- العنود23
- عدد المساهمات : 7931
ذهب : 18107
تقييم المشاركات : 48
تاريخ التسجيل : 06/12/2011
صور و فيديو احتفالات الاردن بعيد الاستقلال الجمعة 25 5 2012
الخميس مايو 24, 2012 2:28 pm
صور و فيديو احتفالات الاردن بعيد الاستقلال الجمعة 25 5 2012
صور و فيديو احتفالات الاردن بعيد الاستقلال الجمعة 25 5 2012
صور و فيديو احتفالات الاردن بعيد الاستقلال الجمعة 25 5 2012
كل عام و قائد الوطن و الاردن بالف خير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يحتفل الأردنيون غدا الجمعة الخامس والعشرين من أيار بالعيد السادس والستين لاستقلال المملكة، مستذكرين محطات المسيرة المظفرة والمفعمة بالعمل الجاد والمتواصل والناجزة بسواعد ابناء الاردن وبناته ومتمسكين بثوابت الدولة الاردنية المستندة إلى دستورها، دولة عربية اسلامية نظام الحكم فيها نيابي ملكي وراثي، يصونون فخر انجازاتهم ويتطلعون للغد الأكثر إشراقا وإصلاحا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
ويحمل هذا العيد الغالي معاني الشرف والمجد والعزيمة التي لا تلين، فالاردنيون منذ كان فجر الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه مثال وانموذج تليق بهم الوحدة والحرية والحياة الفضلى، فهم من بنى وأصلح وعزز، ومن كانوا على الدوام الاوفياء لوطنهم وملوك بني هاشم تجمعهم المبادىء والقيم النبيلة سدا منيعا في وجه كل الاطماع والتحديات.
ويفخر الاردنيون في هذا اليوم الأغر بأن يعيدوا قراءة التاريخ منذ أن التأم المجلس التشريعي الأردني الخامس بتاريخ الخامس والعشرين من أيار عام 1946، وأعلن الأردن دولة مستقلة استقلالا تاما مع البيعة لحضرة صاحب الجلالة عبدالله بن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية، لتتواصل مسيرة الخير والعطاء في عهد المغفور له جلالة الملك طلال وعهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراهم، وصولا الى السابع من شباط عام 1999 حيث الحاضر والمستقبل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
الحرية والشورى اساس الدولة الاردنية ......
يزخر تاريخ الدولة الاردنية منذ ان كانت امارة , ومن ثم مملكة اردنية هاشمية بخطابات ورسائل وتوجيهات ملكية تؤكد حق الحرية والديمقراطية والشورى بين ابناء الوطن وصولا الى تحقيق الاهداف والغايات الوطنية العليا ، في الامر السامي لاول حكومة تشكلت بعد الاستقلال في الرابع من شباط عام 1947 برئاسة سمير الرفاعي نقرأ كلمات الملك المؤسس : الحر حر ما احترم حرية غيره , ومعتد ومتجاوز ان هو تطاول على غيره , والقانون المودع في ايدي الاكفاء من الرجال هو ميزان حق يجب ان لا يميل هنا وهناك ، فعليكم العمل بهذا وعلينا ان نراقب مجال الامور والله المعين لنا ولكم وهو حسبنا ونعم الوكيل .
ولاستكمال مسيرة الشورى والديمقراطية التي عرفتها الدولة الاردنية منذ ان تنسمت الحرية والوجود , جرت في العشرين من تشرين الاول عام 1947 اي بعيد الاستقلال ، اول انتخابات برلمانية في عهد المملكة حيث تشكل مجلس النواب الاول من عشرين نائبا.
المحطة الاولى للثورة العربية الكبرى .....
حمل جلالة الملك عبدالله المؤسس طيب الله ثراه راية الثورة العربية الكبرى التي ارتفعت في العاشر من حزيران عام 1916 بقيادة المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه لترتفع عاليا في سماء المجد في معان المحطة الاولى لوصول الامير عبدالله في الحادي والعشرين من تشرين الاول عام 1920 حين بايع الاحرار العرب سموه وعاهدوه على العمل من اجل الاستقلال وبقاء راية الثورة العربية خفاقة عالية كما هي مبادؤها واهدافها.
يشير الاحصاء المتوفر عن عدد سكان امارة شرق الاردن عام 1938 الى انه كان نحو 300 الف نسمة بينهم 260 الفا من العرب المسلمين وثلاثون الفا من العرب المسيحيين وعشرة الآف من الشركس وقدر عدد سكانها في عام 1945 باربعمئة الف نسمة .
في الثاني من اذار عام 1921 بدأت مرحلة مهمة من تاريخ الاردن بوصول الامير عبد الله الى عمان ، وفي نيسان تشكلت اول حكومة في شرق الاردن سمي رئيسها الكاتب الاداري وهو يرأس مجلس المشاورين المؤلف من : رشيد طليع رئيسا , ونائب العشائر الامير شاكر بن زيد ، وقاضي القضاة محمد خضر الشنقيطي , ومشاور العدلية والصحة والمعارف مظهر رسلان , ومشاور الامن والانضباط علي خلقي , ومشاور المالية حسن الحكيم ,ومعاون نائب العشائر احمد مريود .
في 25 ايار 1923 اعلن استقلال شرق الاردن في حفلة رسمية , ووقع الاردن على اتفاقية مع بريطانيا في العشرين من شباط 1928 مثلت الاعتراف الكامل بالدولة الاردنية وتغيير اسمها من حكومة الشرق العربي الى امارة شرق الاردن .
وفي شهر كانون الاول من عام 1939 انشئت قنصليتان للبلاد الاردنية في مصر والعراق وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية انضمت الامارة الى بريطانيا ولعب الجيش العربي الاردني دورا مهما ولا سيما في تحرير دمشق.
والاردن من اعضاء مجلس دول الجامعة العربية وقع على ميثاقها في 22 آذار 1945.
وفي الثاني والعشرين من آذار عام 1946 الغيت المعاهدة الاولى المبرمة في عام 1928 ووقع الاردن مع بريطانيا معاهدة نصت على الاعتراف بالاردن دولة مستقلة ذات سيادة والامير عبدالله ملكا عليها.
فلسطين والقدس .. القضية المركزية .....
في حرب النكبة عام 1948 دافع الاردنيون عن القدس والاراضي الفلسطينية, وحددت مهام الجيش الأردني بالزحف نحو رام الله والقدس، فدافع الجيش العربي المصطفوي ببسالة وبقيادة الملك المؤسس الذي قال في اليوم التالي للنكبة بعد ان عقد مجلس الوزراء جلسة بالديوان الملكي ' اريد منكم تأليف مجلس وصاية على العرش لانني اريد ان اتولى بنفسي قيادة القوات في القدس , انني لا اطيق البقاء على قيد الحياة اذا سقطت القدس وانا اتفرج ' .
وابدى أهالي فلسطين رغبتهم بالانضمام إلى المملكة بهدف تقوية جبهتهم الداخلية لوجود كيان سياسي معترف به يدافع عن حقوقهم ، وتم عقد مؤتمر في أريحا ضم زعماء القدس ، الخليل ، بيت لحم ، رام الله , والوجهاء وتمت المناداة بالوحدة الأردنية -الفلسطينية ، ومبايعة الملك عبد الله ملكاً على فلسطين والأردن , وعقد مؤتمر آخر في نابلس والمناطق التابعة لها في 28 / 12 / 1948 واتخذ نفس القرار بمبايعة الملك عبد الله ملكاً دستورياً على فلسطين والأردن.
في الرابع والعشرين من نيسان عام 1950 اعلن مجلس الامة وحدة الضفتين , وفي اول خطاب للملك المؤسس تلي في مجلس الامة وقد جمع ضفتي الاردن , قال طيب الله ثراه :' على ان ابرام امر الوحدة وقد تم فعلا باجماع هذا المجلس الموقر الممثل للضفتين مع عدم المساس بالتسوية النهائية التي تحق حق العرب في امر فلسطين سيعزز في الواقع دفاع الامة الواحدة عن عدالة قضيتها '.
في نيسان عام 1950 تشكلت أول حكومة أردنية برئاسة سعيد المفتي بعد وحدة الضفتين الغربية والشرقية، وتكونت الحكومة من 11 وزيرا ً.
وعلى عتبات المسجد الاقصى كانت ارادة الله عز وجل ان تفيض روح البطل الشهيد الملك المؤسس الى بارئها في العشرين من تموز عام 1951 بعد ان تعرض لعملية اغتيال وبرفقته سمو الامير الحسين آنذاك الذي لم يفارق مشهد وداع جده مخيلته يوما , وفي وجدانه وضميره حماية القدس ورعايتها .
عهد المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه .......
في السادس من أيلول عام 1951 اعتلى المغفور له باذن الله جلالة الملك طلال طيب الله ثراه العرش لتبدأ مرحلة جديدة في مسيرة الدولة الاردنية ارسى دعائمها دستور متطور صدر في الثامن من كانون الثاني عام 1952 الذي كفل للشعب الأردني حقوقه .
الدستور الذي اعتبر من احدث الدساتير في العالم وأكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا تضمن عناوين مهمة في دعم المضامين الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك حق كل مواطن في العمل والتعليم والرفاه الاجتماعي كما انه جعل الحكومة مسؤولة امام مجلس النواب الذي اصبح يملك سلطة منح الثقة او حجبها عن اية حكومة بموجب احكام المادة 54 منه ، الامر الذي رفع من مستوى الحياة البرلمانية الى المرتبة التي تليق بها اسوة بالدول الديمقراطية الاخرى اضافة الى شموله بنودا تضمن حقوق المواطن وحرياته الاساسية وحماية العمال وشروط عملهم وفق دساتير العالم المتطورة.
في عهد الملك طلال تشكلت حكومة جديدة برئاسة توفيق أبو الهدى وأجريت الانتخابات النيابية في العام ذاته ، وكان لعهد جلالته رغم قصر مدته تأثير كبير على الحياة السياسية في المملكة إلى يومنا هذا ولعبت الأحزاب دوراً كبيراً ومهماً في تلك الفترة سواء في مجلس النواب أو على الساحة السياسية .
وجلالة المغفور له الذي وقف مجاهدا في صفوف المقاتلين من الجيش العربي دفاعا عن فلسطين بذل جهودا متميزة لتوثيق عرى التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الامة والوطن العربي الكبير الذي كان خرج لتوه من نكبة فلسطين عام 1948.
وفي عهد جلالته اتخذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم الزاميا ومجانيا حيث يعتبر هذا القرار الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي وكان له الاثر الكبير في النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد فيما بعد , وصدر في عهد جلالته قانون خط السكة الحديدية في شهر آذار عام 1952 الذي ينص على اعتبار هذا الخط وقفا اسلاميا، كما انشىء ديوان المحاسبة .
والمغفور له جلالة الملك طلال رحمه الله كان محبا للحياة العسكرية متأثرا بالروح العسكرية لوالده الذي كان احد قادة ثورة العرب الاحرار حيث كان جلالته أول ضابط أردني يتخرج من كلية ساند هيرست العسكرية في بريطانيا وبعد تخرجه منها عام 1929 رافق جده الحسين بن علي الذي كان منفيا في قبرص بعد ان تصدى للمشروعات الاستعمارية التي استهدفت تقسيم البلاد العربية.
ولم يتريث المرض باعطاء الفرصة الكافية للملك طلال رحمه الله ، وبعد احد عشر شهرا وخمسة ايام من اعتلاء جلالته العرش نقل لتلقي العلاج الى ان اختاره المولى عز وجل الى جواره في السابع من تموز عام 1972 بعد ان سجل انجازات نوعية في تاريخ الحياة الاردنية السياسية والاجتماعية والتعليمية.
عهد المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه .....
'ان حياتي ملك لشعبي ' عبارة استقرت في ذهن المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه منذ تموز عام 1951 حين قالها جده المغفور له الملك المؤسس وهو في طريقه الى القدس قبيل استشهاده ، وبعد مضي عام ,اعتلى الحسين العرش ولم يتم الثامنة عشرة من عمره ليكون منذ ذلك الوقت ملكا لا يخشى الا الله تعالى في كل قراراته الشجاعة .
في الثاني من ايار عام 1953 تسلم المغفور له الحسين سلطاته الدستورية بعد ان اتم الثامنة عشرة من عمره ،وكانت الامة العربية في تلك الايام في اسوأ حالات الاحباط بفقدان الجزء العزيز من فلسطين ، وكان الاردن في تلك الفترة بلد الانصار الذي استقبل المهجرين من بيوتهم وقراهم في الضفة الغربية ، ولم تكن تلك الايام سهلة على الملك الشاب ليجد امامه مسؤولية قيادة مملكة وسط انقسام عربي وحالة من الفوضى وعدم وضوح الرؤية بعد حرب عام 1948 .
بقيت القضية الفلسطينية والقدس هاجس الحسين الاول وظل يقول على الدوام 'من القدس يبدأ السلام وفيها ينتهي ' .
شهد عهد المغفور له الحسين طيب الله ثراه أهم الأحداث السياسية والعسكرية على الساحتين المحلية والعربية , وعلى الرغم من كل التحديات والصعوبات استطاع الاردن الذي لم تكن موازنته عام 1955 تتجاوز ثلاثة ملايين دينار ان يحقق نمواً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعمرانيا وعلميا .
في تلك الفترة كانت تعصف بالمنطقة العربية أحداث جسام استطاع الأردن التكيف معها وتجاوزها بسلام , ففي عام 1956 وقف إلى جانب أشقائه في مصر لصد العدوان الثلاثي وأبدى استعداده للدفاع الميداني وبالسبل كافة عن الشقيقة مصر .
وفي العام ذاته أصدر جلالة الملك الحسين قراره الشجاع بتعريب قيادة الجيش الأردني حيث تم الاستغناء عن خدمات كلوب وتسليم القيادة إلى ضباط أردنيين ، وكان لهذا القرار صدى إيجابي في الوطن العربي وأثر في مسيرتهم نحو التحرر والاستقلال.
وفي حرب حزيران عام 1967 قاتل الجيش الاردني المصطفوي ببسالة في محاولة لصد العدوان الاسرائيلي على اراضي الضفة الغربية ولم يكن بمقدوره المقاومة وحده تقريبا في الجبهة الشرقية فسقطت القدس ثم اريحا والخليل ونابلس ووقعت الضفة الغربية باسرها في قبضة الاسرائيليين.
خسر الوطن العربي في حرب حزيران جزءا غاليا عزيزا واستطاع الاردن استخلاص العبر والدروس من تلك الحرب ليكون في مواجهة اخرى مع العدو الاسرائيلي في 21 آذار عام 1968 في اراضي الشونة والكرامة على الضفة الشرقية لنهر الاردن وكان الرد الاردني حاسما نجم عنه خسائر فادحة مني بها المعتدون على الرغم من تفوقهم في العدد والطائرات .
نتيجة لحرب عام 1967 أوقفت الحياة البرلمانية في الاردن وتم إعلان حالة الطـــوارئ بهدف توفير أجواء الاستقرار ليتم العودة فيما بعد للحياة الديمقراطية التي كانت سائدة سابقاً .
وشارك الأردن في حرب تشرين الاول ( أكتوبر) عام 1973 , وفي العام 1974 وفي مؤتمر الرباط وافق الأردن على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين . في عام 1978 تم تشكيل المجلس الوطني الاستشاري بطريقة التعيين مدته سنتان ويعاد تشكيله بعد انتهاء مدته , ولم يعتبر بديلاً لمجلس النواب المنتخب ، لكن تم إنشاؤه لإبداء الرأي والمشورة ومناقشة السياسة العامة للدولة ، وكان للمجلس الاستشاري الكثير من الصلاحيات التي يمارسها مجلس النواب دون أن تكون له سلطة إعطاء الثقة أو حجبها عن الحكومة . في عام 1984 تم تعديل الدستور وحل المجلس الاستشاري وجرت انتخابات في الضفة الشرقية لملء 7 مقاعد التي شغرت بوفاة أصحابها منذ آخر مجلس نواب منتخب قبل حرب 1967 وفي عام 1988 تم فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية . وبعد مرور 22 عاما من الانقطاع أجريت الانتخابات النيابية في الأردن في تشرين الثاني عام 1989 ، وتم تعديل قانون الانتخاب ليصبح عدد أعضاء مجلس النواب 80 ، والأعيان 40 ، وتحقق بذلك الركن الأول في العودة إلى الديمقراطية ، وشهدت البلاد انفراجاً سياسياً سادت فيه روح الحوار بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بمشاركة جميع القوى الوطنية وفئات الشعب كافة، وتم إعداد الميثاق الوطني عام 1991 ليعبر عن التلاحم بين فئات المجتمع الأردني ، وشارك المجلس النيابي في القرار السياسي، وتم السماح بتأسيس الأحزاب السياسية ليصبح عددها أكثر من 40 حزباً اسهمت سواء عبر مجلس النواب أو مؤسسات المجتمع المدني في تطور الحياة السياسية في المملكة .
دخل العرب في مفاوضات مع إسرائيل ,نتج عنها التوقيع على اتفاقية سلام مع الفلسطينيين في أوسلو وتم توقيع اتفاقية وادي عربة في عام 1994 بين الأردن واسرائيل . وشهد الاردن تطوير شبكات الماء والكهرباء التي كانت متوفرة ل 10 بالمئة في العام 1950 ، ووصلت إلى 99 بالمئة في نهاية تسعينيات القرن الماضي ، وفي عام 1960 كانت نسبة المتعلمين تصل إلى 33 بالمئة ، وفي عام 1996 وصلت إلى 85,5 بالمئة .
وتشير احصائيات اليونيسف الى أن ما بين عامي 1981 و 1991 ، حظي الأردنيون بأقل معدل وفيات للأطفال في سنتهم الأولى، إذ انخفضت نسبة وفيات الأطفال من 70 حالة وفاة في الألف عام 1981 إلى 37 حالة في الألف عام 1991 .
مر الاردن عبر مسيرته الخيرة بقيادة الملك الحسين بظروف صعبة , لكن بفضل قيادته الحكيمة، وبجهود ابنائه المخلصين وعزائمهم ، كان دائما يجتاز كل الشدائد والمحن ويحقق الانجازات العظيمة رغم قلة الموارد والامكانات.
يوم الوفاء والبيعة .....
كان السابع من شباط 1999 يوم حزن وامل عند الأردنيين , وسمّاه الاردنيون بيوم الوفاء والبيعة ، الوفاء للملك الحسين باني الاردن الحديث والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين معقل الامل والرجاء ووريث العرش الهاشمي ومعزز الانجاز وحامي حمى الاردن العظيم .
فقد الأردنيون قائدهم جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال ، وما خفف عنهم مصابهم الجلل انتقال الراية الهاشمية المعطاءة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ليواصل المسيرة في تحقيق منعة الدولة واستقرارها وأمنها ونموها وتطورها .
عهد الانجاز والاصلاح بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه .......
في خطاب العرش السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني في الاول من تشرين الثاني عام 1999 اختتم جلالته خطابه بالاية الكريمة ( ان اريد الا الاصلاح ما استطعت ، وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب) ليكون الاصلاح بكل مجالاته عنوان العهد الجديد.
وفي التاسع عشر من شباط الماضي وخلال لقاء جلالته رئيس واعضاء مجلس النواب أكد جلالته 'أننا قطعنا خطوات مهمة على طريق الإصـلاح، ولن نتوقف ولن نتراجع ولن نسمح لأي أحد، أو أي جهة أن تعيق هذه المسيرة أو أن تـنحرف بها عن مسارهـا الصحيح وأهدافها الوطنية النبيلة'.
وقال 'نحن قادرون على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن بعون الله، كما تجاوزنا كل التحديات التي واجهناها في السابق، اذا عملنا بروح الفريق الواحد'.
ونذر جلالته نفسه لخدمة الشعب الاردني الوفي , فكان الوعد الصادق يترجم على مدى الثلاثة عشر عاما الماضية ، وعد قائد بادله شعبه بالحب والوفاء وتحتفظ ذاكرة الوطن بكلمات خطاب العرش الاول لجلالته الذي القاه امام مجلس الامة حين قال: وقد استقر في الضمير والوجدان منذ اللحظة الاولى، التي اكرمني الله فيها، بشرف امانة المسؤولية الاولى في الاردن العزيز، اني نذرت نفسي لخدمة الشعب الاردني الوفي، العربي الوجه والضمير والرسالة والذي اعتز بالانتماء اليه، وافاخر الدنيا باصالته وقدرته على مواجهة التحديات والصعاب، والحرص على النهوض بالواجب، دفاعا عن قضايا امته، واسهاما في صياغة مستقبلها، الذي يليق بتاريخها، ورسالتها الانسانية والحضارية العظيمة.
ورسم جلالته والاردنيون جميعا خارطة الاصلاح السياسي التي بدأت منذ اعتلاء جلالته العرش الهاشمي كانت ذروتها العام الماضي بتعديلات دستورية شملت 42 مادة, خاصة فيما يتعلق بدور مجلس النواب في تشكيل الحكومات البرلمانية وتشكيل المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات .
وجلالته يشدد على ان خارطة الإصلاح السياسي لهذا العام يجب أن تؤدي إلى إجراء انتخابات نيابية نزيهة وفق قانون انتخاب يضمن أعلى درجات التمثيل، وصولا إلى تشكيل حكومات برلمانية , وأن إجراء الانتخابات هي مصلحة وطنية عليا لا تحتمـل التأخير ولا التأجيـل، ويجب أن تكون فوق كل المصالح والاعتبارات.
وفي رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس وأعضاء مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات نقرأ الآتي : ان تأسيس الهيئة المستقلة للانتخاب يأتي كإنجاز وطني مميز ينتظم في مسيرتنا الإصلاحية، ويمثل خطوة أساسية للاستعداد لإجراء انتخابات نيابية في أعلى مستوى من النزاهة والشفافية والحيادية، ليكون هدفها الأساس تلبية متطلبات التحديث والتطوير والإصلاح الحقيقي الذي دأبنا عليه كهدف أسمى في مسيرتنا التاريخية، التي جمعت عناصر النهضة الوطنية والقومية، وكان أساسها التدرج والتسامح والديمقراطية وتكريس روح الأسرة الواحدة.
وفي خضم ما تشهده المنطقة من حركات شعبية تنادي بالاصلاح وتدعو الى المزيد من الحريات لم يتوان جلالته عن وصف الربيع العربي بانه محطة مهمة في التاريخ اذ قال جلالته في لقائه أبناء وبنات الجالية الأردنية في الولايات المتحدة الأميركية ، خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الأردنية في واشنطن كانون الثاني الماضي ' لقد شكل الربيع العربي بالنسبة لنا في الأردن مناخا حافزا على الإصلاح وفرصة حقيقية نسعى لاغتنامها بتجديد العملية السياسية بما يجعل الأردن أنموذجا إصلاحيا في المنطقة ويكون دافع ثقة وفخرا للأردنيين جميعا ' .
لقاءات جلالته مع الاهل والعشيرة وجميع الاردنيين في المضارب والبوادي والقرى والمدن والارياف والمخيمات بقيت مستمرة ومتواترة ، وفي كل لقاء كان الاردنيون يؤكدون التفاهم حول القيادة الهاشمية الحكيمة ويؤكدون اصرارهم على السير قدما في تحقيق الخطوات الاصلاحية التي يقودها جلالة الملك لتحقيق الغد الافضل للاردن والاردنيين .
شيوخ ووجهاء العشائر والعائلات وابناؤها يحتفلون بقدوم القائد ويرسمون اروع صور المحبة بعفوية صادقة نابعة من قلب كل واحد منهم , ومن جميع الأصول والمنابت ، يسعدون برؤية القائد ويتحدثون اليه فهو اهل للخير والامل والعطاء .
وعمد جلالته الى القيام بزيارات مفاجئة ومتتالية الى العديد من المؤسسات الخدمية , فكانت زياراته الى مستشفيات البشير والزرقاء الحكومي والجامعة الاردنية ومراكز التربية لذوي الاحتياجات الخاصة والمراكز الحدودية والجمركية وغيرها من المؤسسات التي لمس المواطن فيها تحسن خدماتها مباشرة بعد زيارة جلالته لها بحرصه ومتابعته لادق التفاصيل التي كان يرى فيها خللا يحتاج الى التصويب والاجراء السريع.
واهتم جلالته بتطوير القضاء ودعم استقلاليته وحملت الرسالة التي وجهها جلالته لرئيس محكمة التمييز هشام التل ايار الجاري مضامين واضحة بان القضاء المستقل والنزيه يشكل عماد استقرار الوطن وتعزيز مسيرته، في مرحلة وطنية ترتكز على جدية انجاز الاصلاح السياسي بالتوازي مع اصلاح اقتصادي، وفي سياق انجاز مشروع الدولة الاصلاحي الشامل.
ويرعى جلالته دوما القوات المسلحة الاردنية سياج الوطن وعرين ابي الحسين , فكان افراد وضباط القوات المسلحة والاجهزة الامنية محط اهتمام القائد ورعايته , وكثيرا ما يزورهم ويلتقي بهم فهم رفاق السلاح ، يهتم بتدريبهم وتأهيلهم وتعزيز قدراتهم وكفاءتهم ، اضافة الى دعمهم بكل الوسائل الممكنة .
وفي ذكرى معركة الكرامة الخالدة رعى جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة بحضور سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد في آذار الماضي الاحتفال الذي اقامته القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين لهذه المعركة الخالدة ووجه جلالته لإعلان الخامس عشر من شباط في كل عام يوما وطنيا للوفاء والاحتفال بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين ، الذين قاتلوا في معارك الجيش العربي التي خاضها دفاعا عن الوطن والأمة.
ويؤكد جلالته أهمية دور القطاع الخاص والمستثمرين العرب والأجانب في المساهمة بتحقيق التنمية الاقتصادية والشاملة في المملكة وضرورة العمل بروح الفريق لمواجهة التحديات الاقتصادية ومعالجتها بما يعزز الثقة بالقطاع الخاص ودوره في مسيرة الإصلاح والتنمية.
وجلالته يشدد على ان صحة المواطنين في مقدمة أولوياته، وانه لن نقبل ان يكون الروتين حجة لإعاقة تقديمها بكفاءة عالية , ويدعو الى المحافظة على الانجازات التي حققها القطاع الصحي في الأردن من خلال توحيد الجهود بين الجهات المعنية بهذا القطاع وتحسين الأداء بما يضمن تقديم الرعاية الصحية الأمثل للمواطنين .
ويولي جلالته الشباب جل الاهتمام , وفي لقائه رؤساء الاتحادات الطلابية في الجامعات في شهر آذار الماضي حث جلالته الطلبة على الانخراط في مسيرة الاصلاح والتطوير وبناء الوطن ونبذ ظاهرة العنف، مؤكدا جلالته أن هذه الظاهرة لا تمثل اخلاق الاردنيين وهي مرفوضة وتهدد مسيرتنا التعليمية.
وقال جلالته في ذلك اللقاء 'نعول عليكم كثيرا، والوطن بحاجة الى دوركم ومشاركتكم في بنائه ' مشددا على دور الطلبة في التصدي لظاهرة العنف الجامعي من خلال تعزيز ثقافة الحوار وتقبل الرأي الاخر .
ولجلالته رؤية في اهمية تعزيز البنية التحتية وتمكينها لضمان استدامة تسارع النمو الاقتصادي حيث حث جلالته الحكومة على تكريس أفضل الجهود للتغلب على تحديات الطاقة وضمان أمن التزود بها , وفي هذا المجال دشن جلالته شباط الماضي محطة القطرانة للطاقة الكهربائية لتسهم في مواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء في المملكة وتعزز أمن التزود بالطاقة برفع الاستطاعة التوليدية القصوى من الكهرباء إلى 3200 ميغا واط.
وتضمن كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور فايز الطراونة رؤية ملكية اصلاحية اهم محاورها ان مبدأ الفصل بين السلطات مبدأ أساسي في الدستور ، ويجب الإلتزام به ، بحيث لا تتغول أي من هذه السلطات على الأخرى ، ولا تستقوي عليها ، ولا تتدخل في شؤونها، وأن تكون العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في أعلى مستويات التعاون والتنسيق ، والحرص الحقيقي على إنجاز القوانين والتشريعات التي تشكل أساس مسيرتنا الإصلاحية، وبغير ذلك تتعثر المسيرة، ويكون الإنجاز دون المتوقع والمطلوب منهما.
وجلالته دوما يؤكد على قدسية حق المواطن وكرامته وبقي المواطن في نظر جلالته اهم الثروات واغناها وإن حق المواطن وكرامته خط أحمر ، وكرامة الأردنيين عند جلالته أسمى وأقدس من أن يمسها أحد بسوء .
وفي مجال تعزيز دور المرأة في المجتمع ، انشئت في الاردن وزارة لشؤون المرأة في حكومة الدكتور فايز الطراونة التي تشكلت في الثاني من ايار الجاري ، وازدادت نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار الذي جاء نتيجة لتوفر الإرادة السياسية العليا حيث اقرت الكوتا النسائية بمعدل ستة مقاعد في المجلس النيابي في عام 2003 لتضمن التمثيل النسائي داخل قبة البرلمان وازداد العدد ليصل الى 12 مقعدا في قانون الانتخابات المؤقت لعام 2010 ، وتم إقرار الكوتا النسائية في المجلس البلدي في عام 2006 بنسبة تمثيل نسائي بلغت 20 بالمئة من مجمل أعضاء المجلس البلدي.
وعمل الاردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين في التعليم ، واسهمت الخطط الاجرائية في خفض نسبة الامية الى 2ر7 بالمئة ولا زال العمل جاريا على تخفيض هذه النسبة الى النصف في عام 2015 .
وشهدت محافظات المملكة جميعها منذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية نهضة تنموية شملت جميع القطاعات لمس اثرها المواطن من خلال تحسن مستوى معيشته والخدمات المقدمة له واوعز جلالته ضمن الخطط الرامية الى تحقيق التنمية الشاملة المنشودة بانشاء مناطق تنموية في عدد من محافظات المملكة .
وشهد الاعلام الاردني في عهد جلالته تطورات في مجال التشريعات الناظمة للصحافة والاعلام , ووجه جلالته الحكومات المتعاقبة الى ضرورة ضمان حرية التعبير وافساح المجال أمام الإعلام المهني الحر المستقل لممارسة دوره ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية كما اقر قانون حق الحصول على المعلومات.
لقد حمل جلالة الملك عبدالله الثاني على عاتقه مسؤولية وأمانة تقديم جانب مشرق إلى العالم ، يوضح فيه الصورة النقية والحقيقية للدين الإسلامي الحنيف ، حيث أطلقت عام 2004 رسالة عمان لتشرح منهج الإسلام القائم على احترام قيم الإنسان ونبذ العنف والتطرف والدعوة للحوار وقبول الآخر ، وتبرز صورة الإسلام الحقيقية المبنية على أسس الخير والعدالة والتسامح والاعتدال والوسطية .
ودعا جلالته في تموز 2005 ، إلى عقد المؤتمر الإسلامي الدولي الذي شارك فيه مئتان من العلماء المسلمين البارزين من خمسين بلداً.
وبقيت القضية الفلسطينية والقدس على رأس سلم الاولويات , والاردن يؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين واقامة سلام شامل وعادل قائم على اعادة الحقوق الى الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف .
وللقدس الشريف والمقدسات الإسلامية مكانة خاصة في عقل وقلب جلالة الملك عبد الله الثاني كما كانت على الدوام في عقول وقلوب الملوك من آل هاشم حيث أزيح في شباط 2007 الستار عن منبر صلاح الدين الأيوبي داخل المسجد الأقصى المبارك والذي أعيد تصنيعه بمكرمة ملكية هاشمية سامية عكست حرص الهاشميين على المحافظة على المقدسات والآثار الإسلامية في مدينة القدس.
واحتضن الأردن في مستهل عهد جلالته اول قمة عربية دورية عام 2001 وهو يجدد دوما تأكيده على الوقوف الى جانب الدول العربية وشعوبها في تقرير مصيرها ودعم استقرارها وحرصه على تعزيز وتطوير علاقات التعاون مع جميع الاشقاء العرب والارتقاء بها بما يحقق المصالح المشتركة ويجسد العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الاردن وسائر الدول العربية .
وفي اطار علاقات الاردن الخارجية حرص الاردن بقيادة جلالته على تعزيز العلاقات القائمة على اسس الاحترام والحرص على دعم كل الجهود الرامية الى انهاء دوامات العنف التي تجري في العديد من الدول ومن بينها دول المنطقة .
قال جلالته في خطاب القاه امام البرلمان الاوروبي في مدينة ستراسبورغ في الثامن عشر من نيسان الماضي ، ' نحن شعوب عديدة تعيش في جوار واحد ولها مستقبل واحد، يشكل تحديا ومصدر قوة أمام أوروبا والشرق الأوسط اللذين يواجهان معا قضايا كبيرة، ذات علاقة بالاقتصاد والسياسة والسلام ' .
كما اكد ان 'المجتمعات العربية تواجه تحديا كبيرا يتمثل في ضرورة الانتقال من مرحلة الاحتجاجات إلى البرامج، ومن النقد إلى الاستراتيجيات الوطنية' .
بترا
صور و فيديو احتفالات الاردن بعيد الاستقلال الجمعة 25 5 2012
صور و فيديو احتفالات الاردن بعيد الاستقلال الجمعة 25 5 2012
كل عام و قائد الوطن و الاردن بالف خير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يحتفل الأردنيون غدا الجمعة الخامس والعشرين من أيار بالعيد السادس والستين لاستقلال المملكة، مستذكرين محطات المسيرة المظفرة والمفعمة بالعمل الجاد والمتواصل والناجزة بسواعد ابناء الاردن وبناته ومتمسكين بثوابت الدولة الاردنية المستندة إلى دستورها، دولة عربية اسلامية نظام الحكم فيها نيابي ملكي وراثي، يصونون فخر انجازاتهم ويتطلعون للغد الأكثر إشراقا وإصلاحا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
ويحمل هذا العيد الغالي معاني الشرف والمجد والعزيمة التي لا تلين، فالاردنيون منذ كان فجر الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه مثال وانموذج تليق بهم الوحدة والحرية والحياة الفضلى، فهم من بنى وأصلح وعزز، ومن كانوا على الدوام الاوفياء لوطنهم وملوك بني هاشم تجمعهم المبادىء والقيم النبيلة سدا منيعا في وجه كل الاطماع والتحديات.
ويفخر الاردنيون في هذا اليوم الأغر بأن يعيدوا قراءة التاريخ منذ أن التأم المجلس التشريعي الأردني الخامس بتاريخ الخامس والعشرين من أيار عام 1946، وأعلن الأردن دولة مستقلة استقلالا تاما مع البيعة لحضرة صاحب الجلالة عبدالله بن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية، لتتواصل مسيرة الخير والعطاء في عهد المغفور له جلالة الملك طلال وعهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراهم، وصولا الى السابع من شباط عام 1999 حيث الحاضر والمستقبل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
الحرية والشورى اساس الدولة الاردنية ......
يزخر تاريخ الدولة الاردنية منذ ان كانت امارة , ومن ثم مملكة اردنية هاشمية بخطابات ورسائل وتوجيهات ملكية تؤكد حق الحرية والديمقراطية والشورى بين ابناء الوطن وصولا الى تحقيق الاهداف والغايات الوطنية العليا ، في الامر السامي لاول حكومة تشكلت بعد الاستقلال في الرابع من شباط عام 1947 برئاسة سمير الرفاعي نقرأ كلمات الملك المؤسس : الحر حر ما احترم حرية غيره , ومعتد ومتجاوز ان هو تطاول على غيره , والقانون المودع في ايدي الاكفاء من الرجال هو ميزان حق يجب ان لا يميل هنا وهناك ، فعليكم العمل بهذا وعلينا ان نراقب مجال الامور والله المعين لنا ولكم وهو حسبنا ونعم الوكيل .
ولاستكمال مسيرة الشورى والديمقراطية التي عرفتها الدولة الاردنية منذ ان تنسمت الحرية والوجود , جرت في العشرين من تشرين الاول عام 1947 اي بعيد الاستقلال ، اول انتخابات برلمانية في عهد المملكة حيث تشكل مجلس النواب الاول من عشرين نائبا.
المحطة الاولى للثورة العربية الكبرى .....
حمل جلالة الملك عبدالله المؤسس طيب الله ثراه راية الثورة العربية الكبرى التي ارتفعت في العاشر من حزيران عام 1916 بقيادة المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه لترتفع عاليا في سماء المجد في معان المحطة الاولى لوصول الامير عبدالله في الحادي والعشرين من تشرين الاول عام 1920 حين بايع الاحرار العرب سموه وعاهدوه على العمل من اجل الاستقلال وبقاء راية الثورة العربية خفاقة عالية كما هي مبادؤها واهدافها.
يشير الاحصاء المتوفر عن عدد سكان امارة شرق الاردن عام 1938 الى انه كان نحو 300 الف نسمة بينهم 260 الفا من العرب المسلمين وثلاثون الفا من العرب المسيحيين وعشرة الآف من الشركس وقدر عدد سكانها في عام 1945 باربعمئة الف نسمة .
في الثاني من اذار عام 1921 بدأت مرحلة مهمة من تاريخ الاردن بوصول الامير عبد الله الى عمان ، وفي نيسان تشكلت اول حكومة في شرق الاردن سمي رئيسها الكاتب الاداري وهو يرأس مجلس المشاورين المؤلف من : رشيد طليع رئيسا , ونائب العشائر الامير شاكر بن زيد ، وقاضي القضاة محمد خضر الشنقيطي , ومشاور العدلية والصحة والمعارف مظهر رسلان , ومشاور الامن والانضباط علي خلقي , ومشاور المالية حسن الحكيم ,ومعاون نائب العشائر احمد مريود .
في 25 ايار 1923 اعلن استقلال شرق الاردن في حفلة رسمية , ووقع الاردن على اتفاقية مع بريطانيا في العشرين من شباط 1928 مثلت الاعتراف الكامل بالدولة الاردنية وتغيير اسمها من حكومة الشرق العربي الى امارة شرق الاردن .
وفي شهر كانون الاول من عام 1939 انشئت قنصليتان للبلاد الاردنية في مصر والعراق وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية انضمت الامارة الى بريطانيا ولعب الجيش العربي الاردني دورا مهما ولا سيما في تحرير دمشق.
والاردن من اعضاء مجلس دول الجامعة العربية وقع على ميثاقها في 22 آذار 1945.
وفي الثاني والعشرين من آذار عام 1946 الغيت المعاهدة الاولى المبرمة في عام 1928 ووقع الاردن مع بريطانيا معاهدة نصت على الاعتراف بالاردن دولة مستقلة ذات سيادة والامير عبدالله ملكا عليها.
فلسطين والقدس .. القضية المركزية .....
في حرب النكبة عام 1948 دافع الاردنيون عن القدس والاراضي الفلسطينية, وحددت مهام الجيش الأردني بالزحف نحو رام الله والقدس، فدافع الجيش العربي المصطفوي ببسالة وبقيادة الملك المؤسس الذي قال في اليوم التالي للنكبة بعد ان عقد مجلس الوزراء جلسة بالديوان الملكي ' اريد منكم تأليف مجلس وصاية على العرش لانني اريد ان اتولى بنفسي قيادة القوات في القدس , انني لا اطيق البقاء على قيد الحياة اذا سقطت القدس وانا اتفرج ' .
وابدى أهالي فلسطين رغبتهم بالانضمام إلى المملكة بهدف تقوية جبهتهم الداخلية لوجود كيان سياسي معترف به يدافع عن حقوقهم ، وتم عقد مؤتمر في أريحا ضم زعماء القدس ، الخليل ، بيت لحم ، رام الله , والوجهاء وتمت المناداة بالوحدة الأردنية -الفلسطينية ، ومبايعة الملك عبد الله ملكاً على فلسطين والأردن , وعقد مؤتمر آخر في نابلس والمناطق التابعة لها في 28 / 12 / 1948 واتخذ نفس القرار بمبايعة الملك عبد الله ملكاً دستورياً على فلسطين والأردن.
في الرابع والعشرين من نيسان عام 1950 اعلن مجلس الامة وحدة الضفتين , وفي اول خطاب للملك المؤسس تلي في مجلس الامة وقد جمع ضفتي الاردن , قال طيب الله ثراه :' على ان ابرام امر الوحدة وقد تم فعلا باجماع هذا المجلس الموقر الممثل للضفتين مع عدم المساس بالتسوية النهائية التي تحق حق العرب في امر فلسطين سيعزز في الواقع دفاع الامة الواحدة عن عدالة قضيتها '.
في نيسان عام 1950 تشكلت أول حكومة أردنية برئاسة سعيد المفتي بعد وحدة الضفتين الغربية والشرقية، وتكونت الحكومة من 11 وزيرا ً.
وعلى عتبات المسجد الاقصى كانت ارادة الله عز وجل ان تفيض روح البطل الشهيد الملك المؤسس الى بارئها في العشرين من تموز عام 1951 بعد ان تعرض لعملية اغتيال وبرفقته سمو الامير الحسين آنذاك الذي لم يفارق مشهد وداع جده مخيلته يوما , وفي وجدانه وضميره حماية القدس ورعايتها .
عهد المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه .......
في السادس من أيلول عام 1951 اعتلى المغفور له باذن الله جلالة الملك طلال طيب الله ثراه العرش لتبدأ مرحلة جديدة في مسيرة الدولة الاردنية ارسى دعائمها دستور متطور صدر في الثامن من كانون الثاني عام 1952 الذي كفل للشعب الأردني حقوقه .
الدستور الذي اعتبر من احدث الدساتير في العالم وأكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا تضمن عناوين مهمة في دعم المضامين الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك حق كل مواطن في العمل والتعليم والرفاه الاجتماعي كما انه جعل الحكومة مسؤولة امام مجلس النواب الذي اصبح يملك سلطة منح الثقة او حجبها عن اية حكومة بموجب احكام المادة 54 منه ، الامر الذي رفع من مستوى الحياة البرلمانية الى المرتبة التي تليق بها اسوة بالدول الديمقراطية الاخرى اضافة الى شموله بنودا تضمن حقوق المواطن وحرياته الاساسية وحماية العمال وشروط عملهم وفق دساتير العالم المتطورة.
في عهد الملك طلال تشكلت حكومة جديدة برئاسة توفيق أبو الهدى وأجريت الانتخابات النيابية في العام ذاته ، وكان لعهد جلالته رغم قصر مدته تأثير كبير على الحياة السياسية في المملكة إلى يومنا هذا ولعبت الأحزاب دوراً كبيراً ومهماً في تلك الفترة سواء في مجلس النواب أو على الساحة السياسية .
وجلالة المغفور له الذي وقف مجاهدا في صفوف المقاتلين من الجيش العربي دفاعا عن فلسطين بذل جهودا متميزة لتوثيق عرى التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الامة والوطن العربي الكبير الذي كان خرج لتوه من نكبة فلسطين عام 1948.
وفي عهد جلالته اتخذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم الزاميا ومجانيا حيث يعتبر هذا القرار الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي وكان له الاثر الكبير في النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد فيما بعد , وصدر في عهد جلالته قانون خط السكة الحديدية في شهر آذار عام 1952 الذي ينص على اعتبار هذا الخط وقفا اسلاميا، كما انشىء ديوان المحاسبة .
والمغفور له جلالة الملك طلال رحمه الله كان محبا للحياة العسكرية متأثرا بالروح العسكرية لوالده الذي كان احد قادة ثورة العرب الاحرار حيث كان جلالته أول ضابط أردني يتخرج من كلية ساند هيرست العسكرية في بريطانيا وبعد تخرجه منها عام 1929 رافق جده الحسين بن علي الذي كان منفيا في قبرص بعد ان تصدى للمشروعات الاستعمارية التي استهدفت تقسيم البلاد العربية.
ولم يتريث المرض باعطاء الفرصة الكافية للملك طلال رحمه الله ، وبعد احد عشر شهرا وخمسة ايام من اعتلاء جلالته العرش نقل لتلقي العلاج الى ان اختاره المولى عز وجل الى جواره في السابع من تموز عام 1972 بعد ان سجل انجازات نوعية في تاريخ الحياة الاردنية السياسية والاجتماعية والتعليمية.
عهد المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه .....
'ان حياتي ملك لشعبي ' عبارة استقرت في ذهن المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه منذ تموز عام 1951 حين قالها جده المغفور له الملك المؤسس وهو في طريقه الى القدس قبيل استشهاده ، وبعد مضي عام ,اعتلى الحسين العرش ولم يتم الثامنة عشرة من عمره ليكون منذ ذلك الوقت ملكا لا يخشى الا الله تعالى في كل قراراته الشجاعة .
في الثاني من ايار عام 1953 تسلم المغفور له الحسين سلطاته الدستورية بعد ان اتم الثامنة عشرة من عمره ،وكانت الامة العربية في تلك الايام في اسوأ حالات الاحباط بفقدان الجزء العزيز من فلسطين ، وكان الاردن في تلك الفترة بلد الانصار الذي استقبل المهجرين من بيوتهم وقراهم في الضفة الغربية ، ولم تكن تلك الايام سهلة على الملك الشاب ليجد امامه مسؤولية قيادة مملكة وسط انقسام عربي وحالة من الفوضى وعدم وضوح الرؤية بعد حرب عام 1948 .
بقيت القضية الفلسطينية والقدس هاجس الحسين الاول وظل يقول على الدوام 'من القدس يبدأ السلام وفيها ينتهي ' .
شهد عهد المغفور له الحسين طيب الله ثراه أهم الأحداث السياسية والعسكرية على الساحتين المحلية والعربية , وعلى الرغم من كل التحديات والصعوبات استطاع الاردن الذي لم تكن موازنته عام 1955 تتجاوز ثلاثة ملايين دينار ان يحقق نمواً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعمرانيا وعلميا .
في تلك الفترة كانت تعصف بالمنطقة العربية أحداث جسام استطاع الأردن التكيف معها وتجاوزها بسلام , ففي عام 1956 وقف إلى جانب أشقائه في مصر لصد العدوان الثلاثي وأبدى استعداده للدفاع الميداني وبالسبل كافة عن الشقيقة مصر .
وفي العام ذاته أصدر جلالة الملك الحسين قراره الشجاع بتعريب قيادة الجيش الأردني حيث تم الاستغناء عن خدمات كلوب وتسليم القيادة إلى ضباط أردنيين ، وكان لهذا القرار صدى إيجابي في الوطن العربي وأثر في مسيرتهم نحو التحرر والاستقلال.
وفي حرب حزيران عام 1967 قاتل الجيش الاردني المصطفوي ببسالة في محاولة لصد العدوان الاسرائيلي على اراضي الضفة الغربية ولم يكن بمقدوره المقاومة وحده تقريبا في الجبهة الشرقية فسقطت القدس ثم اريحا والخليل ونابلس ووقعت الضفة الغربية باسرها في قبضة الاسرائيليين.
خسر الوطن العربي في حرب حزيران جزءا غاليا عزيزا واستطاع الاردن استخلاص العبر والدروس من تلك الحرب ليكون في مواجهة اخرى مع العدو الاسرائيلي في 21 آذار عام 1968 في اراضي الشونة والكرامة على الضفة الشرقية لنهر الاردن وكان الرد الاردني حاسما نجم عنه خسائر فادحة مني بها المعتدون على الرغم من تفوقهم في العدد والطائرات .
نتيجة لحرب عام 1967 أوقفت الحياة البرلمانية في الاردن وتم إعلان حالة الطـــوارئ بهدف توفير أجواء الاستقرار ليتم العودة فيما بعد للحياة الديمقراطية التي كانت سائدة سابقاً .
وشارك الأردن في حرب تشرين الاول ( أكتوبر) عام 1973 , وفي العام 1974 وفي مؤتمر الرباط وافق الأردن على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين . في عام 1978 تم تشكيل المجلس الوطني الاستشاري بطريقة التعيين مدته سنتان ويعاد تشكيله بعد انتهاء مدته , ولم يعتبر بديلاً لمجلس النواب المنتخب ، لكن تم إنشاؤه لإبداء الرأي والمشورة ومناقشة السياسة العامة للدولة ، وكان للمجلس الاستشاري الكثير من الصلاحيات التي يمارسها مجلس النواب دون أن تكون له سلطة إعطاء الثقة أو حجبها عن الحكومة . في عام 1984 تم تعديل الدستور وحل المجلس الاستشاري وجرت انتخابات في الضفة الشرقية لملء 7 مقاعد التي شغرت بوفاة أصحابها منذ آخر مجلس نواب منتخب قبل حرب 1967 وفي عام 1988 تم فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية . وبعد مرور 22 عاما من الانقطاع أجريت الانتخابات النيابية في الأردن في تشرين الثاني عام 1989 ، وتم تعديل قانون الانتخاب ليصبح عدد أعضاء مجلس النواب 80 ، والأعيان 40 ، وتحقق بذلك الركن الأول في العودة إلى الديمقراطية ، وشهدت البلاد انفراجاً سياسياً سادت فيه روح الحوار بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بمشاركة جميع القوى الوطنية وفئات الشعب كافة، وتم إعداد الميثاق الوطني عام 1991 ليعبر عن التلاحم بين فئات المجتمع الأردني ، وشارك المجلس النيابي في القرار السياسي، وتم السماح بتأسيس الأحزاب السياسية ليصبح عددها أكثر من 40 حزباً اسهمت سواء عبر مجلس النواب أو مؤسسات المجتمع المدني في تطور الحياة السياسية في المملكة .
دخل العرب في مفاوضات مع إسرائيل ,نتج عنها التوقيع على اتفاقية سلام مع الفلسطينيين في أوسلو وتم توقيع اتفاقية وادي عربة في عام 1994 بين الأردن واسرائيل . وشهد الاردن تطوير شبكات الماء والكهرباء التي كانت متوفرة ل 10 بالمئة في العام 1950 ، ووصلت إلى 99 بالمئة في نهاية تسعينيات القرن الماضي ، وفي عام 1960 كانت نسبة المتعلمين تصل إلى 33 بالمئة ، وفي عام 1996 وصلت إلى 85,5 بالمئة .
وتشير احصائيات اليونيسف الى أن ما بين عامي 1981 و 1991 ، حظي الأردنيون بأقل معدل وفيات للأطفال في سنتهم الأولى، إذ انخفضت نسبة وفيات الأطفال من 70 حالة وفاة في الألف عام 1981 إلى 37 حالة في الألف عام 1991 .
مر الاردن عبر مسيرته الخيرة بقيادة الملك الحسين بظروف صعبة , لكن بفضل قيادته الحكيمة، وبجهود ابنائه المخلصين وعزائمهم ، كان دائما يجتاز كل الشدائد والمحن ويحقق الانجازات العظيمة رغم قلة الموارد والامكانات.
يوم الوفاء والبيعة .....
كان السابع من شباط 1999 يوم حزن وامل عند الأردنيين , وسمّاه الاردنيون بيوم الوفاء والبيعة ، الوفاء للملك الحسين باني الاردن الحديث والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين معقل الامل والرجاء ووريث العرش الهاشمي ومعزز الانجاز وحامي حمى الاردن العظيم .
فقد الأردنيون قائدهم جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال ، وما خفف عنهم مصابهم الجلل انتقال الراية الهاشمية المعطاءة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ليواصل المسيرة في تحقيق منعة الدولة واستقرارها وأمنها ونموها وتطورها .
عهد الانجاز والاصلاح بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه .......
في خطاب العرش السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني في الاول من تشرين الثاني عام 1999 اختتم جلالته خطابه بالاية الكريمة ( ان اريد الا الاصلاح ما استطعت ، وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب) ليكون الاصلاح بكل مجالاته عنوان العهد الجديد.
وفي التاسع عشر من شباط الماضي وخلال لقاء جلالته رئيس واعضاء مجلس النواب أكد جلالته 'أننا قطعنا خطوات مهمة على طريق الإصـلاح، ولن نتوقف ولن نتراجع ولن نسمح لأي أحد، أو أي جهة أن تعيق هذه المسيرة أو أن تـنحرف بها عن مسارهـا الصحيح وأهدافها الوطنية النبيلة'.
وقال 'نحن قادرون على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن بعون الله، كما تجاوزنا كل التحديات التي واجهناها في السابق، اذا عملنا بروح الفريق الواحد'.
ونذر جلالته نفسه لخدمة الشعب الاردني الوفي , فكان الوعد الصادق يترجم على مدى الثلاثة عشر عاما الماضية ، وعد قائد بادله شعبه بالحب والوفاء وتحتفظ ذاكرة الوطن بكلمات خطاب العرش الاول لجلالته الذي القاه امام مجلس الامة حين قال: وقد استقر في الضمير والوجدان منذ اللحظة الاولى، التي اكرمني الله فيها، بشرف امانة المسؤولية الاولى في الاردن العزيز، اني نذرت نفسي لخدمة الشعب الاردني الوفي، العربي الوجه والضمير والرسالة والذي اعتز بالانتماء اليه، وافاخر الدنيا باصالته وقدرته على مواجهة التحديات والصعاب، والحرص على النهوض بالواجب، دفاعا عن قضايا امته، واسهاما في صياغة مستقبلها، الذي يليق بتاريخها، ورسالتها الانسانية والحضارية العظيمة.
ورسم جلالته والاردنيون جميعا خارطة الاصلاح السياسي التي بدأت منذ اعتلاء جلالته العرش الهاشمي كانت ذروتها العام الماضي بتعديلات دستورية شملت 42 مادة, خاصة فيما يتعلق بدور مجلس النواب في تشكيل الحكومات البرلمانية وتشكيل المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات .
وجلالته يشدد على ان خارطة الإصلاح السياسي لهذا العام يجب أن تؤدي إلى إجراء انتخابات نيابية نزيهة وفق قانون انتخاب يضمن أعلى درجات التمثيل، وصولا إلى تشكيل حكومات برلمانية , وأن إجراء الانتخابات هي مصلحة وطنية عليا لا تحتمـل التأخير ولا التأجيـل، ويجب أن تكون فوق كل المصالح والاعتبارات.
وفي رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس وأعضاء مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات نقرأ الآتي : ان تأسيس الهيئة المستقلة للانتخاب يأتي كإنجاز وطني مميز ينتظم في مسيرتنا الإصلاحية، ويمثل خطوة أساسية للاستعداد لإجراء انتخابات نيابية في أعلى مستوى من النزاهة والشفافية والحيادية، ليكون هدفها الأساس تلبية متطلبات التحديث والتطوير والإصلاح الحقيقي الذي دأبنا عليه كهدف أسمى في مسيرتنا التاريخية، التي جمعت عناصر النهضة الوطنية والقومية، وكان أساسها التدرج والتسامح والديمقراطية وتكريس روح الأسرة الواحدة.
وفي خضم ما تشهده المنطقة من حركات شعبية تنادي بالاصلاح وتدعو الى المزيد من الحريات لم يتوان جلالته عن وصف الربيع العربي بانه محطة مهمة في التاريخ اذ قال جلالته في لقائه أبناء وبنات الجالية الأردنية في الولايات المتحدة الأميركية ، خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الأردنية في واشنطن كانون الثاني الماضي ' لقد شكل الربيع العربي بالنسبة لنا في الأردن مناخا حافزا على الإصلاح وفرصة حقيقية نسعى لاغتنامها بتجديد العملية السياسية بما يجعل الأردن أنموذجا إصلاحيا في المنطقة ويكون دافع ثقة وفخرا للأردنيين جميعا ' .
لقاءات جلالته مع الاهل والعشيرة وجميع الاردنيين في المضارب والبوادي والقرى والمدن والارياف والمخيمات بقيت مستمرة ومتواترة ، وفي كل لقاء كان الاردنيون يؤكدون التفاهم حول القيادة الهاشمية الحكيمة ويؤكدون اصرارهم على السير قدما في تحقيق الخطوات الاصلاحية التي يقودها جلالة الملك لتحقيق الغد الافضل للاردن والاردنيين .
شيوخ ووجهاء العشائر والعائلات وابناؤها يحتفلون بقدوم القائد ويرسمون اروع صور المحبة بعفوية صادقة نابعة من قلب كل واحد منهم , ومن جميع الأصول والمنابت ، يسعدون برؤية القائد ويتحدثون اليه فهو اهل للخير والامل والعطاء .
وعمد جلالته الى القيام بزيارات مفاجئة ومتتالية الى العديد من المؤسسات الخدمية , فكانت زياراته الى مستشفيات البشير والزرقاء الحكومي والجامعة الاردنية ومراكز التربية لذوي الاحتياجات الخاصة والمراكز الحدودية والجمركية وغيرها من المؤسسات التي لمس المواطن فيها تحسن خدماتها مباشرة بعد زيارة جلالته لها بحرصه ومتابعته لادق التفاصيل التي كان يرى فيها خللا يحتاج الى التصويب والاجراء السريع.
واهتم جلالته بتطوير القضاء ودعم استقلاليته وحملت الرسالة التي وجهها جلالته لرئيس محكمة التمييز هشام التل ايار الجاري مضامين واضحة بان القضاء المستقل والنزيه يشكل عماد استقرار الوطن وتعزيز مسيرته، في مرحلة وطنية ترتكز على جدية انجاز الاصلاح السياسي بالتوازي مع اصلاح اقتصادي، وفي سياق انجاز مشروع الدولة الاصلاحي الشامل.
ويرعى جلالته دوما القوات المسلحة الاردنية سياج الوطن وعرين ابي الحسين , فكان افراد وضباط القوات المسلحة والاجهزة الامنية محط اهتمام القائد ورعايته , وكثيرا ما يزورهم ويلتقي بهم فهم رفاق السلاح ، يهتم بتدريبهم وتأهيلهم وتعزيز قدراتهم وكفاءتهم ، اضافة الى دعمهم بكل الوسائل الممكنة .
وفي ذكرى معركة الكرامة الخالدة رعى جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة بحضور سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد في آذار الماضي الاحتفال الذي اقامته القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين لهذه المعركة الخالدة ووجه جلالته لإعلان الخامس عشر من شباط في كل عام يوما وطنيا للوفاء والاحتفال بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين ، الذين قاتلوا في معارك الجيش العربي التي خاضها دفاعا عن الوطن والأمة.
ويؤكد جلالته أهمية دور القطاع الخاص والمستثمرين العرب والأجانب في المساهمة بتحقيق التنمية الاقتصادية والشاملة في المملكة وضرورة العمل بروح الفريق لمواجهة التحديات الاقتصادية ومعالجتها بما يعزز الثقة بالقطاع الخاص ودوره في مسيرة الإصلاح والتنمية.
وجلالته يشدد على ان صحة المواطنين في مقدمة أولوياته، وانه لن نقبل ان يكون الروتين حجة لإعاقة تقديمها بكفاءة عالية , ويدعو الى المحافظة على الانجازات التي حققها القطاع الصحي في الأردن من خلال توحيد الجهود بين الجهات المعنية بهذا القطاع وتحسين الأداء بما يضمن تقديم الرعاية الصحية الأمثل للمواطنين .
ويولي جلالته الشباب جل الاهتمام , وفي لقائه رؤساء الاتحادات الطلابية في الجامعات في شهر آذار الماضي حث جلالته الطلبة على الانخراط في مسيرة الاصلاح والتطوير وبناء الوطن ونبذ ظاهرة العنف، مؤكدا جلالته أن هذه الظاهرة لا تمثل اخلاق الاردنيين وهي مرفوضة وتهدد مسيرتنا التعليمية.
وقال جلالته في ذلك اللقاء 'نعول عليكم كثيرا، والوطن بحاجة الى دوركم ومشاركتكم في بنائه ' مشددا على دور الطلبة في التصدي لظاهرة العنف الجامعي من خلال تعزيز ثقافة الحوار وتقبل الرأي الاخر .
ولجلالته رؤية في اهمية تعزيز البنية التحتية وتمكينها لضمان استدامة تسارع النمو الاقتصادي حيث حث جلالته الحكومة على تكريس أفضل الجهود للتغلب على تحديات الطاقة وضمان أمن التزود بها , وفي هذا المجال دشن جلالته شباط الماضي محطة القطرانة للطاقة الكهربائية لتسهم في مواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء في المملكة وتعزز أمن التزود بالطاقة برفع الاستطاعة التوليدية القصوى من الكهرباء إلى 3200 ميغا واط.
وتضمن كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور فايز الطراونة رؤية ملكية اصلاحية اهم محاورها ان مبدأ الفصل بين السلطات مبدأ أساسي في الدستور ، ويجب الإلتزام به ، بحيث لا تتغول أي من هذه السلطات على الأخرى ، ولا تستقوي عليها ، ولا تتدخل في شؤونها، وأن تكون العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في أعلى مستويات التعاون والتنسيق ، والحرص الحقيقي على إنجاز القوانين والتشريعات التي تشكل أساس مسيرتنا الإصلاحية، وبغير ذلك تتعثر المسيرة، ويكون الإنجاز دون المتوقع والمطلوب منهما.
وجلالته دوما يؤكد على قدسية حق المواطن وكرامته وبقي المواطن في نظر جلالته اهم الثروات واغناها وإن حق المواطن وكرامته خط أحمر ، وكرامة الأردنيين عند جلالته أسمى وأقدس من أن يمسها أحد بسوء .
وفي مجال تعزيز دور المرأة في المجتمع ، انشئت في الاردن وزارة لشؤون المرأة في حكومة الدكتور فايز الطراونة التي تشكلت في الثاني من ايار الجاري ، وازدادت نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار الذي جاء نتيجة لتوفر الإرادة السياسية العليا حيث اقرت الكوتا النسائية بمعدل ستة مقاعد في المجلس النيابي في عام 2003 لتضمن التمثيل النسائي داخل قبة البرلمان وازداد العدد ليصل الى 12 مقعدا في قانون الانتخابات المؤقت لعام 2010 ، وتم إقرار الكوتا النسائية في المجلس البلدي في عام 2006 بنسبة تمثيل نسائي بلغت 20 بالمئة من مجمل أعضاء المجلس البلدي.
وعمل الاردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين في التعليم ، واسهمت الخطط الاجرائية في خفض نسبة الامية الى 2ر7 بالمئة ولا زال العمل جاريا على تخفيض هذه النسبة الى النصف في عام 2015 .
وشهدت محافظات المملكة جميعها منذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية نهضة تنموية شملت جميع القطاعات لمس اثرها المواطن من خلال تحسن مستوى معيشته والخدمات المقدمة له واوعز جلالته ضمن الخطط الرامية الى تحقيق التنمية الشاملة المنشودة بانشاء مناطق تنموية في عدد من محافظات المملكة .
وشهد الاعلام الاردني في عهد جلالته تطورات في مجال التشريعات الناظمة للصحافة والاعلام , ووجه جلالته الحكومات المتعاقبة الى ضرورة ضمان حرية التعبير وافساح المجال أمام الإعلام المهني الحر المستقل لممارسة دوره ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية كما اقر قانون حق الحصول على المعلومات.
لقد حمل جلالة الملك عبدالله الثاني على عاتقه مسؤولية وأمانة تقديم جانب مشرق إلى العالم ، يوضح فيه الصورة النقية والحقيقية للدين الإسلامي الحنيف ، حيث أطلقت عام 2004 رسالة عمان لتشرح منهج الإسلام القائم على احترام قيم الإنسان ونبذ العنف والتطرف والدعوة للحوار وقبول الآخر ، وتبرز صورة الإسلام الحقيقية المبنية على أسس الخير والعدالة والتسامح والاعتدال والوسطية .
ودعا جلالته في تموز 2005 ، إلى عقد المؤتمر الإسلامي الدولي الذي شارك فيه مئتان من العلماء المسلمين البارزين من خمسين بلداً.
وبقيت القضية الفلسطينية والقدس على رأس سلم الاولويات , والاردن يؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين واقامة سلام شامل وعادل قائم على اعادة الحقوق الى الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف .
وللقدس الشريف والمقدسات الإسلامية مكانة خاصة في عقل وقلب جلالة الملك عبد الله الثاني كما كانت على الدوام في عقول وقلوب الملوك من آل هاشم حيث أزيح في شباط 2007 الستار عن منبر صلاح الدين الأيوبي داخل المسجد الأقصى المبارك والذي أعيد تصنيعه بمكرمة ملكية هاشمية سامية عكست حرص الهاشميين على المحافظة على المقدسات والآثار الإسلامية في مدينة القدس.
واحتضن الأردن في مستهل عهد جلالته اول قمة عربية دورية عام 2001 وهو يجدد دوما تأكيده على الوقوف الى جانب الدول العربية وشعوبها في تقرير مصيرها ودعم استقرارها وحرصه على تعزيز وتطوير علاقات التعاون مع جميع الاشقاء العرب والارتقاء بها بما يحقق المصالح المشتركة ويجسد العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الاردن وسائر الدول العربية .
وفي اطار علاقات الاردن الخارجية حرص الاردن بقيادة جلالته على تعزيز العلاقات القائمة على اسس الاحترام والحرص على دعم كل الجهود الرامية الى انهاء دوامات العنف التي تجري في العديد من الدول ومن بينها دول المنطقة .
قال جلالته في خطاب القاه امام البرلمان الاوروبي في مدينة ستراسبورغ في الثامن عشر من نيسان الماضي ، ' نحن شعوب عديدة تعيش في جوار واحد ولها مستقبل واحد، يشكل تحديا ومصدر قوة أمام أوروبا والشرق الأوسط اللذين يواجهان معا قضايا كبيرة، ذات علاقة بالاقتصاد والسياسة والسلام ' .
كما اكد ان 'المجتمعات العربية تواجه تحديا كبيرا يتمثل في ضرورة الانتقال من مرحلة الاحتجاجات إلى البرامج، ومن النقد إلى الاستراتيجيات الوطنية' .
بترا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى