نبض الشارع
سجل و تمتع بخدمات موقعنا
ملاحضة
عملية التسجيل سهلة جدا فقط اسمك و ايميلك و رقم سري

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبض الشارع
سجل و تمتع بخدمات موقعنا
ملاحضة
عملية التسجيل سهلة جدا فقط اسمك و ايميلك و رقم سري
نبض الشارع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
kingsam
kingsam
11
11
عدد المساهمات : 717
ذهب : 1682
تقييم المشاركات : 6
تاريخ التسجيل : 08/11/2009

تاريخ الاردن وفلسطين Empty تاريخ الاردن وفلسطين

الجمعة سبتمبر 02, 2011 4:34 pm
تاريخ الاردن وفلسطين

صدر مؤخرا في عمان كتاب بعنوان من السلط إلي القدس: أبحاث في تاريخ الأردن وفلسطين القديم

يشتمل الكتاب علي احدي عشرة مقالة كتبها الدكتور محمود أبو طالب، أستاذ التاريخ القديم بالجامعة الأردنية، في الفترة ما بين عامي 1984 و2002، وجميعها منشورة، خلا واحدة. وكتبت ثمان من هذه المقالات أصلا بالانجليزية، ترجمها إلي العربية عمر الغول، وتولي تحريرها بالاشتراك مع عفاف زيادة، وكلاهما من كلية الآثار والانثروبولوجيا بجامعة اليرموك.

وقد جعل المحرران المقالات المتعلقة بتاريخ الأردن القديم في الفصل الأول من الكتاب، وتلك المتصلة بتاريخ فلسطين القديم وبتاريخ العهد القديم في الفصل الثاني منه.

وأول مقالات الفصل الأول مقال عنوانه نظرية نلسون غلوك المراوغة ، بين فيه المؤلف أن هذه النظرية عن تاريخ الاستيطان في الأردن في العصرين البرونزي الأوسط والمتأخر وفي العصر الحديدي الأول، والتي قبلها أكثر الباحثين حينا طويلا من الزمن، لم يكن لها صفة النظرية في يوم من الأيام؛ إذ أن غلوك كان يقدم نهاية العصر البرونزي المتأخر وبداية العصر الحديدي في الأردن ويؤخرهما بما يتفق مع روايات العهد القديم ومع آراء شيخه، مبتدع علم الآثار التوراتي، وليم البرايت. وتعد هذه المقالة من أكثر مقالات الكتاب دلالة علي استقلال الدكتور أبو طالب برأيه، وعلي نظرته الناقدة التي انتهت به إلي رد أقوال من يعد رائد علم الآثار في الأردن.



وفي المقالة الثانية، قائمة مجدو وجنوب الأردن في العصر البرونزي الأخير ، يتحدث المؤلف عن هذه القائمة التي ترجع إلي زمن الفرعون المصري تحتمس الثالث [1504 ـ 1450 قبل الميلاد]. وهي تتألف من مائة وتسعة عشر اسما، يتساءل الباحثون أن كان من بينها ما يشير إلي مواقع في الأجزاء الوسطي والجنوبية من الأردن. ويكتسب هذا التساؤل أهمية خاصة؛ لان بعض الباحثين رأوا أن بعض أسماء الأماكن الواردة في القائمة تؤكد صحة رواية العهد القديم عن عبور بني إسرائيل إلي فلسطين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. فعرض المؤلف عرضا تفصيليا لهذه القائمة، وللنظريات المختلفة فيها، وتناول الأسس المنهجية التي ينبغي من خلالها مطابقة الأسماء الواردة في القائمة بأسماء المواقع في الأردن، وانتهي إلي نفي أي دليل لغوي أو آثاري علي ذكر مواقع من وسط الأردن أو جنوبه في قائمة مجدو، مما ينفي صحة الرواية التوراتية.



أما المقالة الثالثة، عن السلط فيما قبل الإسلام ، فأطول مقالات الكتاب، عرض فيها المؤلف تقارير الرحالة والمستكشفين عن السلط وما وصفوه من آثار فيها، كما ذكر المكتشفات الأثرية في السلط حتى أواخر القرن العشرين، وخلص إلي أن مدينة السلط القديمة كانت تقع علي تل الجادور. واستعرض الدكتور أبو طالب المصادر التاريخية التي ذكرت الجادور في الفترات اليونانية، والرومانية، والبيزنطية، واجتهد في الفصل ما بين الشواهد التي تشير إلي تل الجادور، وتلك التي تشير إلي أم قيس؛ إذ يذكر هذان الموقعان في أكثر تلك المصادر بالاسم عينه، جدارا. ورجع المؤلف بعد ذلك إلي الفترات الابكر، فنظر في الإشارات التاريخية إلي تل الجادور في النصوص المسمارية من العصر الحديدي، وخلص إلي أن KUR Gidir التي تذكر في رسالة أشورية من القرن الثامن قبل الميلاد لا يصح أن يبحث عنها في فلسطين أو في منطقة الكرك، وإنما في منطقة السلط، وفي تل الجادور تحديدا.

ويتحدث الدكتور محمود أبو طالب في مقالته التالية عن جلعاد في نقوش تجلت بليصر الثالث . فنظر في عدد من نصوص هذا الملك التي نشرت في القرن التاسع عشر، وصحح قراءتها، مبينا أن اسم جلعاد كان جلعاد فعلا، وليس جلعاز، كما حسب بعض الباحثين. واستعان المؤلف بعد ذلك بنصوص أخرى من زمن تجلت بليصر تذكر جلعاد اكتشفت في نمرود، فصوب قراءة الباحثين لها هي الاخري، وأكد صحة قراءته للنصوص المشار إليها أعلاه.

وتعد المقالة التالية معلما في تاريخ الدراسة للخطوط القديمة التي استخدمت في الأردن في العصر الحديدي. فقد اتخذ المؤلف من نشر ختم عليــه نقــــش مؤابٍ مجالا لتحديد السمات الممــــيزة للخط المؤابي.



فعلي الرغم من أن هذا الختم قد اكتــــشف ضمن حدود المملكة العمونية ، إلا أن المـــؤلف عد خطه مؤابيا، وما تسني له ذلك إلا بعــــد أن استعرض سمات الحــــــروف فيه استعراضا دقيقا، مقارنا إياها بمثـــيلاتها في الخط العمـوني، والآرامي، والعبري. وقد غدت هذه المقالة بعد نشرها مرجعا لدارسي الكتابات القديمة في الأردن.

أما المقالة الأخيرة في الفصل الأول فعنوانها نبيات ونبيوت ونبيات ونبطو: اعادة النظر في المشكلة اللغوية . ويدل العنوان علي أن المؤلف يبحث في علاقة لفظة نبيات الأكادية، بلفظة نبيوت العبرية، ونبيات العربية، ونبطو العربية، بعدما كان الباحث ادوين بروم خلص إلي أن هذه الألفاظ جميعها تدل علي الانباط. فخاض الدكتور محمود أبو طالب في نقاش لغوي تفصيلي، تركز، في المحل الأول، في المسائل الصوتية، ليؤكد أن بروم لم يثبت البتة أن التحول من نبيات، ونبيات، ونبيوت إلي نبطو جاء بحسب مبادئ لغوية متفق عليها، فليس في النصوص الأشورية المذكورة إشارة إلي الانباط.



فإذا ما انتقلنا إلي الفصل الثاني ألفيناه يبدأ بمقالة عنوانها تاريخ إسرائيل التوراتية والمستشرقون، احتلال ارض كنعان مثالا . ويعرض المؤلف في هذا المقال إلي مناهج المستشرقين في دراسة تاريخ إسرائيل التوراتية، ويتخذ من فهمهم لرواية احتلال بني إسرائيل لكنعان كما جاءت في العهد القديم مثالا علي ذلك. ويبدأ المؤلف حديثه باستعراض روايات العهد القديم المختلفة لقصة الاحتلال، مظهرا ما بينها من اختلاف وتناقض. ويستعرض بعد ذلك التنقيبات الأثرية التي أجريت في الأردن وفلسطين، ويخلص إلي أن الناظر في نتائجها، إذا ما قارنها برواية سفر يشوع بما فيها من عيوب، لا يمكن أن يعتقد بتاريخية قصة احتلال ارض كنعان. بعد ذلك استعرض المؤلف النظريات البديلة التي قدمها الباحثون لتفسير الطريقة التي احتل بها الإسرائيليون ارض كنعان. فعرض لنظرية التسرب السلمي التدريجي التي قال بها آلت وتابعه فيها نوت، ولنظرية مندنهول، ولصيغتها الماركسية التي وضعها غوتوالد، القائلة بان العبرانيين لم يدخلوا إلي فلسطين، وإنما مثلوا ثورة اجتماعية من داخلها. ويقابل هذه التصورات النظرية أعمال آثارية ميدانية، كان من أهم ممثليها عالما الآثار الإسرائيليان آهاروني وفنكلشتاين، وقد استنتج ثانيهما أن ظهور إسرائيل المبكرة نتج عن انهيار نسق مدن الدول في العصر البرونزي المتأخر، ولم يكن سببا لذلك الانهيار، فأكثر الإسرائيليين لم يأتوا من خارج كنعان، وإنما انبثقوا من داخلها، فقد كانوا سكانا محليين، كانوا كنعانيين. وفي القسم الأخير من مقالته يتحدث الدكتور محمود أبو طالب عن منهج الادنويين، الذين يحدون من دور العهد القديم بوصفه مصدرا لتاريخ الإسرائيليين إلي ادني قدر ممكن.

والمقالة التالية التعريف بالكتاب المقدس العبري ، مقالة عامة، تعرف بتاريخ العهد القديم العبري، وتبرز مساهمة عزرا في صياغته في القرن الرابع قبل الميلاد، ثم تعرض لترجمات العهد القديم العبري إلي اليونانية واللاتينية، والي المحاولات الأولى لطباعته، ثم تستعرض أهم النشرات المحققة التي ظهرت في القرن العشرين، وختمت المقالة باستعراض لإصحاحات العهد القديم كما وردت في نشرة لينينغراد.

ويرجع المؤلف إلي الحديث علي الآثار بمقالتة القدس واليبوسيون وداود . ويفحص المؤلف في هذه المقالة رواية العهد القديم التي تذكر استيلاء داود علي يبوس، ويشير إلي أن شراح العهد القديم والآثاريين لا يعرفون شيئا عن المنشآت المدنية التي بناها داود في أورشليم؛ غير انهم حملوا دائما روايتي العهد القديم عن استيلاء داود عليها علي انهما تدلان علي أن القدس اليبوسية كانت مدينة حسنة التحصين. ونظر المؤلف فيما بين أيدي الدارسين من دليل نصي وآخر اثري نظرا فاحصا، وخلص إلي أن وجود السور الداودي اليبوسي يقوم علي فرض أكثر مما يقوم علي واقع، وان القدس في عهد اليبوسيين وداود كانت قرية صغيرة غير مسورة. ومن أهم ما تكشف عنه هذه المقالة هو أن أكثر المنقبين في القدس كانوا يحكمون الهوي في تفسيراتهم للبقايا الأثرية التي يعثرون عليها، منقادين في ذلك تماما لروايات العهد القديم.



وفي المقالة التالية يراجع المؤلف كتاب التوراة جاءت من جزيرة العرب للدكتور كمال الصليبي الذي يقوم علي أطروحة أن تاريخ بني إسرائيل, كما ترويه التوراة، قد اتخذ مساره بالكامل في ارض عسير وجنوب الحجاز في غرب شبه الجزيرة العربية. وبعد أن يعرض المؤلف فصول الكتاب، يبين ما يعتور استنتاجات الدكتور الصليبي من خلل، وذلك في ثلاثة محاور، هي تاريخ اللغة العبرية، والكتابات المكتشفة في فلسطين والأردن، والدراسة اللغوية لأسماء المواضع. وكشفت مناقشته لهذا المحور الأخير تهافت تناول الدكتور الصليبي اللغوي، وبينت أن الخوض في التاريخ القديم والنصوص القديمة له ضوابط منهجية دقيقة، ليس يصح الخوض فيها من باب الهواية.

وآخر مقالات الكتاب مقالة غير منشورة عنوانها الخلق والطوفان في العهد القديم وفي بلاد ما بين النهرين ، عرض المؤلف فيها لقصتي الخلق والطوفان في العهد القديم وفي النصوص المسمارية التي كتبت في العراق القديم، وبين ما بينها من وجوه شبه، واستدل بذلك علي أن اليهود عرفوا هاتين القصتين عندما كانوا مسبيين في بابل، وادخلوهما في العهد القديم عندما وضعوا نصوصه بعد عودتهم إلي فلسطين في الفترة الفارسية.



وفي آخر الكتاب جمع المحرران الإحالات الواردة في المقالات المذكورة أعلاه في قائمة بيبلوغرافية شاملة، واتبعاها بفهارس ضمت أهم ما جاء في الكتاب من أسماء أشخاص، وأسماء مواضع.

وتتجلي للمتأمل في معالجة الدكتور محمود أبو طالب لموضوعات المقالات معرفته الواسعة بتاريخ الشرق الادني القديم وبآثاره، كما انه أفاد إفادة كبيرة من معرفته الدقيقة بلغات الشرق الادني القديم، الأكادية والعبرية منها بصورة خاصة. وتتسم معالجته إلي ذلك بنظرة تحليلية، عميقة، ناقدة، يحاكم فيها الاستنتاجات العلمية التي أطلقها الباحثون السابقون محاكمة صارمة، مبينا ما كان منها غير ذي أساس، منبها إلي ما وقع فيه بعض المشتغلين بتاريخ الأردن وفلسطين القديم من أتباع للهوي، في الدراسات التوراتية خاصة، كاشفا عن أن شيوع بعض الآراء ناشئ عن اخذ اللاحقين لآراء السابقين من غير نقد وفحص.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى