فيديو يوتيوب دعاء ليلة القدر في مكة 1433 ، صور ليلة القدر في مكة المكرمة 2012

فيديو يوتيوب دعاء ليلة القدر في مكة 1433 ، صور ليلة القدر في مكة المكرمة 2012
فيديو يوتيوب دعاء ليلة القدر في مكة 1433 ، صور ليلة القدر في مكة المكرمة 2012
وجّه خادم الحرمين الشريفين دعوة لعقد مؤتمر تضامني إسلامي في السادس والعشرين والسابع والعشرين من رمضان.. والذي يصادف ليلة القدر.. وما أدراك ما ليلة القدر..
وتأتي هذه الدعوة قبل أيام من الذكرى الثالثة والأربعين لحريق المسجد الأقصى في 23 آب 1969 والذي كان السبب بالدعوة لقمة الرّباط الإسلامية في الخامس والعشرين من أيلول من العام نفسه.. ونتج عن تلك القمة منظمة المؤتمر الإسلامي والتي أصبحت مؤخراً منظمة التّعاون الإسلامي مع مؤسساتها التربوية والمالية والتنموية والإدارية.. وكذلك تم تأسيس لجنة القدس برئاسة الرّاحل ملك المغرب الحسن الثاني..
يأتي هذا المؤتمر في ظروف يصعب توصيفها.. وقد لا أكون مغالياً إذا قلت بأنّ كلّ أزمات المنطقة وتفرعاتها منذ «وعد بلفور» في 2 نوفمبر 1917حتى الآن.. بحلّوها ومرّها.. وتراكماتها وهزائمها.. وكبواتها وأحلامها وكوابيسها.. بأديانها وأعراقها ومذاهبها وقومياتها.. باعتدالها وتطرّفها ومدنيّتها.. بصدقها وغموضها.. بأحرارها ومستبدّيها.. بجيرانها وجوارها.. بأصدقائها والطّامعين فيها.. بثوّارها وسلطويها.. بالدول الكبرى وحيوياتها وإقتصاداتها.. بتفاهماتها وتناقضاتها ومؤسساتها الدولية.. بأحيائها وأمواتها.. وذاكرتها القريبة والبعيدة.. وإذا كنّا نحار في توصيف هذه اللحظة.. فكيف نستطيع التعامل معها..
إذا كانت السياسة فن الممكن.. فذلك يدعونا لنسأل ما هو الممكن.. لأنّ الممكن في السياسة هو حسن قيادة الشعوب والمجتمعات والتّبصّر في أحوالها وإستشراف مستقبلها.. فيكون الممكن هو إدراك ما هو الصواب الذي يجب القيام به الآن.. وليس الممكن هو المستطاع.. بل الضروريّ والملحّ والذي لا يمكن تأجيله.. كبيراً كان أو صغيراً.. فالقيادة لا بدّ أن تتحمل المسؤولية.. من هنا جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى مؤتمر التضامن الإسلامي في مكة المكرّمة وفي ليلة القدر علّها تستطيع أن ترفع عذابات ألف ومئة شهر ونيف..
إختلف المسلمون عبر تاريخهم على أمورٍ كثيرة .. أمّا مكة المكرّمة.. فالحج إليها ركنٌ من أركان الدّين.. ففيها البيت العتيق .. ومهبط الوحي.. ومولد الرّسول.. وبداية الهجرة.. وبداية الفتح.. وهي وجهتهم حيث وجدوا.. وقد قال بريجينسكي عنها على أثر الثورة الإسلامية في إيران : «هناك أمر لم نكن نفهمه في الإسلام وهو القبلة».. فأينما وجدوا يتّجهون إليها في صلاتهم..
الموجة الأولى من الإسلاموفوبيا بدأت مع الثورة الإسلامية في إيران.. ثم كانت الموجة الثانية مع أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.. والتي جعلت العالم يحاول إسقاط الجريمة عن الإسلام بدل القدسية.. وبدأ صناع الأعداء في المجتمعات الغربية التّفنّن في صناعة التّشويه والإساءة للإسلام والمسلمين..
ثم كانت الموجة الثالثة مع نجاحات الإسلاميين بالإنتخابات وبالديمقراطية في كلّ من الجزائر وفلسطين.. حيث أصبح موجباً إرضاء إسرائيل والحكام وإلصاق الإرهاب بالإسلام تماشياً مع مواجهات العراق..
الإسلاموفوبيا يعود اليوم بحلة جديدة.. ومن خلال إثبات ما كان يقال في السنوات الماضية.. حين كانت المفاضلة بين الإستبداد والموت إستقراراً أو الإسلام السياسي وأحكامه وفروضه.. بما هو عدو للحريات والتّنوع والحداثة والتّقدم والتّطور.. إلاّ أنّ الشعوب العربية قررت الدّخول في اختبار صناعة الدولة والتي يقول عنها الصديق الفضل شلق بأنّها شرط لما عداها.. لأنّها الضّامن وليست المضمون.. أي بحدّ ذاتها شرط لأنّها الإطار لوحدة المجتمع وتقدمه وتنوعه وتعدّده وخصوصاً أنّ الإسلام قائم على الرأي والرأي الآخر.. وتعدّد المذاهب.. وتعدّد الفقهاء.. وعلى المسلم أن يختار منها ما يشاء.. وعلى قاعدة كبير الفقهاء الإمام الشافعي.. رأيي صواب يحتمل الخطأ.. ورأيك خطأ يحتمل الصّواب..
لم تأخذ دعوة خادم الحرمين الشريفين حقّها في القراءة والمتابعة والتّوقعات والتّفسير والتّطلّعات.. وهي الدعوة الجامعة الوحيدة منذ العامين تقريباً.. أي منذ دعوة خادم الحرمين الشريفين كلّ الطّيف العراقي.. للإجتماع في الرياض بعد الحج للتوفيق فيما بينهم بعد الإنقسام الكبير الذي تسببت به الإنتخابات البرلمانية وأزمة تشكيل الحكومة والشراكة الوطنية.. طبعاً رفض بعض العراقيين هذه الدعوة.. وفضّلوا الذّهاب إلى أربيل تحت سقف ما سمي بالتّفاهم الأميركي الإيراني حول العراق.. والذي أنتج حكومة لم تكتمل حتى الآن والباقي معلوم جداً..
إنّ دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى هذا المؤتمر يؤكّد على أنّ روح الإرادة الطّيبة لا تزال فتية وطموحة وعميقة في وجدان المملكة العربية السّعودية.. ملكاً وحكومةً وشعباً.. والذين يتحمّلون في هذه الأيام ما لا يطاق من ضغوط وأزمات وانهيارات يعتبر الجميع فيها بأنّ المملكة ملزمة بتقديم يد العون بما هو فرض عليها.. ولا يأخذون بنصائحها ودعواتها للمّ الشّمل بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة.. ووقف هدر الدّماء بين الأخوة والأشقاء..
ما أكثر تلك المبادرات التي حفلت بها مسيرة خادم الحرمين الشريفين.. منذ قمة بيروت 2002 وكان يومها ولياً للعهد.. وجاءت رداً بالغ الأهمية على موجة العداء بعد 11 سبتمبر.. والحدث الأهم تمثّل بإعلان الرّياض 2007 على أثر القمة العربية.. ولو أنّ أصحاب السيادة والفخامة عملوا على أساس ذلك الإعلان بتوجهاته الإصلاحية والتنموية.. لكانوا وفّروا على أنفسهم وعلى أوطانهم سوء المصير.. ثم جاءت الدعوة إلى حوار الاديان.. الحدث الأميز في بدايات هذا القرن.. ليكون رداً على صراع الحضارات.. ثم جاءت مبادرته في قمة الكويت لطيّ صفحات الماضي السوداء من أشباه الرجال وما شابه.. ليتصدّر جلالته بتسامحه وحدة الصف.. وكان ذلك بعد قمة الإنقسام حول غزة عشية قمة الكويت الإقتصادية في 2008.. والتي قال فيها خادم الحرمين الشريفين : «إنّ المبادرة العربية للسلام لن تبقى مطروحة إلى الأبد»..
إنّ هذه الدعوة هي بارقة الأمل الوحيدة التي أراها في هذا النفق المظلم الذي يسيطر على المنطقة وتداخلاتها الإقليمية والدولية من الإستيطان إلى التخصيب إلى المراحل الإنتقالية... والتّفاهم مع الجوار الإسلامي وغير الإسلامي.. الآسيوي والإفريقي والمتوسطي.. في زمن الشّعوب الناهضة والحكام المربكة.. والتوجس الشديد لدى المكونات الوطنية والسياسية والعقائدية والدينية والعرقية. وهذا يستدعي العمل على التّعامل مع هذه الدعوة وهذا المؤتمر بحرص شديد.. وإحاطته بالعناية والأفكار والموضوعات التي لا بدّ من الإسراع في معالجتها.. والثغرات التي لا بدّ من سدّها.. وإنّ نجاح الدعوة بحدّ ذاتها أمر يحتسب للمملكة العربية السعودية.. إنما فشله سيكون خسارة كبيرة لكلّ شعوب ودول المنطقة وللسياسات الدولية فيها..
إنّ المسلمين اللبنانيين الذين يشرّفهم أن يتمثّلوا بهذا المؤتمر برئيسهم اللبناني المسيحي.. والعضو الأصيل في منظمة التّعاون الإسلامي.. وهذا الرّئيس الذي أصرّ عليه المسلمون اللبنانيون بالطائف.. وفي جوار مكة المكرّمة.. بأن يكون رئيس الدولة مسيحياً «مارونياً».. ويكون رمزاً للوحدة الوطنية.. وهذه المهمة الأقدس في حياتنا الوطنية.. وفي الطائف التي بُني فيها قصراً للمؤتمرات خصيصاً لاستقبال الرئيس المسيحي في مؤتمر القمة الإسلامي.. وفي الطائف أيضاً حيث فجّر الشّهيد رفيق الحريري طاقاته الكامنة حين تصدّى وهو في بداية طريقه وأقدم على تحمّل مسؤولية إنشاء قصر المؤتمرات الذي اعتبرته كلّ شركات المقاولات أمراً مستحيلاً في هذه المدة القصيرة.. وكان أول نجاحاته الكبيرة..
إنّ المسلمين والمسيحيين اللبنانيين.. يرفعون للقمة الإسلامية في مكة المكرّمة وبكلّ مسؤولية.. تأكيدهم على أهمية الصيغة اللبنانية بما هي نموذجاً للوحدة الوطنية والإجتماعية بين المسلمين والمسيحيين في إطار المواطنة الكاملة في الحقوق والواجبات.. وإنّ التّضامن الإسلامي لا يكون حقيقياً إلاّ من خلال التّضامن الإجتماعي والوطني في كلّ الدول التي يعيش فيها المسلمون.. أكثرية كانوا أو أقلية.. وهذا ليس دعوة لطمئنة فئة لفئة أخرى.. لأنّنا نرفض أن يطمئن أحدٌ أحداً لأنّنا شركاء.. فلا إستقواء عددي أو نوعي أو عسكري أو ما شابه.. ليبقى لبنان كما جاء في الإرشاد الرسولي الذي قدّمه قداسة البابا الرّاحل يوحنا بولس الثاني بأنّ لبنان رسالة وأكثر من وطن ..
إنّ مكة المكرّمة خير من مجلس الأمن لأنّ أهالي مكة المكرمة أدرى بشعابها.. عسى أن ترفع قمة ليلة القدر في مكة المكرّمة عن شعوبنا ظلم ألف شهر..
بسم الله الرّحمن الرّحيم
« إنّا أنزلناه في ليلة القدر.. وما أدراك ما ليلة القدر.. ليلة القدر خير من ألف شهر.. تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربّها من كلّ أمر.. سلام هي حتى مطلع الفجر..» (صدق الله العظيم).

أدى أكثر من مليوني مصل بالمسجد الحرام ليل الثلاثاء الاربعاء صلاة العشاء والتراويح في ظل رعاية شاملة وخدمات متميزة متكاملة وفرتها الأجهزة السعودية بخدمة الزوار والمعتمرين .

و تمكن الزوار والمعتمرون وقاصدو بيت الله العتيق من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة ،و شهد المسجد الحرام كثافة كبيرة من المصلين الذي توافدوا إليه من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق منذ الساعات الأولى من عشية هذا اليوم حيث امتلأت أروقته وأدواره وساحاته وسطوحه وامتدت صفوف المصلين إلى جميع الساحات والمناطق المجاورة للمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه .

وقد حرص الزوار والمعتمرون والمواطنون والمقيمون على أداء الصلاة بالمسجد الحرام وقيام هذه الليلة المباركة تحريًا ليلية القدر , سائلين الله أن يتقبل منهم صيامهم وقيامهم وأن يكونوا من عتقاء هذا الشهر الكريم .

وكثفت جميع الجهات السعودية جهودها وتنفيذ خططها التي أعدتها لهذه الليلة حيث كثفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها وجندت كامل طاقاتها البشرية والآلية لتوفير جميع سبل الراحة لقاصدي بيت الله الحرام وتوعيتهم وإرشادهم وتوجيههم من خلال الدروس الدينية ومكاتب الفتوى المنتشرة في جنبات المسجد الحرام وساحاته وتوزيع المطويات التوعوية والإرشادية والتوجيهية التي يحتاجها الزائر والمعتمر، كما وفرت آلاف من عربات السعي بالمجان للمحتاجين وكبار السن والعجزة إضافة إلى توفير عدد من العربات الكهربائية للسعي بالمجان وكذلك خصصت ممرات لهذه العربات وفصلها عن حركة الساعين بالمسعى كما خصصت سلالم كهربائية لذوي الحاجات الخاصة وتشغيل السلالم الكهربائية لنقل المصلين إلى الدور الأول والثاني وسطوح المسجد الحرام ووفرت ماء زمزم المبرد من خلال الحافظات لماء زمزم التي يتم تعبئتها بماء زمزم المبرد والموزعة في جميع أروقة وادوار وساحات المسجد الحرام وبدرومه وسطوحه إضافة إلى مجمعات ماء زمزم المنتشرة في رحاب المسجد الحرام والمشربيات التي يزيد عددها عن 100 مشربية يزيد عدد الصنابير بها عن 1400 صنبورا علاوة على المشربيات ومجمعات ماء زمزم الواقعة في ساحات المسجد الحرام، كما قامت بتكثيف أعمال النظافة والصيانة والتشغيل من خلال زيادة عدد العاملين لمواجهة الأعداد الكبيرة في هذه الليلة من المعتمرين .

من جانبها أعدت أمانة العاصمة المقدسة خطة لتقديم خدماتها في هذه الليلة المباركة ركزت فيها على تكثيف أعمال النظافة والصيانة وزيادة عدد العمال القائمين بأعمال النظافة لرفع النفايات ونقلها من المنطقة المركزية أولاً بأول على مدار الساعة كما تم تخصيص عدد من الفرق للقيام بعملية الرش لمكافحة الحشرات إضافة إلى سيارات الرش وكذلك تشكيل عدد من اللجان للقيام بجولات ميدانية لمراقبة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية والمطاعم للتأكد من توفر الشروط الصحية اللازمة بها وأخذ العينات وفحصها بمختبر الأمانة، فيما قامت قوات الدعم بتكثيف جهودها وتغطية جميع المماشي الطولية والعرضية المؤدية إلى المسجد الحرام من خلال انتشار رجال الأمن في جميع الساحات الشمالية والشمالية الغربية للمسجد الحرام لتنظيم الحركة في هذه الساحات كما قامت القوة باستخدام لافتات إرشادية توضح الاتجاهات وأماكن الانتظار وذلك بأكثر من لغة من لغات كما حرصت القوة على منع التدافع وعدم تداخل القادمين والخارجين من والى المسجد الحرام.

شكرا على ماقدمتموه لنا