشهادة في سبيل الله .
4 ـ الموت بالأمراض والأوجاع ، كداء البطن والسل ن انظر البخاري ( 10/156 ) وموت المرأة في نفاسها إن كانوا صابرين محتسبين للأجر من الله .
5 ـ الموت على عمل صالح ، لحديث : (( من قال لا إله إلا اله ابتغاء وجه الله ختم له بها ، ودخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها ، خل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها ، دخل الجنة )) . أخرجه أحمد ( 5/391 ) حذيفة وانظر الصحيحة رقم ( 374 ) .
تنبيه : ـ بوب البخاري في صحيحه ( 6/89 ) باب (( لا يقول : فلان شهيد )) . فهذا مما يتساهل فيه كثير من الناس ، لأن الشهادة هي شهادة الملائكة له بدخول الجنة وقبول الله لعمله وهو من علم الغيب .
الموت راحة
لما روى البخاري ومسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُر عليه بجنازة ، فقال : مستريح ومستراح منه )) فقالوا : يا رسول الله وما مستريح وما مستراح منه ؟ فقال (( العبد المؤمن مستريح من نصب الدنيا ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب )) أخرجه البخاري ( 5/6147 ) ومسلم ( 3/54 ) عن أبي قتادة .
كيفية غسل الميت
وهو خاص بالمسلم الذي لم يقتل بالمعركة بأيدي الكفار ويشرحه حديث أم عطية رضي الله عنها في وصف غسلهم لزينب رضي الله عنها كما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
1 ـ أن يوضع الميت فوق مكان مرتفع ويجرد من ثيابه .
2 ـ أن يوضع عليه ساتر يستر عورته إلا الصبي فإن كان مميزا مشتهى فإنه تستر عورته وإلا فلا . أخرجه البخاري ( 3/99 ) ومسلم ( 3/47 ) ومضمونه .
3 ـ يغسل المرأة النساء ويجوز للزوج أن يغسل زوجته ويغسل الرجل الرجال ويجوز أن تغسله زوجته .
4 ـ أن يختار ثقة أمينا صالحا لغسل الميت ليستر ما يظهر له من الشر وينشر ما يرى من الخير .
5 ـ النية ومحلها القلب .
6 ـ يلف على يده خرقة غليظة حتى لا يتحسس عورته يمسح بها عورته .
7 ـ يعصر بطن الميت عصرا رقيقا لإخراج ما يكون في البطن من الفضلات .
8 ـ ويزيل ما خرج من النجاسة .
9 ـ ثم يوضئ الميت وضوءه للصلاة .
10 ـ ثم يغسله بالماء والصابون ثلاثا أو خمسا بدءاُ بالجنب الأيمن ثم الجنب الأيسر ويخلط معه شيء من الطيب والسدر .
11 ـ ثم يعم الماء على جميع البدن بدءا بالرأس .
12 ـ إن كانت امرأة نقض شعر رأسها يدخله الماء ثم أعيد كما كان يضفر شعر المرأة ثلاث ضفائر .
13 ـ تنشيفه بعد الانتهاء من الغسل .
14 ـ إن خرج من الميت شيء من النجاسة استحب إعادة وضوئه مرة أخرى .
15 ـ إذا لم يوجد الماء فإن الميت ييمم بضربتين بالتراب الطاهر بيد المغسل يمسح بهما وجهه وظاهر كفيه .
الكفـــن
ويجب تكفين الميت لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك : البخاري ( 3/110 ) ومسلم ( 3/48 ) .
ويستحب في الكفن أن يكون :
1 ـ حسنا نظيفا سترا للبدن لحديث : (( إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه )) مسلم ( 3/50 ) .
2 ـ أن يكون أبيض اللون لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( البسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا بها موتاكم )) أحمد ( 3426 ) وهو صحيح .
3 ـ أن يبخر ويطيب . روى حديثه أحم
( 3/331 ) .
4 ـ أن يكون ثلاث لفائف توضع واحدة فوق الأخرى للرجل وخمس لفائف للمرأة إزار وقميص وخمار ولفافتين واحدة فوق الأخرى وإن التزم فجعل المرأة كالرجل فلا بأس إذ لا دليل على التفريق .
الكفـــن من الحريــر
لا يحل للرجل الكفن من الحرير ويحل للمرأة . لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنهما حرام على ذكور أمتي حل لإناثها )) ولكن تركه أولى لما فيه من الإسراف .
الصلاة على الميت
ولها فضل عظيم .
لما روى البخار ومسلم عن أبي هريرة : أن الني صلى الله عليه وسلم قال : (( من تبع جنازة وصلى عليها فله قيراط ومن تبعها حتى يفرغ منها فله قيراطان ، أصغرهما مثل أحد )) أو أحدهما مثل أحد . أخرجه البخار ( 1/89 ) ومسلم ( 3/51 ) .
شروطها وأركانهـــا
1 ـ الطهارة من الحدث الأكبر ( الجنابة ، الحيض ، النفاس ) والأصغر .
2 ـ استقبال القبلة .
3 ـ ستر العورة .
4 ـ طهارة البدن والثوب والمكان .
5 ـ النية ومحلها القلب .
6 ـ القيام القادر على القيام .
7 ـ التكبيرات الأربع وتشمل الفاتحة والصلاة على النبي والدعاء للميت .
8 ـ السلام .
كيفيــة أدائـهــــا
يكبر التكبيرة الأولى رافعا يديه مع كل تكبيرة لفعل ابن عمر وعدم إنكار الصحابة عليه وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق ثم يقرأ بفتحة الكتاب وسورة لحديث ابن عباس في البخاري
( 3158 ) ثم يكبر فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لحديث أبي أمامة رضي الله عنه أخرجه الشافعي في الأم ( 1/239 ) وهو صحيح .
ثم يكبر فيدعو للميت وأهله .
ثم يكبر فيدعو لنفسه .
ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه لحديث أبي هريرة عند الدارقطني (191) وهو صحيح . ,عن سلم تسليمتين جاز له ذلك . وقد فصلها حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري (3/90,45 ) ومسلم ( 3/54 ) .
بعض الأدعية التي تقال للميت
بعد التكبيرة الثالثة
مما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 ـ (( اللهم اغفر وارحمه واعف عنه وعافه واكرم نزله ووسع مدخله ، ونقه من الخطايا كما ينفى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خير من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه ، وقه فتنة القبر وعذاب القبر )) رواه مسلم ( 3/59,60) وأحمد (6/23 ) .
2 ـ (( اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده )) أخرجه أحمد (2/368) وهو صحيح .
موقف الإمــام من الرجــل والمــرأة
من السنة أن يقوم الإمام عند رأس الرجل ، وعند وسط المرأة لفعل أنس رضي الله عنه أنه صلى على جنازة رجل فقام عند رأسه فلما رفعت أتي بجنازة امرأة فصلى عليها فقام وسطها فسئل عن ذلك وقيل له : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الرجل حيث قمت ومن المرأة حيث قمت ، قال : نعم . رواه أحمد (3/118,204) وأبو داود (2/66 ) وهو صحيح .
وإذا اجتمع أكثر من ميت رجالا ونساء صفوا صفا واحدا وراء بعض بين الإمام والقبلة الرجال ثم النساء على أن يكون رأس الرجل عند وسط المرأة ويقدم الأصلح فالأصلح ويجوز أن يصلى على الرجال وحدهم وعلى النساء وحدهم وإن وجد أطفال فإنهم يكونون بعد الرجال وقبل النساء . انظر عبد الرزاق (3/465) ، النسائي (1/280) ، أحكام الجنائز 132 للألباني .
استحباب الجمع الكثير للصلاة على الميت
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة . كلهم يشفعون له إلا شفعوا )) رواه مسلم ( 3/53) وأحمد (6/32) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا ، لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله به )) رواه مسلم ( 2/64 ) وأحمد (2509) .
المسبوق ومن فاتته صلاة الجنازة
من فاتته بعض التكبيرات في صلاة الجنازة فله أن يسلم مع الإمام وله أن يأتي بالتكبيرات التي فاتته إن شاء .
فإن سلم قبل القضاء فلا شيء عليه وهو قول : ابن عمر والحسن والأوزاعي وأحمد .
وإن قضى ما عليه ثم سلم فهو الأولى وهو قول : الزهري ومالك والشافعي ( انظر المغاني لابن قدامة ج 2/376 ) .
ومن فاتته صلاة الجنازة فله أن يصلي على الميت منفردا لوحده لأن يقف على قبره ويصلي عليه بعدما ينصف عنه الناس لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة السوداء . حينما صلوا عليها هو وأصحابه بعدما دفنت . أخرجه البخاري ( 1/438 ) ومسلم (3/56 ) .
الصلاة على السقــط
يصلى على الطفل إن تحرك في بطن أمه بعد أربعة أشهر ثم مات لأن الروح قد دبت فيه فصار نفسا فيغسل ويصلى عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( والسقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة )) رواه أحمد ( 4/247 ) وأبو داود ( 2/65 ) وهو صحيح .
الصلاة على الصالح والطالح ما لم يأت بكفر لم يتب منه
ذهب جمهور العلماء إلى أنه يصلى على قاتل نفسه وعلى العصاة وعلى السارق وعلى كل مسلم بر وفاجر وكذلك المبتدع ما لم يبلغ الكفر وعلى من قتل نفسه أن قتل غيره . إذا مات مسلما كما يصلى على المرجوم وعلى ولد الزنا وعلى الذي يفر من الزحف وعلى المتلاعنين ولم يكن سلف الأمة يمنعون الصلاة عن أحد من أهل القبلة ، والحكمة في ذلك أن الفاسق والعاصي أحوج إلى دعاء إخوانه المؤمنين من الصالح المرحوم . انظر اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية ( ص 52 ) .
الصـلاة على الغــائب
يجوز الصلاة على الغائب في بلد خر سواء كان البلد قريبا أم بعيدا بشرط أن يموت في بلد ليس فيها من يصلي عليه صلاة الحاضر ـ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، انظر زاد المعاد لابن القيم وللتفصيل انظر أحكام الجنائز للشيخ الألباني ص 118 فيستقبل المصلي القبلة وإن لم يكن الميت الغائب في جهة القبلة وينوي الصلاة عليه في قلبه ويصلي صلاة الجنازة .
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، وخرج بهم إلى المصلى فصف أصحابه وكبر أربع تكبيرات . البخاري (3/90،145 ) ومسلم ( 3/54 ) وأحمد ( 2/241 ) .
الصلاة على الميت في أي مسجد
لا بأس بالصلاة على الميت بالمسجد والأفضل أن يصلى عليه خارج المسجد ، قال ابن القيم : (( ولم يكن من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الراتب ـ المستمر ـ الصلاة على الميت في المسجد ، وإنما كان يصلي على الجنازة خارج المسجد إلا لعذر ، وربما صلى أحيانا على الميت ـ أي داخل المسجد ـ كما صلى على ابن بيضاء ـ سهيل بن بيضاء ـ وكلا الأمرين جائز ـ خارج المسجد )) زاد المعاد . انظر مسلم (3/63) حديث عائشة وأحمد ( 5/ 289 ) .
جواز صلاة النساء على الجنازة
يجوز للمرأة أن تصلي على الجنازة مثل الرجل ، سواء صلت منفردة أو صلت مع جماعة فق ثبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها أنها أمرت أن يؤتى بجنازة سعد بن أبي وقاص لتصلي عليه .
أخرجه مسلم (3/63) .
ما يشرع عند حمل الجنازة والسير بها
1 ـ الإسراع بها لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم )) متفق عليه ( 3/142 ) وأحمد ( 2/240 ) من طريق عن أبي هريرة .
2 ـ المشي أمامها أو خلفها أو عن يمينها أو عن شمالها أو قريبا منها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأمره بذلك أخرجه أحمد (4/247 ) وأخرجه أبو داود ( 2/65 ) الترمذي ( 2/144 ) وهو صحيح .
مـا يكــره مع الجنــازة
1 ـ رفع الصوت سواء كان بذكر أو قراءة أو غير ذلك قال الإمام النووي في كتاب الأذكار ص 203 (( واعلم أن الصواب ما كان عليه السلف من السكوت حال السير مع الجنازة فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غيرهما ، لأنه أسكن لخاطره وأجمع لفكره فيما يتعلق بالجنازة وهو المطلوب في هذا الحال . وأما ما يفعله بعض الجهلة … فحرام بالإجماع )) مسلم ( 1/ 78 ) وأحمد ( 4 / 199 ) .
2 ـ أن يمشي وراءها أو أمامها بشعلة نار لأنه من أمور الجاهلية وقد ثبت النهي عن عائشة وأسماء وأبو سعيد الخدري وعبادة ابن الصامت وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولحديث (( لا تتبع الجنازة يصوت ولا نار )) أخرجه أحمد ( 2 / 427 ) وأبو داود ( 2 / 64 ) وهن ضعيف ولكن يتقوى بشواهده المرفوعة وبعض الآثار الموقوفة / انظر أحكام الجنائز ص 91 .
3 ـ القعود قبل أن توضع الجنازة .
إلا لكبير في السن أو مضطر أو محتاج لذلك القعود . قال البخاري : (( من تبع جنازة فلا ب\يقعد حتى توضع عن مناكب الرجال )) ثم ساق حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأيتم الجنازة فقوموا . فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع )) أخرجه البخاري (1 / 1248 ) عن أبي سعيد رضي الله عنه . والقيام لها حينما تمر منسوخ لحديث علي رضي الله عنه في مسلم ( 2 / 59 ) إلا أن القعود قبل أن توضع مكروه للحديث السابق .
4 ـ اتباع النساء للجنازة .
لحديث أم عطية قالت : (( نهيها عن أن نتبع الجنائز ولم يعز علينا )) البخاري ( 1/ 328 ) ومسلم ( 3 / 47 ) وأحمد ( 6 / 408 ) .
5 ـ التدخين والكلام في أمر الدنيا .
يكره أن يجاهر الرجل بما لا يليق مع هذا المقام العظيم من التدخين لأن في إيذاء للملائكة التي تحضر المقابر وتسير معك في الجنازة ، كما يكره الكلام في أمر الدنيا من الحديث عن الأموال والعقار وما خلف الميت لولده من الدور والأموال وغير ذلك بل ويجب إنكار هذه التصرفات متى ما رآها العبد .
قال الإمام ابن قدامة في المغني (( فإن كان من الجنازة منكر يراه ويسمعه ، فإن قدر على إزالته أزاله ، وإن لم يقدر على إزالته فإما أن يرجع أو أنه ينكر ويتبعها فيسقط فرضه بالإنكار ولا يترك حقا لباطل )) .
الدفــــن
يستحب الدفن بالنهار مع جواز الدفن بالليل ( مع الكراهة ) لم ثبت من دفن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة ليلا ولدفن علي رضي الله عنه لفاطمة ليلا .
وكذلك دفن أبو بكر وعثمان وعائشة وابن مسعود ليلا ولحديث (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل رجلا قبره ليلا وأسرج له )) أخرجه الترمذي ( 2 / 157 ) وهو حسن . إلا أن يخشى أن يفوت من حقوق الميت شيء بالليل كقلة المصلين والصلاة عليه فإنه يدفن بالنهار .
ولحديث (( لا تدفنوا بالليل إلا أن تضطروا )) أخرجه مسلم ( 3 / 50 ) كما يكره الدفن أول ما تطلع الشمس وحين تكون في كبد السماء ( قبل أذان الظهر بدقائق ) وحينما تغرب الشمس لما ثبت في مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : (( ثلاث ساعات كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيها أو نقبر فيها موتانا : حين تطلع الشمس بازغة حتى تميل الشمس ، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب )) رواه مسلم ( 2 / 208 ) وأحمد ( 4 / 152 ) .
صفة القــبر
استحب الشارع أن يكون القبر عميقا حتى يوارى فيه الميت وتحجب رائحته وتمنع السباع والطيور عنه فينبغي أن يكون القبر على قدر قامه ( أي طول الرجل ) لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتلى أحد حينما حفروا لهم (( احفروا واعمقوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد … الحديث )) أخرجه أحمد ( 4 / 19 ) وهو صحيح ويستحب أن يكون في جانب القبر شقا وهو المسمى باللحد لينصب عليه اللبن ( الطوب ) المسقوف وحتى لا يتأذى بالتراب حينما يهال عليه ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللحد لنا والشق لغيرنا )) أخرجه أبو داود ( 2 / 69 ) والترمذي ( 2 / 152 ) وصححه ابن السكن . انظر أحكام الجنائز ص 184 .
كيفيـة إدخــال الميـت لقبره وماذا يقــال
من السنة أن يدخل الميت من قبل رجليه ثم رأسه فإن تعسر أدخل كيف أمكن وهذه هي السنة انظر ابن أبي شيبة في المصنف ( 4 / 130 ) والبيهقي ( 4 54 ) ويمسك به رجل في القبر حتى لا يقع على الأرض ، ثم يدخله في اللحد . فيجعل في لحده على جنبه الأيمن ووجهه إلى القبلة ويقول واضعه ( بسم الله أو على ملة رسول الله وعلى سنة رسول الله ) رواه أحمد ( 4990 ) وهو صحيح عن ابن عمر . ويحل ربطة الكفن .
ويستحب أن يوسد (أي يوضع تحت رأسه كالوسادة ) ، رأس الميت بلبنة أو حجر أو تراب ثم يكشف عن وجهه وخده فيوضع على التراب أو على اللبنة .
الدعاء للميت بعــد الفــراغ من دفنــه
يستحب الدعاء للميت والاستغفار له عند الفراغ من دفنه وسؤال التثبيت له لأنه يسأل في هذه الحالة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : (( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل )) رواه أبو داود ( 2 / 70 ) والحاكم ( 1 / 370 ) وهو صحيح الإسناد .
كم يرفع القبر من الأرض
من السنة أن يرفع القبر من الأرض قدر شبر ، ليعرف أنه قبر ويحرم رفعه زيادة على ذلك لما روى مسلم عن هارون أن ثمامة بن شقي حدثه . قال ك كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم ( برودس ) فتوفي صاحب ن فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال ك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها . رواه أحمد ( 6 / 18 ) وإسناده حسن .
ولحديث جابر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحد له لحد ، ونصب عليه اللبن نصبا ورفع قبره من الأرض نحوا من شبر ) رواه ابن حبان في صحيحه ( 2160 ) وإسناده حسن .
قال الإمام الشافعي في الأم ( 1 / 245 ) واحب ألا يزاد في القبر تراب من غيره وإنما أحب أن يشخص ( أي يرفع ) على وجه الأرض شبرا أو نحوه وأحب ألا يبنى ولا يجصص فإن ذلك يشبه الزينة والخيلاء وليس الموت موضع واحد منهما ، ولم أر قبور المهاجرين والأنصار مجصصة . أ.هـ.
والأفضل في القبر أن يكون مسنما ( أي على شكل سنام ) وليس مستويا لأن سفيان التمار رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما . رواه البخاري ( 3 / 198 ـ 199 ) .
تعليم القبــــر بعلامة ليعرف بهــا
ويجوز أن توضع على القبر علامة
من حجر أو خشب ليعرف بها لما روى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم (( أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة )) أي وضع عليه الصخرة ليتبين به . رواه داود ( 2 / 69 ) وسنده حسن .
الكتابة فوق قبـــــر الميـــت
اختلف العلماء في حكم كتابة اسم المتوفى على قبره قال الحاكم : إن أئمة المسلمين من الشرق والغرب يكتبون على قبورهم وهو شيء أخذه الخلف عن السلف وقال الذهبي هو محدث ولم يبلغهم النهي عنه من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( نهى أن تجصص القبور ، وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ )) رواه مسلم ( 3 / 62 ) .
وذهب الحنابلة إلى الكراهة سواء كان اسما لميت أو قرآنا واستثنى الشافعية قبر العالم والصالح فإنه يكتب عليه اسمه ليميز ويعرف .
والظاهر أن ترك الكتابة على القبور أولى لظاهر حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولعدم فعل الصحابة ويستغنى عن كتابة الاسم بعلامة يعلم بها القبر .
وضع الجريد ( سعف النخل ) والزهور على القبر
لا يشرع وضع الجريد ولا الزهور فوق القبر ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه وضع جريدا ولا أزهارا على قبره أ.هـ .
وما ورد في حديث ابن عباس إنما هو خاص لنيل بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس في السعف ولا في الورد خاصية دفع العذاب عن الميت .
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال : (( إنما يعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أمنا هذا فكان لا يستنزه من البول ، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين ، ثم غرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا وقال : (( لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا )) رواه البخاري . قال الإمام الخطابي : (( فهو من التبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما مدة بقاء النداوة في هذا العسيب أ.هـ .
استحباب خلع النعال في المشي بين القبور
يستحب خلع النعال في المشي بين القبور إلا إذا خشي على نفسه الأذى كالشوكة والنجاسة قاله الإمام أحمد لحديث بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل يمشي في القبور عليه نعلا فقال : (( يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيك )) أخرجه أحمد ( 5/83 ) والحاكم ( 1/ 373 ) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وأقره الحافظ في الفتح ( 3/ 160 )
النهي عن الجلوس على القبر والاستناد عليه أو المشي عليه
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر )) رواه مسلم ( 3 / 62 ) وأحمد ( 2 / 311 ) .
النهي عن سب الأموات
لا يجوز سب أموات المسلمين ولا التكلم فيهم ولا في مساوئهم لما روت عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا )) رواه البخاري ( 1 / 1328 ) عن عائشة رضي الله عنها .
أما المسلم الذي كان يجاهر بعمله السيئ فإنه يباح ذكر مساوئهم إذا وجدت مصلحة تدعو لذلك التحذير من حالهم والتنفير من قولهم وارك الاقتداء بهم وإلم تكن هناك مصلحة فلا يجوز لما روى أنس رضي الله عنه قال : (( مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( وجبت )) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا ، فقال : (( وجبت )) ، فقال عمر رضي الله عنه : ما وجبت ؟ قال : (( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة ، وذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار . أنتم شهداء الله في الأرض )) . أخرجه مسلم ( 3 / 52 ) .
أما موتى الكفار فيجوز سبهم ولعنهم قال تعالى : (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل )) وقال تعالى : (( تبت يدا أبي لهب وتب )) ولعن فرعون وأمثاله وسب الله الظالمين (( ألا لعنة الله على الظالمين )) .
قراءة الفاتحة أو أي شيء من القرآن عند القبر
اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن عند القبر ، فذهب إلى استحبابها الشافعي ومحمد بن الحسن ، لتحصل بركة المجاورة ووافقهما القاضي عياض والقرافي من المالكية ويرى أحمد أنه لا يقرأ عند القبر شيء وهو آخر قوليه كما في مسائل أبو داود ص 158 وكرهها مالك وأبو حنيفة لأنها لم ترد بها السنة ويستغنى عن هذا بالاستغفار والدعاء لثبوته ولوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم .
نقل الميت من مكان لآخر
يحرم عند الشافعية نقل الميت من بلد إلى بلد إلا أن يكون مكة أو المدينة أو بيت المقدس فإنه يجوز النقل إلى إحدى هذه البلاد لشرفها وفضلها .
ويرى الإمام أحمد أنه لا بأس بنقل الرجل إذا مات من بلد لآخر ، وقد سئل الإمام الزهري عن ذلك ؟ فقال : حمل سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد من العقيق إلى المدينة وهذا هو الأظهر أنه لا بأس بنقل الميت من بلد إلى بلد لزيارة أهله له أو لدفنه بينهم .
زيارة القبور والحكمة منها
تستحب زيارة القبور للرجال للعظة وللاعتبار ولتذكر الآخرة وللدعاء للموتى ولاغتنام فرصة الحياة والإكثار من الحسنات قبل مباغتة الممات لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة )) رواه مسلم ( 3/65 ) وأحمد ( 5/350 ) . وكان النهي لقرب عهده في الجاهلية .
صفــة الزيــارة
يستحب للمسلم أن يقطع من وقته بين الفترة والأخرى فيدخل إلى المقابر ونظر إلى حال الموتى وكيف أن الدنيا قد سارت بأهلها فاجتمع تحت التراب الجميع ال
- nermeen35
- عدد المساهمات : 18007
ذهب : 36295
تقييم المشاركات : 265
تاريخ التسجيل : 10/09/2011
رد: الموت الوفاة العلامات الدالة على حسن الخاتمة وسوء الخاتمة
السبت مايو 12, 2012 1:08 am
الموت وعلامتة
من علامات حضور الموت :-
1- رؤيا المحتَضَر لمَلكِ الموتِ ، فإن كان من أهل السعادة فإنه يرى ملك الموت في صورة حسنة ويرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه ، معهم أكفان من الجنة وحنوط من الجنة ، يجلسون منه مد البصر ، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول :
يا فلان أبشر برضى الله عليك ، فيرى منزلته في الجنة ، ثم يقول ملك الموت: يأيتها النفس الطيبة : اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .
وأما إن كان من أهل الشقاوة فإنه يرى ملك الموت في صورة أخرى ، ويرى ملائكة العذاب سود الوجوه ، معهم أكفان من النار ، وحنوط من النار ، ثم يأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه ، ويبشره بسخط الله عليه ، ويرى منزلته من النار ، ويقول ملك الموت : اخرجي أيتها النفس الخبيثة ، أبشري بسخط من الله وغضب.
2- بهذه الحالة عندما يرى المحتضر ملك الموت يحصل له انهيار القوى ، وعدم المقاومة ، والاستسلام لليقين ، فيحصل لديه الغثيان ، وتحصل لديه السكرات والعبرات ، وعدم الاستعداد للكلام ، فهو يسمع ولا يستطيع أن يرد ، ويرى فلا يستطيع أن يعبر ، ويحصل لديه ارتباك القلب ، وعدم انتظام ضرباته ، فيصحو أحياناً ويغفو أحياناً من شدة سكرات الموت . فاللهم أعنَّا على سكرات الموت.
العلامات التي تدل على موت المحتضَر : -
1- شخوص البصر لحديث أم سلمة رضي الله عنها :
( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شَخَص بصره وأغمضه ثم قال : [ إن الروح إذا قبض تبعه البصر.. ] الحديث [ رواه مسلم وأحمد ].
2- انحراف الأنف عن اليمين أو الشمال.
3- ارتخاء الفك السفلي لارتخاء الأعضاء عموماً.
4- سكون القلب ، ووقوف ضرباته .
5- برودة الجسم عامة .
6- التفاف الساق الأيمن على الأيسر أو العكس ، لقوله تعالى : ( والتفَّتْ الساق بالساق ) . [ القيامة 29].
ماذا نفعل بعد تأكدنا من وفاته ؟
1- إغماض عينيه .
2- إقفال الفم .
3- تليين المفاصل خلال ساعة من وفاته ، ليسهل نقله وغسله وتكفينه.
4- وضع ثقل مناسب على بطنه ليمنع انتفاخه إذا لم يُعجل في تغسيله.
5- تغطية الجسم حتى يُشرع في تجهيزه .
6- الإسراع في تجهيزه ، لقوله صلى الله عليه وسلم :[ أسرعوا بالجنازة ؛ فإن تَكُ صالحة فخير تقدمونها،وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ] [ رواه البخاري ].
7- المبادرة بقضاء دَينه لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ نفس المؤمن معلقة بدَينه حتى يُقضى عنه ] [ رواه الترمذي ].
الخاتمة وعلاماتها : -
أ - من علامات حسن الخاتمة من السنة :
1- الحديث الأول : عن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من كان آخر كلامه من الدنيا لا إلا الله دخل الجنة ] [ رواه أبو داود والحاكم ]
2- الحديث الثاني : عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ موت المؤمن بعرق الجبين ] [ أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وغيرهم].
3- الحديث الثالث : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ما من مسلم يموت يوم الجمعة ، أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ] [ رواه الترمذي ].
4- ومن علامات حسن الخاتمة أن يموت على طاعة من طاعات الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، كما لو مات في صلاة أو في صيام أو في حج أو في عمرة أو في جهاد في سبيل الله أو في دعوة إلى الله . ومن يرد الله به خيراً يوفقه إلى عمل صالح فيقبضه عليه .
5- ثناء جماعة من المسلمين عليه بالخير لحديث أنس رضي الله عنه قال : مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيرا ً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ وجبت ] ثم مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شراً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ وجبت ] فقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت ؟ فقال : [ هذا أثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه ] [ أخرجاه ]
6- ومن العلامات التي ترى على الميت بعد وفاته :
أ - الابتسامة على الوجه .
ب - ارتفاع السبابة .
ت - الوضاءة والإشراقة والفرحة بالبشرى التي سمعها من ملك الموت ، وأثرها على وجهه.
ث - أما علامات سوء الخاتمة فهي كثيرة ومتعددة ومنها :
1- أن يموت على شرك ، أو على ترك الصلاة متهاوناً بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذا من يموت على الأغاني والمزامير والتمثيليات والأفلام الماجنة ومن يموت على الفاحشة بعمومها والخمر والمخدرات .
2- ومن العلامات التي تظهر على الميت بعد الوفاة : عبوس الوجه وقتامته وظلمته وعدم الرضى بما سمع من ملك الموت بسخط الله ، وظهور سواد على الوجه . وقد يعم السواد سائر الجسد - إلى غير ذلك - عياذاً بالله .
3- وأنصح للمتهاونين في أداء الصلاة - وأخص تاركها - بالإسراع بالتوبة إلى الله والمحافظة عليها حتى يحصل الخشوع فيها ؛ لأنها عمود الإسلام ، ولأن ما بين الرجل والكفر ترك الصلاة كما علمنا نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم : [ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ] [ رواه أحمد ومالك ] .
والصلاة حصن حصين لصاحبها ، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر لقوله تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ( العنكبوت 45).
فأين أنت يا رعاك الله من هذا الحصن… ؟ أين أنت من هذا النهر الذي يغسل خطاياك خمس مرات في اليوم والليلة… ؟ تب الآن قبل فوات الأوان … وقبل فُجاءة ملك الموت فإن حصاد ما زرعته في الدنيا يبدأ ساعة أمر ملك الموت بإخراج الروح … فازرع خيراً تجن عواقبه .
أما من أعرض عن هذا الخير ، وترك الصلاة : فعلامة سوء خاتمته السواد الذي يعم بدنه عند تغسيل جنازته . نعوذ بالله من الخذلان
من علامات حضور الموت :-
1- رؤيا المحتَضَر لمَلكِ الموتِ ، فإن كان من أهل السعادة فإنه يرى ملك الموت في صورة حسنة ويرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه ، معهم أكفان من الجنة وحنوط من الجنة ، يجلسون منه مد البصر ، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول :
يا فلان أبشر برضى الله عليك ، فيرى منزلته في الجنة ، ثم يقول ملك الموت: يأيتها النفس الطيبة : اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .
وأما إن كان من أهل الشقاوة فإنه يرى ملك الموت في صورة أخرى ، ويرى ملائكة العذاب سود الوجوه ، معهم أكفان من النار ، وحنوط من النار ، ثم يأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه ، ويبشره بسخط الله عليه ، ويرى منزلته من النار ، ويقول ملك الموت : اخرجي أيتها النفس الخبيثة ، أبشري بسخط من الله وغضب.
2- بهذه الحالة عندما يرى المحتضر ملك الموت يحصل له انهيار القوى ، وعدم المقاومة ، والاستسلام لليقين ، فيحصل لديه الغثيان ، وتحصل لديه السكرات والعبرات ، وعدم الاستعداد للكلام ، فهو يسمع ولا يستطيع أن يرد ، ويرى فلا يستطيع أن يعبر ، ويحصل لديه ارتباك القلب ، وعدم انتظام ضرباته ، فيصحو أحياناً ويغفو أحياناً من شدة سكرات الموت . فاللهم أعنَّا على سكرات الموت.
العلامات التي تدل على موت المحتضَر : -
1- شخوص البصر لحديث أم سلمة رضي الله عنها :
( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شَخَص بصره وأغمضه ثم قال : [ إن الروح إذا قبض تبعه البصر.. ] الحديث [ رواه مسلم وأحمد ].
2- انحراف الأنف عن اليمين أو الشمال.
3- ارتخاء الفك السفلي لارتخاء الأعضاء عموماً.
4- سكون القلب ، ووقوف ضرباته .
5- برودة الجسم عامة .
6- التفاف الساق الأيمن على الأيسر أو العكس ، لقوله تعالى : ( والتفَّتْ الساق بالساق ) . [ القيامة 29].
ماذا نفعل بعد تأكدنا من وفاته ؟
1- إغماض عينيه .
2- إقفال الفم .
3- تليين المفاصل خلال ساعة من وفاته ، ليسهل نقله وغسله وتكفينه.
4- وضع ثقل مناسب على بطنه ليمنع انتفاخه إذا لم يُعجل في تغسيله.
5- تغطية الجسم حتى يُشرع في تجهيزه .
6- الإسراع في تجهيزه ، لقوله صلى الله عليه وسلم :[ أسرعوا بالجنازة ؛ فإن تَكُ صالحة فخير تقدمونها،وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ] [ رواه البخاري ].
7- المبادرة بقضاء دَينه لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ نفس المؤمن معلقة بدَينه حتى يُقضى عنه ] [ رواه الترمذي ].
الخاتمة وعلاماتها : -
أ - من علامات حسن الخاتمة من السنة :
1- الحديث الأول : عن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من كان آخر كلامه من الدنيا لا إلا الله دخل الجنة ] [ رواه أبو داود والحاكم ]
2- الحديث الثاني : عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ موت المؤمن بعرق الجبين ] [ أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وغيرهم].
3- الحديث الثالث : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ما من مسلم يموت يوم الجمعة ، أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ] [ رواه الترمذي ].
4- ومن علامات حسن الخاتمة أن يموت على طاعة من طاعات الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، كما لو مات في صلاة أو في صيام أو في حج أو في عمرة أو في جهاد في سبيل الله أو في دعوة إلى الله . ومن يرد الله به خيراً يوفقه إلى عمل صالح فيقبضه عليه .
5- ثناء جماعة من المسلمين عليه بالخير لحديث أنس رضي الله عنه قال : مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيرا ً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ وجبت ] ثم مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شراً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ وجبت ] فقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت ؟ فقال : [ هذا أثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه ] [ أخرجاه ]
6- ومن العلامات التي ترى على الميت بعد وفاته :
أ - الابتسامة على الوجه .
ب - ارتفاع السبابة .
ت - الوضاءة والإشراقة والفرحة بالبشرى التي سمعها من ملك الموت ، وأثرها على وجهه.
ث - أما علامات سوء الخاتمة فهي كثيرة ومتعددة ومنها :
1- أن يموت على شرك ، أو على ترك الصلاة متهاوناً بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذا من يموت على الأغاني والمزامير والتمثيليات والأفلام الماجنة ومن يموت على الفاحشة بعمومها والخمر والمخدرات .
2- ومن العلامات التي تظهر على الميت بعد الوفاة : عبوس الوجه وقتامته وظلمته وعدم الرضى بما سمع من ملك الموت بسخط الله ، وظهور سواد على الوجه . وقد يعم السواد سائر الجسد - إلى غير ذلك - عياذاً بالله .
3- وأنصح للمتهاونين في أداء الصلاة - وأخص تاركها - بالإسراع بالتوبة إلى الله والمحافظة عليها حتى يحصل الخشوع فيها ؛ لأنها عمود الإسلام ، ولأن ما بين الرجل والكفر ترك الصلاة كما علمنا نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم : [ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ] [ رواه أحمد ومالك ] .
والصلاة حصن حصين لصاحبها ، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر لقوله تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ( العنكبوت 45).
فأين أنت يا رعاك الله من هذا الحصن… ؟ أين أنت من هذا النهر الذي يغسل خطاياك خمس مرات في اليوم والليلة… ؟ تب الآن قبل فوات الأوان … وقبل فُجاءة ملك الموت فإن حصاد ما زرعته في الدنيا يبدأ ساعة أمر ملك الموت بإخراج الروح … فازرع خيراً تجن عواقبه .
أما من أعرض عن هذا الخير ، وترك الصلاة : فعلامة سوء خاتمته السواد الذي يعم بدنه عند تغسيل جنازته . نعوذ بالله من الخذلان
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى