الفساد العلمي في الأردن

الفساد العلمي في الأردن

الفساد العلمي في الأردن

الفساد العلمي في الأردن



تقوم الجامعات الأردنية بين الحين و الاخر بالإعلان عن حاجتها لايفاد عدد من حملة درجة الماجستير للحصول على درجة الدكتوراة للعمل في الجامعة لاحقاً كأعضاء هيئة تدريس، عملية الإيفاد هذه هي الرافد الأهم للجامعة و هي التي من المفروض ان تساهم في رفعة و تقدم التعليم الجامعي في الأردن كون الطالب المبتعث يحصل على فرصة الدراسة في جامعات غربية مرموقة و يعود الى وطنه ليدرس ابناء وطنه و ينفعهم بهذا العلم.

من الناحية النظرية عملية الإيفاد هي بحد ذاتها فكرة رائعة و لكن بما اننا عرب ( و الفساد بدمنا) فقد تحولت هذه العملية الى احد اهم و افسد العمليات التجارية حالياً، بعض الجامعات (مثل الجامعة الأردنية) لا تقوم حتى بالإعلان عن الابتعاث في الصحف الرسمية و تكتفي بابلاغ عدد معين و محدود جداً من الطلبة (الواصلين نوعاً ما) بينما تقوم الجامعات الأخرى بنشر الإعلان (كنوع من رفع العتب) مع ان العملية محجوزة لأشخاص بأعينهم، حتى صيغة الإعلان تدفعك للشعور بأن العملية منتهية و ان الطالب الذي سيحصل على الابتعاث هو المحظوظ صاحب الأعلى واسطة.

نبدأ من الجامعة الأردنية التي لا تقوم بنشر اعلان او حتى عمل مسابقة للابتعاث (حتى لو كانت وهمية) و مجرد التمعن في اسماء المبتعثين في السنوات الاخيرة و ربطها باسماء اعضاء هيئة التدريس و العاملين في الجامعة يرشدك عزيزي القارىء لحقيقة الموضوع، من المفروض ان يتعلق الابتعاث بالكفاءة العلمية و المؤهلات العلمية و لكنه للأسف ليس كذلك و لا يتعلق الا بالواسطة و المحسوبية حيث يتم استبعاد اوائل التخصصات في درجة الماجستير و يتم ابتعاث من معدلاتهم اقل !!!، لذلك اقترح على الجامعة الأردنية الغاء المعدل التراكمي و استبداله بالمعدل الواسطي.

الجامعات الاخرى ليست بافضل حالاً حيث اعلنت الجامعة الهاشمية و جامعة مؤته مؤخراً عن حاجتها لابتعاث بعض الطلاب، مجرد قراءة الاعلان تدفعك للضحك خصوصاً اعلان الجامعة الهاشمية (الذي اعتقد ان من وضعه لا يملك مؤهل علمي اعلى من المؤهل الابتدائي) ، ينص الاعلان ان على المتقدم ان يكون حاصل على تقدير جيد في درجة الماجستير (علماً بأن كل خريجي الماجستير يحصلون على درجة جيد تلقائياً) كما ينص على ان لا يتجاوز عمر المتقدم 30 سنة؛ يعني لا يهم الكفاءة بمقدار ما يهم العمر (يفضل ان يكون المبتعث حاصل على درجة جيد و عمره 29 سنة بدلاً من ان يكون حاصل على تقدير ممتاز و عمره 31 سنة)؟؟؟ ما الذي حدث للبحث عن الافضل؟ و اين الكلام عن الكفاءات الوطنية (اللي صرعتوا اهلنا فيه من مليون سنة)، جامعة مؤتة كانت افضل حالاً من الهاشمية حيت اشترطت على الطالب ان يكون معدله جيد جداً في درجة الماجستير و ان لا يتجاوز عمره ال 35 عاماً و لكنها ايضاً وضعت شرطاً كوميدياً الا و هو لزوم الحصول على شهادة ICDL؟؟؟؟ كيف تطلب من خريج ماجستير في علم الحاسوب الحصول على هذه الشهادة!!!، و يشترك عباقرة جامعة مؤتة و الهاشمية في احد الشروط الغبية جداً و الغير مفهومة و التي تثير الشبهة و هذا الشرط هو: يحق للجامعة رد اي طلب و عدم الاجابه عليه دون ابداء الاسباب، يعني حتى لو كنت حاصلاً على تقدير امتياز و تنطبق عليك جميع الشروط تستطيع الجامعة استثناء طلبك (لأنك خربت على ابن فلان و ابن علان او لأنك لم تقم بدفع ثمن الابتعاث لبعض الجهات)، ما هذا الشرط الغريب و المتخلف؟

لماذا تبقى البعثات محصورة في ادارات جامعية لا تعرف ما هو معنى البحث العلمي؟ و كيف يتم تقديم الطلبات عند موظف لا يعرف معنى البحث العلمي و لا يسمح لك باضافة اوراقك البحثية الى طلب الابتعاث بحجة انها غير مطلوبة في الاعلان؟ اين الشفافية في عملية الابتعاث و لماذا لا يتم نشر اسماء من تم ابتعاثهم و لماذا تم تفضيلهم على غيرهم؟ لماذا لا تقوم كل جامعة بنشر اسماء كل من تقدم للبعثة و الية ابتعاث طالب معين، اين وزير التعليم العالي عن هذا الفساد الواضح و المدمر، اين التركيز على الكفاءات الوطنية (بتفتح التلفزيون و الراديو و الجريدة بتلاقي الكل بحكي عن الكفاءات الوطنية، يعني الشغله بس حكي و كذب) و لماذا التركيز فقط على الكفاءات الواسطية؟ لماذا تقوم الجامعة الأردنية بالذات باستثناء اوائل التخصصات و ابتعاث من معدلاتهم اقل و لماذا تستمر الجامعة الاردنية باستثناء اوائل التخصصات من التعيين في الجامعة، الى متى ستبقى ادارة الجامعة الأردنية في يد اشخاص لا يفهمون الا معنى الواسطة و المحسوبية و ليذهب التعليم الى الجحيم؟؟ اين رئيس الوزراء عن مسخرة الابتعاث في الجامعات الاردنية و الى متى يستمر الفساد الاكاديمي في الاردن؟

Share this:

حتى العلم فيه فساد