اسواق شعبية في الاردن

اسواق شعبية في الاردن

سوق الجمعة

الأسواق الشعبية فكرة تنتشر في العديد من بلدان العالم، تهدف إلى توفير السلع بأسعار معقولة للفئات ذوي الدخل المنخفض، لذا يسميها البعض أسواق الفقراء
ولكن الواقع يؤكد أن الأسواق الشعبية في الأردن تجتذب الكثيرين حتى من ذوي الدخل المرتفع ممن يسكنون في أرقى أحياء عمان!
يعد "سوق الجمعة" أكثر هذه الأسواق الشعبية شهرة، يقع في مجمع باصات العبدلي وهو المجمع الذي تنطلق منه العديد من الباصات إلى مختلف مدن الأردن وكذلك أحياء عمان، إضافة إلى سيارات السفر الخارجي نحو الشام وبيروت وفلسطين.

سوق كوكتيل

يَجمع سوق الجمعة الكثير من السلع والخضر والفاكهة والأدوات المنزلية وألعاب الأطفال والملابس والأحذية، إلى جانب سلع أخرى قد لا تخطر على البال تتنوع لتشمل الأعشاب الطبية والعطارة وحتى أقراص الكمبيوتر
على جانب الطريق الواصل إلى المجمع أوقفت سيدة ترافقها أخرى سيارتها المرسيدس، وبدأت رحلة التسوق في سوق الجمعة.. تقول "أم علاء" كما عرفت نفسها: دخلي والحمد لله مرتفع، ولكنني من رواد هذا السوق والأسواق المشابهة، فأنا اشتري ما يلزم مطبخي من خضار وفواكه لمدة أسبوع وبنصف السعر الذي أدفعه إذا ما اشتريتها من المجمعات التجارية الكبيرة أو المتاجر
على الجانب الآخر في السوق حيث باسطات الأحذية، كان "أبو محمد الحياري" وزوجته يصطحبان أطفالهما الأربعة لشراء ما يلزمهم من أحذية وملابس، يخبرنا "أبو محمد" - الذي يعمل مدرسا وكذلك زوجته- أن دخله المحدود لا يمّكنه من الوفاء باحتياجات أطفاله بالشراء من الأسواق العادية، وبضائع سوق الجمعة وإن كانت مستعملة إلا أنها من حيث الجودة تفوق البضائع الجديدة، كما أنها رخيصة فالحذاء الرياضي للطفل يكلف في الحد الأدنى خمسة دنانير لكنه يشتريه بدينار واحد فقط.

شراء وتسوق

"التجول في السوق يحتاج إلى الصبر" هكذا تقول "سهير" التي تعمل سكرتيرة في إحدى الشركات الكبرى، تضيف: "مظهري مهم جدا في عملي، والملابس في الأردن مرتفعة الثمن ومهما كان دخلي فلا أستطيع شرائها، ولكن هذا السوق مدهش وبالصبر والبحث أجد ضالتي من الملابس التي يحمل بعضها ماركات عالمية مشهورة، وبعدما أشتري ما أحتاجه أقوم بإرساله إلى "دراي كلين" لأحصل على لباس أنيق، وكثيرا أواجه بسؤال من زميلاتي في العمل عن مصدر ملابسي ولكنني لا أبوح به إلا للمقربات "
في السوق أيضا تجد جنسيات أخرى بخلاف الأردنيين، يقبلون على شراء الملابس، منها فئة الخادمات السيرلانكيات والفليبينيات.. فهذه "سو" وهي فلبينية تعمل في أحد الصالونات كخبيرة تجميل في أمور "البودي كير والمونكير" تجد في سوق الجمعة كل ما تحتاجه من ملابس وأحذية، أما "مليكا" - وهي خادمة سيرلانكية- فتجد في السوق إضافة إلى الملابس والأحذية ما لا تجده في أي سوق آخر.

أعلن عن نفسك
منذ مساء الخميس يبدأ تجار السوق التحضير لعرض بضائعهم وحجز أماكنهم في السوق تمهيدا لاستقبال المشترين والزوار
لا يقتنع تجار السوق بمقولة "السلعة الجيدة تعلن عن نفسها"، ويبتدعون وسائل عديدة لاجتذاب المواطنين وتشجيعهم على الشراء، من أبرز هذه الوسائل أن يعتلي التاجر إحدى زوايا بسطته ويبدأ بما يشبه الغناء الشعبي لتعداد مزايا بضاعته وسعرها المنافس لسعر جاره، وليبدأ الجار بالرد عليه بأغنية أخرى
على أرضية السوق يعرض "سيد البحيري" بضاعته من أقراص الكمبيوتر "السي دي"، مجملها تحوي أغاني عربية وأجنبية وأفلاما قديمة من فئة أفلام الأكشن يوضح سيد أن معظم زبائنه من الشباب الذين يطلبون أفلام الكاراتيه والعنف
وينفى أنه يبيع في الخفاء أفلاما تحوي مشاهد إباحية، موضحا أن هذا النوع من الأفلام يباع في مناطق أخرى معروفة، لكن أحيانا يأتيه شباب يهمسون بأذنه متسائلين عن هذه النوعية من الأفلام
وأنت تتجول في السوق تستغرب من عرض تحف منزلية مستخدمة، والتي كانت تسكن زوايا بعض البيوت وباعها أصحابها بفعل الحاجة..
فأمام أحد باعة التحف استغرقت إحدى السيدات في تفحص قطعة شمعدان نحاسية والتحدث مع البائع بشأنها، وفي محاولة من البائع لإقناع السيدة بالشراء قال: "هذا الشمعدان أبيعك إياه بثلاثة دنانير فقط، وكل ما يحتاجه هو التلميع، صدقيني هذا السعر خيالي وإذا لم تصدقي روحي الأفغاني لن يعطيك إياه بأقل من خمسة عشرة دينارا"، إشارة إلى أشهر محل لبيع التحف في عمان