الأردن .. لن تغيب عنها الشمس

الأردن .. لن تغيب عنها الشمس ..


بسم الله الرحمن الرحيم

(( مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ

قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))

صدق الله العظيم

{الأحزاب:23}

..

بدأت المملكة الأردنية الهاشمية بإرسال قواتها للمشاركة في قوات حفظ السلام
في نهاية الثمانينات وبأمر من المغفور له ُ بإذن الله الحسين بن طلال
حرصاً منه على الاستمرار في المبادرة لدعم أي عمل إنساني من شأنه أن يساعد
على استمرار مسيرة
السلام ومحاربة الإرهاب وحقن الدماء في أي جزء من هذا العالم مع المحافظة
على موقف الأردن المحايد دوماً والذي ما وقف يوماً في وجه أحد ولم يكن بموقف
الضعيف أو المنحاز لمصالحه الخاصة .. ومن هنا كانت بداية لمشروع ٍ لا نهاية َ له
بدأ بإرسال القوات
المشاركة في حفظ السلام والمستشفيات الميدانية إلى كل الأماكن المنكوبة ..
وقد كان لذلك نتائج بدأت بالمخاطر التي تلتف حول هؤلاء الرجال الصناديد
الذين قضى بعضهم مستشهداً أثناء تأديته الواجب وآخرون كثيرون أصيبوا ومازالوا
يعانون من تلك
الإصابات ناذرين أنفسهم لكل ما يمليه عليهم ضميرهم في مساعدة الأخرين ..
وقد كان هناك الكثير من الخبراء الذين نذروا أنفسهم هناك لإعطاء
المحاضرات أو التدريبات أو التقارير بالإضافة إلى الكم ّ الهائل من الأطباء
والممرضين المتمرسين .. طافوا بقاع الأرض في يوغسلافيا و البوسنه والهرسك
وفي كوسوفو وسيراليون
وأفغانستان والباكستان وهايتي وساحل العاج وتيمور الشرقية وإيران والعراق
ولبنان وأكثر من موقع في فلسطين الحبيبة في رام الله وجنين وغزة
وغيرها أيضاً .. كانت الويلات تطوّقهم أحياناً ومخاطر الحروب والدمار تبلل
يومهم وتزيد من صعوبة المهام الموكلة إليهم .. إلا أن ّ عزمهم وقوة إيمانهم بمبادئهم
التي ترسخت من خلال الدعم الكامل من جلالة القائد عبدالله الثاني بن الحسين
الذي دأب َ على النهج الواضح والصريح بدعم ومساعدة المحتاجين والمنكوبين
في كل بقاع المعمورة رغم قلة مواردنا ... الكثيرون من المرتزقة الضالــّــين
يحاولون دوماً
التشكيك بما تقوم به المملكة قيادة وشعباً .. إلا أن ّ كيدهم دوماً ينقلب عليهم
ليلا ً حالكاً لا يلبث إلا أن يكشف عنهم وعن نواياهم التي دوماً تستتر تحت عباءة
الإسلام البريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف .. بالأمس القريب ودعنا
شهداء العزة والكرامة من قواتنا الباسلة في هايتي .. وقبلهم الشريف علي
في أفغانستان وقبلهم الكثيرون من ضباط وأفراد .. أطباء وممرضين ..
استشهدوا وأصيبوا في تأدية الواجب .. هم الرجال الأبطال .. رجال الأردن ..
رجال أبي الحسين .. أهل الشموخ والعزة .. أصحاب الرايات التي لن تزعزعها الرياح
ولن تطولها الأيدي الخائنة .. نحتسبهم عند الله مع الشهداء .. وندعو الله
أن يوفقنا ويوفقهم ويوفق مليكنا المفدى لما فيه مصلحة الوطن ..
ولتبقى راية الأردن تخفق فوق كل الرايات ولتبقى دوماً بلدنا التي لن تغيب عنها الشمس ..