نبض الشارع
سجل و تمتع بخدمات موقعنا
ملاحضة
عملية التسجيل سهلة جدا فقط اسمك و ايميلك و رقم سري

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبض الشارع
سجل و تمتع بخدمات موقعنا
ملاحضة
عملية التسجيل سهلة جدا فقط اسمك و ايميلك و رقم سري
نبض الشارع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Jasmine collar
Jasmine collar
20
20
انثى عدد المساهمات : 4567
ذهب : 9323
تقييم المشاركات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2011

فراس العجلوني ,البطولة عندما تعانق سماء الوطن  Empty فراس العجلوني ,البطولة عندما تعانق سماء الوطن

الأحد سبتمبر 04, 2011 3:52 pm


فراس العجلوني ,البطولة عندما تعانق سماء الوطن
فراس العجلوني ,البطولة عندما تعانق سماء الوطن
فراس العجلوني ,البطولة عندما تعانق سماء الوطن
فراس العجلوني ,البطولة عندما تعانق سماء الوطن




منذ فجر التاريخ، وهذه البقعة من الأرض على خط التصادم والمواجهة، لكونها قلب الشرق النابض، ومحطة العبور الحتمي للحراك البشري والحضاري بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، فهي جزء من الأرض المباركة، متمتعة بمناخ متوسطي ملائم للاستقرار والتعمير، وهذا الواقع المترسخ عبر قرون طويلة من الزمن والأحداث الجسام، منح رجالها سمة الصبر، والشجاعة والإقدام، وقد تجلت هذه الصفات في العصر الحدث من تاريخ المنطقة العربية، منذ نهايات القرن التاسع عشر، حتى هذه اللحظة، ولا أظنها ستقف عند حد، فهذا قدرنا، أن ندافع عن الوطن الغالي دون أن نعرف الملل أو نفقد صبرنا الأيوبي.
فراس العجلوني نموذج من فرسان الوطن، الذين أعطوا ولم يستبقوا شيئاً، وذهبوا إلى خلود الشهادة وأعلى مراتب الكرامة، كمن يرتقي للجائزة التي جهد من أجلها، فحازها راضياً مرضياً، متنسماً عطر شهداء بدر ومؤتة واليرموك واللطرون وباب الواد، كان أردنياً في أروع تجليات الفداء، لذا نستعيده في كل محطة وعند كل منعطف، ولد فراس العجلوني في بلدة عنجرة التابعة لمحافظة عجلون، وتعد عنجرة بوابة المدينة ومفتاح القلعة، فهي مسقط الرأس ومهوى الفؤاد، فلقد أطل فراس على الدنيا عام 1936م، وأشرقت عيناه بعد عتبة البيت، على هيبة القلعة المحلقة في فضاء المكان، والمتعطرة بعبق انتصارات صلاح الدين الأيوبي، لعل مشهد شموخ أبراج قلعة عجلون، أول صورة للطيران تنطبع في مخيلة الطفل فراس العجلوني، مما حببه بالعلو والرغبة في الطيران.
نشأ العجلوني كما ينشأ أبناء القرى والبلدات في تلك النواحي في العقدين الأولين من عمر الدولة الأردنية الحديثة، حيث البساطة وضعف الإمكانيات، وقلة المدارس وعمل العائلة في الأرض فلاحة وجنياً للثمار، لكنه مع ذلك كان يلهوا مع أقرانه في أزقة البلدة ويتسلق الجبال الشامخة ويرتقي الصخور الناتئة العالية، ليتأمل جمال الوطن، ويراقب تحليق الطيور على المنحدرات، ويحلم بمجاراتها في يوم من الأيام، وقد التحق بالمدرسة المتاحة في منطقة عجلون، وأنهى المرحلة الابتدائية بتفوق، فقرر مواصلة الدراسة الثانوية، وفي مرحلة يعد من يتمكن من الدراسة الثانوية قلة من الطلاب، وبذلك حصل العجلوني على شهادة الثانوية العامة، بادر بعدها إلى الالتحاق بسلاح الجو الملكي الأردني، ملاحقاً حلمه الذي كبر في داخله منذ مرحلة الطفولة، وكانت رغبته الأكيدة أن يصبح طياراً مقاتلاً في تشكيلات سلاح الجو الملكي الأردني، لذا تلقى تدريباً أولياً على الطيران، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية الأساسية، وعندما أكمل هذه المرحلة بتفوق ملحوظ كعادته، أوفد إلى بريطانيا لكي يصبح طياراً مقاتلاً، بعد اجتيازه عدة دورات تدريبية متقدمة، عاد بعدها إلى الأردن لينخرط في الخدمة في سلاح الجو، وكانت البلاد تمر في ظروف دقيقة، والمخاطر والتهديدات العلنية والمخفية تحيق بالأردن، وقد أدرك العجلوني ذلك بحسه وفطرته، بالإضافة إلى خبرته العسكرية التي بدأت بالتشكل، فأخذ يتدرج في الرتب العسكرية، حتى وصل إلى رتبة رائد طيار، بعد ذلك أصبح قائد سرب مقاتل.
كانت المواجهات على الأرض شبه يومية مع العدو الصهيوني، وفي العام 1966م، خاض فراس العجلوني أولى معاركه الجوية، مع الطيران المعادي الذي كان يشن غارات على المواقع الأردنية، فأشتبك مع زملائه الطيارين مع سرب من الطائرات الإسرائيلية المعادية، وهي من نوع ميراج الأحدث والأقوى عالمياً حينها، ورغم تفوق الطيران الإسرائيلي عدداً وتقنية، إلا أن فراس العجلوني ورفاقه تمكنوا من إسقاط عدد من طائرات الميراج، بفضل مهارتهم العالية، وتكتيكاتهم التي أذهلت العدو، ونتيجة لذلك أصبح سلاح الجو الأردني مهاباً، ويحسب حسابه في المواجهات الجوية، ونظراً للدور الشجاع والمؤثر الذي قام به الطيار العجلوني، كرمه الملك الراحل الحسين بن طلال بمنحه وسام الإقدام العسكري.
وقد وصلت المنطقة برمتها إلى درجة عالية من التوتر، حتى أنفجر الوضع صبيحة الخامس من حزيران عام 1967م، عندما قام العدو بهجوم شامل على الجبهات العربية المختلفة، بعد أن وجه ضربة مفاجئة ومؤلمة للقواعد الجوية في كل من الأردن ومصر وسوريا، بهدف شل القدرات الجوية للعرب، ورغم ذلك تمكن مع عدد من الطيارين الأردنيين من الهجوم الجوي على عدد من الأهداف العسكرية وتدميرها خاصة مطارات اللد وحيفا، والطائرات الإسرائيلية رابضة على مدارج هذه المطارات، معتمدين على قدراتهم الذاتية نتيجة عدم توفر طائرات حديثة يمكنها مجاراة الطيران الإسرائيلي المتطور، وكانت هذه الهجمات مؤثرة ومؤلمة للعدو، لكن ضعف الإمكانات، والشلل الذي أصاب سلاح الجو المصري، والدعم الغربي الصريح لإسرائيل، حال دون التمكن من تحقيق النصر، فخسر العرب الحرب.
هاجم الطيران المعادي مطار المفرق العسكري، وأصاب معظم الطائرات الأردنية، والحق ضرراً بالغاً بالمدارج، لكن فراس العجلوني تمكن من الوصول إلى إحدى الطائرات والتحليق بها رغم كثافة القصف، حيث واجه طائرات الميراج الإسرائيلية، وأغار على الأهداف المرسومة له بنجاح كبير، ومع صعوبة الأوضاع، تمكن من الهبوط والطيران أكثر من مرة، مما جعله هدفاً رئيسياً للطيران الإسرائيلي، فتم رصد طائرته طائرة، وبينا يستعد الرائد فراس العجلوني للتحليق بطائرته، بعد أن زودها بالوقود والذخيرة، ويحاول أن يجد لطائرته مساراً على المدرجات المدمرة، قصفته الطائرات الإسرائيلية، وأصابت طائرته إصابة مباشرة أدت إلى استشهاده على الفور.
كان فقد هذا البطل خسارة حقيقة، لقد كان مميزاً ومقداماً، أصر على قيادة الطائرة الوحيدة غير المصابة، رغم تقدم عدد من طيارين سربه والذين يعملون تحت إمرته، وطلبهم الطيران بدلاً عنه، لكنه قدم روحه لوطنه الغالي، وسار نحو الشهادة في سبيل الله والقضية العربية، وإعلاءً لشأن هذا البلد الطيب بأهله، الشجاع بقيادته، الصامد كالقلعة الحصينة رغم المكائد والمؤامرات، والمواجهات الحاسمة، أن فراس العجلوني ما هو إلا نموذج حي لسلسلة لا تنتهي من البطولات والأبطال، الذين سيبقون منارات تضيء دروبنا نحو المستقبل المشرق.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى