التعليم في الأردن يسير نحو الهاوية

التعليم في الأردن يسير نحو الهاوية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الترتيب العالمي للجامعات لسنة 2011 يؤشر الى انخفاض مكانة التعليم العالي في الأردن مقارنة مع الدول العربية التي كانت الأردن فيما مضى تتفوق عليها اكاديمياً و علمياً، تحتل الجامعة الأردنية (درة الجامعات الأردنية) المركز الأول محلياً و المركز 1385 عالمياً، محلياً تأتي جامعة العلوم و التكنولوجيا ثانياً و لكنها عالميا تأتي في الترتيب 1835 و تحتل الجامعة الهاشمية المركز الثالث محلياً و لكنها عالميا تأتي في المركز 2180.

التصنيف العالمي للجامعات يصدر عن مؤسسة مستقلة تأخذ في عين الاعتبار عدة عوامل علمية و اكاديمية لتحدد منزلة الجامعة و من هذه العوامل: ناتج البحث العلمي، قيمة البحث العلمي (من خلال قياس مدى تأثيره و يتم عم طريق احصاء عدد ظهور منشورات الجامعة كمراجع علمية)، المقلق في هذا التصنيف هو مدى تراجع التعليم في الأردن مقارنة مع دول عربية كنا نعتبر ان التعليم في الاردن متفوق عليها بمراحل.

المملكة العربية السعودية تحقق قفزة نوعية في جودة التعليم الجامعي من خلال وجود 6 جامعات سعودية ضمن افضل 1000 جامعة في العالم بل ان جامعة الملك سعود تأتي في الترتيب 186 عالمياً و تليها جامعة الملك فهد في المركز 302 عالمياً، و طبقاً للتصنيف العالمي للجامعات تتفوق 7 جامعات سعودية على الجامعة الأردنية و بفارق مريح جداً، كما تتفوق جامعات لبنان و الامارات العربية على الجامعة الاردنية ايضاً و بفوارق كبيرة جداً، المستوى التعليمي الجامعي ككل في الأردن متأخر عن مصر و تونس و الجزائر و الكويت و العراق و تتفوق الأردن فقط على سوريا و اليمن في حين تتساوى مع البحرين.

مقارنة مع جامعات العدو الصهيوني نجد ان السعودية هي التي تستطيع فقط مقارعة الكبان الصهيوني تعليمياً بما ان هذا الكيان يمتلك 8 جامعات ضمن افضل 1000 جامعة في العالم.

السؤال هنا؛ ما الذي حدث للتعليم الجامعي الأردني؟ كيف اصبحنا متخلفين علمياً الى هذه الدرجة و ما الذي حدث للبحث العلمي في الاردن و لماذا تهرب الكفاءات الاردنية الى السعودية و تساهم في رفعة التعليم هناك، و لماذا دفعنا هذه الكفاءات الوطنية للهجرة؟ الجواب واضح و بسيط و هو الواسطة التي تعطي المنح و البعثات لاشخاص غير جديرين في حين يتم استثناء المتميزين، اضف الى ذلك نظام القبول المتخلف في جامعاتنا (نقبل من هب و دب) و طبيعة النظام التعليمي في الأردن و الذي يعتمد و يشجع على البصم لا على الفهم و الدليل على ذلك ان 90% من طلاب البكالوريوس لا يستطيعون كتابة ورقة بحث علمي و 50% من طلاب الماجستير لا يستطيعون نشر بحث علمي في مجلة علمية مرموقة.

اما بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس فحدث و لا حرج حيث ان اغلبهم لا يفقه شيئاً و لا يدري عن العلم شيئاً و اغلب انتاجهم العلمي ضعيف و لا قيمة له، لا ننكر وجود اعضاء هيئة تدريس مميزين في الجامعات الأردنية الا انهم قلة قليلة تعاني من تنكر الحكومة لهم و من رواتبهم الضئيلة و من قلة ميزانية البحث العلمي و بالتالي لا تستطيع هذه الفئة المميزة ان تقدم المزيد.

استقالة الدكتور كامل العجلوني دقت ناقوس الخطر و لكن الحكومة لا يبدوا و انها تهتم حيث ان التعليم ليس من اولويات هذه الحكومة او ان الحكومة تعتقد ان التعليم هو فقط كرسي و سبورة، فيما مضى كانت الجامعة الأردنية هي منارة التعيم الجامعي للدول العربية في اسيا و لكنها الان تراجعت و افسحت المجال لعدة جامعات حديثة لتسبقها بل و اصبحت غير موجودة حتى ضمن افضل 20 جامعة عربية، متى سينتبه الدكتور الطويسي الى هذا الامر و متى سنبدأ الخطوات الجادة التي تهدف الى إعادة الجامعة الأردنية لمكانتها؟

التعليم في الأردن يسير نحو الهاوية