أعمال شغب في عدد من المحافظات احتجاجا على فصل وعدم استحداث بلديات

أعمال شغب في عدد من المحافظات احتجاجا على فصل وعدم استحداث بلديات


تجمهر وسط عجلون والذي انتهى أمس مع الإعلان عن استحداث بلدية خاصة بالمدينة-(الغد)
1
هشال العضايلة وعامر خطاطبة وأحمد الشوابكة
محافظات– شهدت مناطق في محافظات عجلون والكرك ولواءي الجيزة والموقر، يومي أمس وأول من أمس، احتجاجات شعبية واسعة، إثر إعلان الحكومة عن قرار فصل واستحداث بلديات جديدة في المملكة.
ففي عجلون، احتج سكان بلدة عرجان، الواقعة ضمن بلدية العيون، أمس، على عدم فصل بلديتهم التي تضم مناطق عرجان وأوصرة وراسون وباعون.
ونفذ العشرات من أهالي بلدة عرجان اعتصاما أمام مبنى بلدية العيون، احتجاجا على عدم استحداث بلدية لمنطقتهم، معتبرين أن عدم فك دمج بلديتهم "تهميش" من الحكومة لهم.
وأغلق المحتجون مركز تسجيل الناخبين، وتم إخلاؤه من رئيس وأعضاء لجنة التسجيل، فيما توجهت مجموعة من سكان البلدة لتسليم محافظ عجلون علي العزام مذكرة تطالب بفك الدمج.
وهدد المحتجون بمقاطعة انتخابات البلدية ترشيحا وانتخابا، كما هددوا باتخاذ إجراءات "تصعيدية".
وكان أهالي منطقتي راسون وعرجان تقدموا بعرائض طالبوا فيها الجهات المعنية بفك دمج بلدية العيون، مؤكدين أن الحكومة قامت بفك دمج بعض البلديات، التي يقل عدد سكانها عن سكان بلدية العيون.
إلى ذلك، رحب مواطنون بقرار مجلس الوزراء باستحداث بلديات جديدة في مناطق عجلون وعين جنا والروابي وعنجرة والهاشمية والوهادنة وحلاوة وعبين وصخرة.
وساهم إعلان الحكومة باستحداث بلديات جديدة في هذه المناطق بزيادة أعداد المسجلين للانتخابات، حيث شهدت لجان التسجيل في تلك المناطق إقبالا كبيرا، خصوصا في مدينة عجلون، التي امتنع سكانها عن التسجيل طيلة الفترة الماضية، بانتظار قرار الحكومة بفك دمج بلديتهم.
ويتوقع مراقبون أن يصل أعداد المسجلين للانتخابات البلدية في جميع مناطق المحافظة إلى نحو 60 ألف ناخب وناخبة، وذلك بسبب تمديد الفترة الممنوحة للتسجيل واستحداث بلديات جديدة، ما سيساهم في زيادة الحراك الانتخابي.
وفي الجيزة والموقر، أغلقت التجمعات السكانية في اللواءين أمس الطرق الدولية بالحجارة، وأشعل مواطنون النيران بإطارات "الكاوتشوك"، ومنعوا المركبات من المرور فيه، احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالبهم في استحداث بلديات.
وأقدم سكان قرى السلايطة على إغلاق الطريق الصحراوي أمام حركة السير في نقطة الدامخي، على بعد 10كم من بلدة القطرانة، مطالبين بفصل بلدية الرامة عن بلدية أم الرصاص.
وأمهل تجمع عشائر السلايطة في بلدات (الرامة، المشيرفة، الياهون، الدامخي، الفيصلية والمنشيات)، الواقعة ضمن لواء الجيزة والتابعة لبلدية أم الرصاص، الحكومة حتى ظهر أمس لتلبية مطالبهم بفصل قرى السلايطة عن بلدية أم الرصاص، بعد أن تم دمجها قبل عشر سنوات.
وأصدر أبناء التجمع بيانا هددوا فيه باستمرار إغلاق الطريق الصحراوي الدولي المؤدي إلى العقبة، تحديدا من منطقة الدامخي الواقعة على الطريق مباشرة.
ونصب عدد من أبناء العشيرة صباح أمس خيمة للاعتصام على الطريق الرئيسي، بعد أن أغلقوا الطريق مساء أول من أمس لمدة تزيد على خمس ساعات، إلا أنهم أنهوا الأمر بعد أن وعدهم مساعد مدير الأمن العام قائد قوات البادية الملكية ومستشار الملك لشؤون العشائر الشريف فواز الزبن بتلبية مطالبهم.
وفي موازاة ذلك، أغلق سكان منطقة أرينبة الغربية، التي تضم قرى (الباسلية والناصرية) الطريق الصحراوي، احتجاجا على عدم استحداث بلدية لهذا التجمع العشائري، الذي يربو على 7 آلاف نسمة، وضمهم إلى بلدية الجيزة.
كما أغلق سكان قرى الزميلة والذرة وخان الزبيب والخريم الطريق الصحراوي، في نقطة مقابل بلدة الزميلة، مطالبين بفصل مناطقهم عن بلدية العامرية.
وأغلق سكان بلدتي الجيزة والقسطل، الطريق الصحراوي، مطالبين بفصل مناطقهم.
كما أغلق أهالي الموقر الطريق الدولي بسبب المطالب ذاتها، حيث شهدت الحركة على هذه الطرق اختناقات مرورية وتعطلا تامّا للسير.
وقال المحتجون إن "الاحتجاجات مستمرة لحين تلبية مطالبنا، التي لا تحمل إلا معنى واحدا، وهو المطالبة بحقوقنا الخدماتية، ولا معنى آخر لها".
وأشاروا إلى تصعيد محتمل ومسيرة واعتصام إلى عمان غدا، محملين الحكومة مسؤولية "المماطلة والتسويف" بتنفيذ وعودها.
وأضافوا أنهم قاموا بمراجعة متصرف الجيزة والمحافظ ووزير الداخلية ورئيس مجلس النواب، الذي وعدهم بالفصل، ولم يتم، "ما دفعنا للاعتصام وقطع الطريق".
من ناحية أخرى، أغلق عدد من أبناء قرى عشائر الجبور صباح أمس الطريق المؤدية إلى عمان والطريق الدولي باتجاه الأزرق، احتجاجا على عدم فصل قراهم عن بلدية الموقر.
وتجمهر محتجون عند مثلث الفيصلية، وأغلقوا طرقا رئيسية، وأضرموا النار في الإطارات، حيث شهدت المنطقة شللا تاما في حركة السير، ومناوشات بين المحتجين والأمن، أدت إلى إصابة عدد من أفراد الأمن العام بإصابات متعددة.
وبحسب شهود عيان، فإن المحتجين قاموا بمنع المركبات من المرور ف الشارع الرئيسي تحت تهديد السلاح، بعدما قاموا بإطلاق العيارات النارية بالهواء.
وأغلق عدد من المواطنين في لواء الموقر أمس، الطريق الدولي الذي يربط الأردن بعدد من الدول المجاورة، احتجاجا على عدم فصل منطقة الفيصلية عن بلدية الموقر.
وألقى المحتجون الحجارة على المارة، وأضرموا النار بالإطارات المطاطية.
من جهته، أوضح مصدر من مديرية الأمن العام أن عددا من المواطنين أغلقوا الطريق المؤدية إلى الطريق الدولي، ما دعا الأجهزة الأمنية إلى تحويل السير إلى اتجاهات أخرى.
وفي الكرك، أغلق سكان في بلدة الدامخي، التي تتبع إداريا للواء الجيزة وتبعد عن بلدة القطرانة (9 كيلومترات)، الطريق الصحراوي مساء أول من أمس وأشعلوا عشرات الإطارات وسط الطريق العام، ومنعوا حركة السير على الطريق، قبل أن تعيد الأجهزة الأمنية فتحها، احتجاجا على عدم فصل بلدتهم عن بلدية أم الرصاص في لواء الجيزة.
وقال سكان في بلدة الدامخي، التي يسكنها أبناء عشائر البدو، إنهم يرتبطون ببلدية تبعد عن بلدتهم أكثر من مائة كيلومتر، في حين لا تبعد أقرب بلدية عن بلدتهم سوى 9 كم، وهي بلدية القطرانة، مطالبين ببلدية مستقلة بعد أن توسعت البلدة بشكل كبير خلال السنوات الماضية، أسوة ببقية بلديات المملكة، وخصوصا المناطق البعيدة عن المناطق السكنية في الألوية والمحافظات.
وأشاروا إلى الوعود الكثيرة التي تلقوها خلال الفترة الماضية بإصدار قرار رسمي بفصل بلدتهم عن بلدية أم الرصاص، والتي أخلفت فيها الجهات الرسمية، ولم تنفذ أي منها، لافتين إلى أن بلدية أم الرصاص لم تقدم شيئا للسكان في المنطقة.
كما أغلق سكان في بلدتي الجدعا بلواء القصر، ومرود بلواء قصبة الكرك، الطريق العام واعتصموا أمام مراكز البلديات التابعة لهما، احتجاجا على إلحاقهم ببلديات يرفضون التبعية لها.
وأشار ثلجي المصاروة، من سكان بلدة الجدعا، إلى أن سكان البلدة تلقوا وعدا رسميا من وزير البلديات بفصل المنطقة، التي يقطنها نحو 4 آلاف نسمة، عن بلدية طلال شمال محافظة الكرك، لافتا إلى أن وعد الوزير لم ينفذ، في الوقت الذي قام بفصل واستحداث بلديات في مناطق لا يقطنها سوى مئات المواطينن وفي أماكن متلاصقة.
وشدد على امتناع أهالي البلدة عن إرسال أبنائهم إلى المدارس لحين الاستجابة لمطالبهم.
من جهته، أكد محافظ الكرك بالوكالة حازم العوران أن المواطنين يحتجون للمطالبة بفصل مناطقهم عن بلديات يتبعون لها إداريا، مشيا إلى قيام الجهات المختصة بالمحافظة بمخاطبة الوزارة بمطالب المواطنين في مناطق الاحتجاج بالكرك بخصوص البلديات.
وشهدت بلدة إيدون بني حسن في المفرق أمس احتجاجات على قرار الحكومة باستحداث بلديات وفصل بلديات عن أخرى، حيث أغلق مئات المحتجين من سكان البلدة الطريق الرئيسي بين المفرق وبلعما، من بينها بلدية إيدون.
وأضرم المحتجون النار في إطارات مركبات وسط الشارع الرئيسي، وسط تواجد أمني كثيف.
وحذر الناطق باسم المحتجين رائد الحراحشة من تزايد الأعداد المتواجدة في الشارع، لافتا إلى بقائهم في أماكنهم حتى تستجيب الحكومة لمطالب الانفصال.
ورفع سكان المنطقة عريضة إلى محافظ المفرق سليم الرواحنة، يطالبون فيها بالانفصال، وفق المادة 5 من قانون البلديات، الذي عدل أخيرا، وفق الحراحشة، الذي أشار إلى أن الرواحنة رفعها إلى الحكومة مساء أول من أمس. وهدد المحتجون بالتصعيد، إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم خلال الساعت الـ24 ساعة القادمة، وفق الحراحشة.