- nermeen35
- عدد المساهمات : 18007
ذهب : 36295
تقييم المشاركات : 265
تاريخ التسجيل : 10/09/2011
مقالات سكينة فؤاد ، مقالات الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ، سكينة فؤاد ابو الفتوح
الثلاثاء أغسطس 21, 2012 8:27 pm
مقالات سكينة فؤاد ، مقالات الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ، سكينة فؤاد ابو الفتوح
مقالات سكينة فؤاد ، مقالات الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ، سكينة فؤاد ابو الفتوح
مقالات سكينة فؤاد فى الدستور - أه يا قلبى
سكينة فؤاد يكتب:جمال مبارك يقايض 44% من المصريين علي الحياة
الحكومة قالت: إنها لن تمس أموال المودعين في البنوك لسد عجز الموازنة.. فمن أين ستأتي بالأموال إذن؟! > عندما تظهر أي أزمة يكون الرد الجاهز عند المسئولين: الزيادة السكانية.. رغم أن البنك الدولي رشح الصين والهند لتحقيق أعلي معدل تنمية في العالمكثير من الأخبار التي تسرب الآن تكون لجس النبض أو تمهيد الأرض، يلجأ النظام إلي إطلاقها لحل مشكلة من مشكلاته، وهي دائمًا تنزل علي الناس نزول الصواعق..
وفي الأيام الأخيرة انكشف عجز الموازنة وتبديد رءوس أموال الشعب بعد أن نهبها تحالف السلطة والثروة، وانكشف جفاف مصرفي من أهم مصادر النهب والتمويل وهي القروض، أما الديون فقرر الدائنون ألا تعطي وتنفق إلا تحت رقابتهم بعد أن اكتشفوا أن شركاءهم المحليين في نهب واقتسام هذه الديون يستفيدون أكثر منهم.. وفي العدد نفسه من صحيفة الشروق 9 الحالي نفت الحكومة أنها تتفاوض لسد عجز الموازنة بالاقتراض وأوضحت تصريحات مستشار وزير المالية أنها ليست مكتفية أو ممتنعه عن الاقتراض، لكن المشكلة في البنك الدولي الذي يقرض من أجل القيام بمشروعات للتنمية وليس لسد عجز الموازنات والديون الداخلية للدول، إذن الحكومة ليست بطلة ولا متعالية لا سمح الله علي الاقتراض ولكن المنافذ الخارجية أغلقت وجفت أغلب موارد النهب العام، والحل كما صرح وزير المالية في الاقتراض من الداخل، تزامنت التصريحات أو سبقتها بقليل تصريحات عن اقتراض الحكومة من إيداعات المواطنين في البنوك وسارع رئيس الوزراء بنفي الخبر الذي نسب إليه مما أكد توفر النية دون توفر الوسائل والتبريرات علي الأقل حتي الآن وعلي كل حال فإيداعات البنوك ليست أعز من أموال التأمينات والمعاشات وتوجت التصريحات بما جاء علي لسان جمال مبارك أمين لجنة السياسات ونشرته الصحف نقلاً عن كلمته في ختام المؤتمر الثاني للسياسات الاجتماعية معتبرًا أن الفترة الحساسة التي تدخلها مصر تفرض علينا أن نقبل أسلوب المقايضات ضعوا عشرات الخطوط تحت كلمة المقايضات وأكملوا معي ما جاء في الخبر فالحزب والحكومة فشلا في إقناع نواب البرلمان والمجتمع بخفض جزء من العلاوة مقابل توفير فرص عمل للعاطلين ومع ذلك فلا مفر من الاستمرار في طرح بدائل علي الناس ليختاروا من بينها!! وأن الدولة تتجه نحو تحقيق الاستفادة الكاملة من الدعم والحد من إهداره ولا توجد نية لإلغائه في الوقت الحالي أو بعد الانتخابات المقبلة!! وأن الأموال التي يتم توفيرها من سياسات الحد من إهدار الدعم سوف يتم استخدامها لصالح الفئات الأكثر احتياجًا!! ودعك مما يمتلئ به بقية التصريح من معلومات غامضة ومضطربة عن الفقر ومعدلات النمو وعدالة التوزيع وتوفير نظام شامل للتأمين الصحي وبرنامج التنمية الشاملة للقري الأكثر فقرًا، وتعال نتساءل عن أخطر ما ورد في التصريح وهو أن يقبل المصريون أسلوب المقايضات لأننا ندخل إلي فترة غاية في الحساسية دون أن يقولوا لنا من المسئول عن دخول مصر هذه الفترة مثل هذه الأزمات والتراجع الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والتعليمي والإنتاجي والأخلاقي والإنساني، هل هي مسئولية الحزب الآخر الذي تولي حكم مصر لأكثر من ثلاثين عامًا وجاء بعده الحزب الوطني ويريد أن يصلح آثاره الكارثية.. وهل بعد كل هذا التخريب يبحثون عن الحلول في جيوب المصريين وإذا كانوا يريدون أن يذكرونا بمبدأ التكافل الذي تقوم به الشعوب لمواجهة أزماتها وما أكثر ما قدم المصريون نماذج رائعة له، لكن هل كانوا شركاء في جني ثمار ومكاسب اقتصادية تجعلهم في الأزمات شركاء في اقتسامها.. التكافل في حل أزمات الوطن قبل أن يكون ماديًا يجب أن يكون بعمق مشاعر الانتماء والاطمئنان والإحساس بالعدالة والرحمة والقيمة والمسئولية وبما يجعل المشاركة في اقتسام وتخفيف أزمات الوطن فريضة إيمانية ووطنية يبذلها ويؤديها المواطن قبل أن يدعي إليها.
المصريون مع ما يفعله بهم هذا النظام ينطبق عليهم مأثورهم الشعبي «في الفرح منسيون وفي حمل الهم والأزمات مطلوبون».. ومن المكاسب مبعدون وفي الغرم والخسائر عليهم أن يحملوها وتنكسر ظهورهم.. ما أعرفه أن أسلوب المقايضة المطلوب تطبيقه علي المصريين يعني أن يستبدل الناس أشياء متوافرة لديهم ليحصلوا علي ما يحتاجون إليه من ضرورات أكثر أهمية فماذا تبقي عند المصريين ليقايضوا عليه، هل مطلوب ألا يصطاف سكان الدويقة وشقوق وجحور الجبل ومستعمرات العشوائيات وجيران الحظائر والزرائب في المنتجعات الفاخرة.. أو يتعلموا في مدارس أقل من المدارس التي انتهت منها العملية التعليمية أو يتنازلوا عن دخول المستشفيات التي وصفها وزير الصحة بأنها صفائح زبالة أو يأكلوا وجبة واحدة بدلاً من وجبتين، هل سمع نجوم لجنة السياسات عن طفلة الإسكندرية التي بعد أن أفاقت من إغمائها في مدرستها المتواضعة سألتها المدرسة هل تناولت إفطارًا فقالت الطفلة البريئة إنه ليس يوم إفطارها لأنها وإخوتها يتبادلون توزيع أيام الوجبات!! وقبل أن تتوهموا أن الشعب الجائع والمريض والعاطل عن العمل سيقايضكم أعلنوا الثروات ومصادرها والدخول وكيف توزع في مصر واطلبوا المقايضة والتنازل والتبرع والحسنة القليلة التي لعلها تكفيكم شرور بلاء كثير قادم.. شرور وبلاء يدق أبواب هذا الوطن بعنف الآن.. اطلبوها ممن أغدقتم عليهم ثمار ما ترددون أنه حدث من تنمية وازدهارواستثمار لم ير أغلب المصريين عائدًا لها في أي جانب من حياتهم المقايضة وحمل مسئولية الأيام الصعبة والحرجة المقبلة وهي صعبة وحرجة بالفعل أعلنت منظمة الغذاء أن العالم سيواجه مشاكل في كميات وأسعار الغذاء في مطلع العام المقبل وأن النصيب الأكبر منها سيقع علي الشعوب التي تستورد الجانب الأكبر من غذائها ومعروف أننا نتصدر هذه القوائم ـ مسئولية من يا تري ـ الرد الجاهز الزيادة السكانية!! للذين لا يخجلون ولا يعترفون بنكبة وسوء وفشل الإدارة وعجز وغيبة الإرادة الوطنية أهديهم هذه المعلومة أن في مقدمة الدول التي يتوقع البنك الدولي نموًا إيجابيًا لاقتصادياتها الهند والصين عدل البنك توقعات النمو الاقتصادي الصيني من 5،6% إلي 2،7%.
المصريون المطلوب منهم المقايضة والتنازل عن حقوقهم الأساسية في الحياة والتي لا يحصلون في الأصل علي الكفاف أو الحدود الإنسانية منها، أليس من حقهم أن يعرفوا أين ذهبت أموالهم وكيف تنفق عوائدهم السيادية وماذا بعد أن تنفد مصادر التمويل الداخلي علي فرض أنها استطاعت أن تسير لفترة وماذا عن تمويل مشروعات مياه الشرب والبنية الأساسية التي نسب إليها إنفاق مليارات المعونات والدعم والقروض ولم تصل 88% من قرانا وما مصادر الإنفاق علي العلاج والتعليم والبحث العلمي رغم ما وصلوا إليه من انهيار وفي موازنة هذا العام خفضت مخصصاتهم ورفعت ميزانيات الأمن والشرطة.. وما صحة الأرقام والمعلومات التي نشرت مئات المرات في الصحف والمدونات الإلكترونية هل بيعت أصول القطاع العام خلال 18 عامًا مقابل 18 مليار جنيه وما أثمانها الحقيقية وأين ولمن ذهبت المليارات الأخري من فروق الأسعار وهل تجاوزت الديون 614 مليار جنيه والنقود المهربة تجاوزت 300 مليار دولار في مقال بقلم عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق نشرته أخبار اليوم كتب: أن علي عهده وصل مصر 92 مليار دولار معونات لا ترد.. ما حجم جرائم إهدار المال العام التي وردت في تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات والأموال الضائعة التي لم يستدل علي جهات إنفاقها.. وما حجم دخول الكبار ومستشاريهم وسائر الهيلمان؟! من الذي يجب أن يقايض؟! هل من أتخمهم العز أم من أضناهم واستذلهم المرض والجوع والبطالة؟! إن من يطلقون مثل هذه التصريحات أو تطوف برءوسهم مثل هذه الخيالات لا يعرفون شيئًا عن معاناة المصريين ويتصورون أن حقوقهم في الحياة وفي المواطنة وفي العدالة منح تعطي لهم وتؤخذ منهم إنكم لا تعرفون ماذا سيفعل طوفان الجوع الكافر والبطالة المستذلة والمرض المهين والتعليم العشوائي الذي يصدر الآن ملايين الأميين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
هل تعرفون ما عند المصريين من أشياء أثق أنهم مع استعداد أن يقايضوكم عليها فقرًا يعيش تحت خطوطه أكثر من 44% منهم والنسب الأعلي في العالم في الفشل الكبدي والكلوي وأورام الأطفال والنسب الأعلي في تلوث الهواء ومياه الشرب والتربة والزرع.. هذه مؤشرات متواضعة من تحويشة المصريين المحدثيين.
ماذا لديكم أنتم.. وما ثرواتكم.. وأين ذهبت أموال الغلابة إذا كان لديكم الشجاعة والأمانة وتريدون من هذا الشعب أن يشارككم علي الأقل بأن يحتمل الظروف القاسية القادمة فافتحوا كشوف الحساب وأعلنوا أين ذهبت أموال بيع أملاكه وثرواته وأراضيه ومصانعه وقطاعه العام وكيف توزع الدخول والمناصب والمنح والعطايا وإدارة ورئاسة البنوك والشركات جزاء ما دفع فوق الموائد وتحتها.. ثم يطالبون المصريين بأن يقبلوا أسلوب المقايضة؟!! أثق أنهم علي استعداد تام أن يقايضوا بأرواحهم مقابل الخلاص مما هم فيه.. ومقابل أن يحصلوا علي نظام وحكم عادل يستردون تحت مظلته حقوقهم وكرامتهم وإنسانيتهم ويفتح أمامهم وأمام أولادهم آفاق الأمل والعمل والتنمية والعنف من نار الجوع والبطالة والمرض والترويع والطوارئ. في العام الأول من القرن التاسع عشر انتشرت الفوضي في مصر بعد أن اشتعل الصراع بين المماليك والوالي العثماني وتمكن عثمان البرديسي من السيطرة علي البلاد ولجأ إلي فرض ضرائب كثيرة علي المصريين فانتشر العصيان ومع الرجال خرجت النساء خاصة نساء الأحياء الشعبية يصرخن من الضرائب وظلم الحاكم ورددن النداء الشهير «أيش تاخد من تفليسي يا برديسي» وامتثل البرديسي وتراجع وتواصلت الضغوط الشعبية التي استغلها وركب موجتها محمد علي ليتخلص من المماليك ويستولي علي حكم البلاد.. الملاحظة المهمة كيف أدرك المصريون في ذلك الوقت المبكر مسئوليتهم عن مواجهة ما يرتكب في حقهم من مظالم وأن خروج شعب للدفاع عن حقوقه لا تهزمه قوة مهما كانت ما بال إذا كان الأمر قد وصل إلي المقايضة علي الحقوق الأساسية في الحياة.
سكينة فؤاد تكتب:هل تختفي مصر من خريطة الشرق الأوسط؟
ثلاثة تقارير صدرت في الأسابيع الأخيرة، لو صدرت في ظل أنظمة تحترم شعوبها لجعلت استمرارها في الحكم مستحيلا، فهي تقارير تتجاوز الخلل الإداري ووصول الفساد للركب أو للرؤوس وسرقات البنوك ونهب الأراضي إلي ضربات في عصب وجود مصر!! فماذا تعني مصر إذا تهدد شريان حياتها المائي؟! وماذا تعني مصر بلا أمن غذائي؟!
وماذا تعني مصر بدون ثروة بشرية أو ببشر مدمرين بالمرض وفقدوا مقومات المناعة وانهيار الأمن الصحي والحيوي؟!
التقرير الأول كان لعالم الجيولوجيا الكبير «د.رشدي سعيد»ونشرته صحيفة «الشروق» 6/7/2009 منذرا بالكوارث والتراجع الذي سيلحق بحصة مصر في مياه النيل بعد أن بدأ السودان هذا العام وبعد بناء سد «مروي» في استخدام حصته التي لم تكن تستخدم وفقد مصر ما لا يقل عن ثمانية مليارات من الأمتار المكعبة من المياه سنوياً،
ورجع العالم الجليل أن تستمر الأزمة لمدة عشرين عاماً.. وقد أكد الأزمة تقرير آخر صدر عن مركز المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء ونشرته «الدستور» 19/7 وأوضح هذا التقرير أن الزراعة تستحوذ علي النصيب الأكبر من الاستخدامات المائية حوالي 2.83% من إجمالي استخدامات 2007/2008 حيث تستخدم أو تهدر الزراعة نصيب الأسد من نصاب مصر المائي والمحاصيل الاستراتيجية في ذروة انخفاض عرفته مصر.. ووزير الزراعة المحترم يري أن استيراد القطن من إسرائيل أفضل من زراعته وحقق محصول القطن هذا العام أدني مستوي للإنتاج منذ زرعت مصر القطن، أيضا أعلن وزير الزراعة المحترم عن أن شراء القمح أفضل من زراعته وضرب مثلاً تعساً بأن «شراء العبد أفضل من تربيته».. هل نتوقع بعد إعلان الكارثة المائية إيقاف الزراعة نهائيا في مصر وشراء جميع العبيد، أقصد المحاصيل من الخارج ولا أعرف من أين سنسدد الفواتير وقد مددنا أيدينا واستلفنا مقدماً 260 مليون دولار من المعونة الأمريكية للعام المقبل!!
وتنقلنا الكارثة الأولي إلي الثانية، والتي حملها تقرير لمنظمة الغذاء العالمية «الفاو» وطبقا لبيانات صادرة عن مركز معلومات الأمن الغذائي المصري يتضح تراجع إمكانات توفير هذا الأمن وانعكاساتها في سوء الأوضاع والحقوق الغذائية للمواطنين خاصة الأطفال تحت سن خمس سنوات وتزايد نسب الفقر الغذائي والفقراء من غير القادرين علي تحقيق أمنهم الغذائي الذي يعني قدرة الحصول علي غذاء آمن يوفر شروط وضمانات حياة صحية ويسمح للفرد بالعمل المنتج لمدة 8 ساعات، بالإضافة إلي تراجع مستويات قدرة الاكتفاء خاصة في المحاصيل الأساسية وحيث تمثل مصر المستورد الرئيسي للقمح في العالم وبما يهدد بتضاعف انهيار الأمن الغذائي خاصة مع تزايد ارتفاع الأسعار والطفرة التي ستحدث فيها مع مطلع العام المقبل وبما سيجعل أدني شروط الأمن الغذائي يستحيل توفيرها للمواطنين المصريين!!
ثم تأتي الكارثة أو المحنة الثالثة والتي لا تنفصل عن الأولي والثانية وجاءت في دراسة صدرت هذا الشهر «يوليو 2009» عن المجالس القومية المتخصصة، وكانت عن سوء الأحوال الصحية للمصريين وانتشار الأنيميا بينهم مما يتسبب في إعاقة نموهم العقلي والبدني والنفسي ويتسبب في نسب من العجز المعلن والخفي ويرتبط بانتشار الخمول والضعف العام وضعف القدرة علي العمل والإنتاج..ومنذ سنوات صدرت دراسة أخفيت بسرعة في أدراج مجلس الشعب وتناولت الأحوال الصحية للمتقدمين لاختبارات الكليات العسكرية وافتقاد النسب الأكبر منهم للياقة والسلامة الصحية وانتشار التقزم وتقوس العظام بينهم، الدراسة الأخيرة للمجالس القومية تؤكد انهيار الأمن والسلامة الصحية للمواطن المصري وأن 29% أي ثلث أطفال مصر يعانون نقص النمو والتقزم .. وفي تقرير قرأته من قبل أن أطوال الصينيين واليابانيين زادت علي معدلاتها الطبيعية وطالت قاماتهم.. أثق أنكم تتفقون معي أن قامة البشر وقوة وصلابة وارتفاع العمود الفقري كما تحدث بالغذاء الصحي السليم تحدث أيضاً بالحكم العادل والآمن والرشيد .. فكرامة وعزة المواطن وإحساسه بالأمان ترفع رأسه وتشد قامته وتفتح شهيته للحياة والعمل والإنتاج، ما يحدث عكسه تماما في مصر الآن.
أعود للكوارث الثلاث المثبتة بتقارير رسمية وخبراء وعلماء كبار وأسأل الذين ارتكبوا العورات والمسخ لمواد في الدستور ليضمنوا الحكم الأبدي لمصر:
هل سألتم أنفسكم ماذا سيتبقي من مصر إذا سحب منها أو خفض نصابها المائي بالتدريج وإذا تضاعف انهيار أمنها الغذائي.. وتعاظمت الأزمات والكوارث الصحية التي تدمر سلامة وقوة الثروة البشرية؟ ووسط لغو الكلام والسفسطة والحقائق المغيبة والصراعات والفضائح الوطنية التي أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين أسأل: ماذا أعددتم لمواجهة الأزمات الثلاث؟ ما هي خطط ترشيد استخدام المياه؟ وما أحوال ووسائل الصيانة والاستخدام الأمثل لآبار مصر وخزاناتها الجوفية؟ وهل مزارع السادة علي الطريق الصحراوي لزراعة الموز والفاكهة استنفدت مياه هذه الآبار؟ ومن سيدفع تكلفة الترعة التي ستربط هذه المزارع بمياه النيل؟ وهل ستجدون المياه؟ وحسب وجهة النظر الفاسدة التي تؤمن بزراعة الفاكهة وتصديرها وشراء المحاصيل الاستراتيجية بعائدها، هل سيشتري السادة الأغنياء هذه المحاصيل لحساب جوعي وفقراء مصر؟.. أم إذا عجزنا عن استيراد القمح سنصنع العيش من الموز؟ وهل سنواصل ري ملاعب الجولف وعطاشي مصر لا يجدون المياه؟!
الذين يحلمون بأبدية حكم مصر.. هل تحلمون بأرض بلا شعب .. أرض تتطهر من المرضي والجوعي والمتقزمين والعاجزين عن العمل والإنتاج والذين مازالوا يتمسكون بأن يأكلوا ويشربوا ويحصلوا علي الدواء والعلاج وتريدون استبدالهم بكائنات بورتودفا وبورتوعفا.. لا عفا الله عنكم.
ضرب مصر في عصب قوتها ووجودها واستقرارها واستقلالها والذي لا يقف بعيدا عنه الأصابع والمخطط الصهيوني للمنطقة ويحقق في أهدافه الجهنمية وعلي المدي البعيد أن تذوي وتذوب مصر القوة والحيوية والإرادة الوطنية والغني والاكتفاء الذاتي وتعاظم الثروة البشرية والطبيعية والعلمية.. جميع المقدمات التي جعلتها رأس الحربة الضاربة في المنطقة والخطر الحقيقي والوحيد الذي كان يهدد إسرائيل في المنطقة ولا من تحالفوا واستمدوا أمنهم واستمراريتهم من الأحضان والرضا الصهيوني وكل من مهد الأرض لتبقي فقط مصر الطرية واللاهية والملبن والتي تداس من هنا فقط وتنز ضعفا واستسلاما وترسل غازاً وتستقبل قتلة في صورة خبراء ليديروا عمليات إبادة ما تبقي من أمن غذائي وثروات بشرية!!
بذرة الوجود والحضارة والماضي العظيم ازدهرت عندما توفرت عناصر الحياة الأساسية.. النهر الذي استقر حوله الإنسان وبني بيته وزرع أرضه ووضع أسس استقراره وإبداعه في العلوم والفنون وكان الغذاء الآمن والصحي من أهم أسباب عبقرية المصريين القدماء كما أثبتت دراسة فرنسية لعلماء المصريات. ماذا يعني أن تهدد وتضرب الأخطار العناصر الثلاثة.. أليس تقويضا لعصب وجود مصر يا من تحلمون بأبدية الحكم؟ وإذا كان هناك من يقرأ ويعي ما يقرأ فاقرأوا هذه السطور لواحد من أبناء مصر النابهين والأمناء والعلماء والذي مرت جريمة اغتياله مرور الكرام - أتحدث عن أستاذ الجغرافيا د. جمال حمدان وعن سطور لن أتوقف عن نشرها ودق أجراس ما جاء فيها من تحذيرات تتولي الوقائع والأحداث تأكيد حدوثها، ومنها هذه التقارير الثلاثة، ولعل الأمناء علي هذا الوطن ممن يملكون ضمائر مازالت حية يتشاركون في البحث عن إجابة للسؤال الذي يدور علي ألسنة جميع المروعين بما وصلت إليه أحوال مصر.. وماذا بعد.. وما هي الإجراءات العاجلة لإنقاذ هذا الوطن؟!
في أوراق د. جمال حمدان التي نشرت بعد جريمة اغتياله وفي الفصل الأول منها بعنوان «مصر والمصريون» يقول :«مصر اليوم إما القوة وإما الانقراض، إما القوة وإما الموت! إن لم تحقق مصر محاولة قوة عظمي تسود المنطقة يتداعي عليها الجميع يوما ما «كالقصعة!» أعداء، وأشقاء، وأصدقاء، أقربون وبعيدون وأبعدون!». في الأوراق التي قام بجمعها ونشرها شقيقه أ.د. عبد الحميد حمدان يتضح أن
د. جمال حمدان كتب هذه المسودات ما بين عامي 1990 و1993 ويتضح أنه رأي رؤي العين أن فقد مصر لقوتها في ظل أزمة المياه قد يغري بعض شركاء حوض النهر بشن الحرب عليها!
وإثباتات الرؤية العلمية تتوالي والسدود تعلو في الجنوب وإسرائيل تدير المنظومة وتسيطر وتشن حروبها من أجل المياه في مصر وسوريا ولبنان، وجاء الدور علي النيل والجنوب وتريد شركاء يحاربون بعض حروبها بالنيابة عنها.. ومن سنوات طويلة انسحب الدور المصري السياسي والاقتصادي والثقافي، وأحوال مصر ليست خافية والتي رآها د. جمال حمدان ليس بعيون زرقاء اليمامة ولكن بعيون الابن المحب والعالم والباحث ورأي في تسعينيات القرن الماضي ما يحدث الآن.. فهل من صنعوا الكوارث لا يرونها ولا يرون المخاطر والمهددات التي تندفع إليها مصر وتلخصها التقارير الثلاثة التي أشرت إليها أول المقال.. لذلك فمن بين ما أشار إليه من متغيرات خطيرة تضرب مصر في صميم وجودها من حيث المكان والمكانة يقول د. جمال حمدان «لأول مرة ظهر لمصر منافسون ومطالبون ومدعون هيدرولوجيا. كانت مصر سيدة النيل، بل مالكة النيل الوحيدة - الآن فقط انتهي هذا الدور إلي الأبد، وأصبحت شريكة محسودة ومحاسبة ورصيدها المائي محدود وثابت وغير قابل للزيادة، إن لم يكن للنقص، والمستقبل أسود.. ولت أيام الغرق وبدأت أيام العطش .. وعرفت الجفاف لا كخطر راجع ولكن دائم، الجفاف المستديم بعد الري المستديم»! في مقال الأسبوع الماضي سألت: أين ذهبت أموال الغلابة وكيف أديرت واستثمرت عوائد بيع أملاكهم وثرواتهم وأراضيهم ومصانعهم وقطاعهم العام ودخولهم من قناة السويس والسياحة وقدمت مجموعة من الاتهامات بالغة الخطورة وسألت عن مصيرها وكالمتوقع والمعتاد لم يتفضل مسئول واحد بإجابة تسقط ما يعنيه نهب وتبديد وإهدار هذه الثروات، وهذا الأسبوع يبدو الأمر أخطر وأن الإهدار والتبديد يتجاوزان رؤوس أموال المصريين.. إلي وجود مصر.. إلي الوطن.. إلي مصادر قوته واستقراره وسيادته وعزة ومنعة أبنائه.. إلي الأرض وسلامتها.. وشريان ماء الحياة ولقمة عيشه وأمنه الغذائي وقوة وقدرة وسلامة ثروته البشرية.هل أصبح المستقبل الأسود الذي تحدث عنه د.جمال حمدان في أوائل التسعينيات حاضرا وواقعا؟! هل سنواصل الصمت والتسليم والاستسلام إلي أن تكتمل الكارثة؟! - لا أعرف ما هو الوصف الأدق الذي يجب استخدامه هنا عندما تختفي مصر من خريطة الشرق الأوسط أو نسلم الأجيال المقبلة ذكريات وبقايا وطن كان عزيزا وعظيما واكتفينا بالصراخ والندب والشكوي دون ممارسة حقوقنا الدستورية والقانونية في الدفاع عنه!!
تُنشر هذه السطور 23 يوليو 2009 بما يوجب تحية لذكري الثورة وكل ما حملته من طموحات وأهداف وطنية ورغم ما امتلأ به مسارها من تحديات ونكوص وتراجع.. فالخلاف مع ما انتهت إليه وما قاد إلي هزيمة 1967 لا ينفي القيمة والدور والإنجازات.. بل إن القيم والطموحات والأمل الذي كان ولم يتحقق هي التي تفرض القراءة العميقة والموضوعية لتصحيح كثير من التشوهات التي يمتلئ بها وجدان الأجيال عن تاريخ بلدهم أو الاستهانة أو التسطيح والغياب.
سكينة فؤاد تكتب: في أزهي عصور الفضائح الوطنية.. أعياد ثورة يوليو فوق الأراضي العربية المغتصبة
لا توصف ولا تصنف ولا تفسر إلا في إطار الفضائح الوطنية التي نعيش الآن أزهي عصورها، أتحدث عن مشاركة اثنين من عتاة زعماء الإرهاب والإجرام الصهيوني بذكري ثورة 23 يوليو في فضيحة ثانية لا تقل عن الأولي بوجود سفارة لمصر فوق الأراضي العربية التي اغتصبها الصهاينة.. ثورة 23 يوليو التي شن جيش العدوان الصهيوني حربين للخلاص من كابوسها وكابوس ما لوحت به وخططت له من مد للقومية والثورات العربية ضد الاستعمار الغربي واستقواء وطني باستكمال النهضة الصناعية والاجتماعية في مصر، وما كانت تمثله الثورة وجمال عبدالناصر من رفض ومقاومة للمشروع الصهيوني.. ومعروف أن فكرة الثورة تكونت من رحم حرب فلسطين عندما أدرك جمال عبدالناصر أن الهزيمة لم تكن خطأ أو تقصير الجيوش العربية،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رغم فروق التجهيز والتسليح بينها وبين قوات العصابات الصهيونية، لكن خطيئة وحصاد ما يحدث داخل الأوطان العربية وفي مقدمتها ما يحدث في مصر.. وأن قوة مصر مدعومة بوحدة الأمة العربية تمثل التهديد والخطر الحقيقي علي المشروع الصهويني، ذهب الإرهابيان يهنئان أنفسهم وتوابعهم بانهيار مشروع وطموحات الثورة التي كلفتهم حروب 56 و67 وأيضاً 73 وقدوم عصر وسياسات ومبادئ الأحضان الدافئة التي يتمدد فيها السلام الدافئ جداً.. جداً كما وصفوه أثناء تبادل الأنخاب أو السلام العفن والكاذب والمخادع.. ذهبوا يحتفلون بانقشاع غمة وكارثة وحدة العرب وصعود وتكامل قواهم السياسية والاقتصادية، واشتباكهم في صراعات وتمزق واتهامات ليس لها مثيل ـ كثير من المؤلفات الغربية التي صدرت بعد حرب 56 مثل الطريق إلي السويس ـ «النصر المراوغ» ـ الحروب العربية الإسرائيلية تناولت مراحل الغزو الاستعماري الغربي بأشكاله المختلفة العسكرية والاقتصادية والثقافية، ومنذ الحروب الصليبية حتي زراعة السرطان الصهيوني الاستيطاني في الجسد العربي، كان الهدف الأساسي سلب العرب مقومات التقدم والتحرر والسيادة والسيطرة علي مقاديرهم وثرواتهم وبعد ثورة 23 يوليو كان التركيز علي مصر واستئصال نفوذها علي العالم العربي وأفريقيا والعالم الثالث، وفي كتاب النصر المراوغ إشادة بقدرة مصر التي رغم كل الدعم الغربي لإسرائيل حققت نصرها في 1973 النصر الذي كان يحمل زخم قوة مصر قبل الثورة وما بعد الثورة وحرب الاستنزاف صعوداً إلي معركتها وانتصارها في 73.. ليبدأ بعدها الانسحاب والنكوص والهزيمة وليحقق الصهاينة بالسلام المسموم والملغم ما لم يحققوه بجيوشهم ولتدخل قوي وقدرات مصر حظيرة التدجين والإخصاء باسم السلام الذي تحت ظلاله الوارفة يزداد انسحاب الدور والقدرة المصرية ولتنكمش في حدود إدارة مفاوضات عبثية ولتستقر القضية الفلسطينية في قلوب المصريين بعدما لم يعد لها مكان علي الأرض، كما جاء في كلمة الرئيس إلي الأمة احتفالا بذكري الثورة التي استغلها مجرما الحرب ليبيعا مزيداً من الدجل والخداع للعالم، وانفردت «الدستور» 25 يوليو بتفاصيل المهزلة وصور تبادل الأنخاب وسكينهم يقطع علم مصر الذي غطي كعكة عيد الثورة، ونقلت الصور انفعالات وفرحة وجهي الثعلب والذئب تكشف الذهول وعدم التصديق أن يهديهم النظام صديقهم وثيقة دفاع وتبرئة من جرائمهم وثيقة تخرس المحاولات المتهافتة للرئيس الأمريكي لإيقاف توسع المستوطنات الذي رفضوه وشجبوه، ووجهوا للتوسع في المستوطنات اليهودية بالضفة أكبر نصيب من الإنفاق وقرروا مصادرة أراض فلسطينية جديدة في القدس الشرقية ـ الأهرام 22 يوليو 2009 ـ اليوم الأسبق علي تبادل أنخاب الحب والسلام الدافئ جداً ـ وقبلها بأيام 13 يوليو 2009 وفيما وصفته الأهرام أيضاً بأنه تحد صارخ لمشاعر المسلمين بأن إسرائيل تقوم بإنشاء مدينة سياحية خاصة باليهود أسفل المسجد الأقصي وإنشاء شبكة أنفاق تتجاوز العشرين تحت المسجد لتهويد تراث المدينة أمام زوارها وقبلها بأيام قليلة كان الإعلان عن تهويد ما تبقي من أسماء لمدن عربية في الضفة والقدس الشرقية، وحرص الذئب والثعلب في التباريك، التي أرسلوها لأصدقائهم في القاهرة أثناء تبادل الأنخاب أن يوجهوا لهم التحية لدورهم الحيوي في دعم السلام في الشرق الأوسط وفي مصارعة المتطرفين ـ الاسم الحركي الجديد لحركات المقاومة ـ وأعلنا أنه إذا تشابكت أيادي مصر وإسرائيل وخبراتهما ومواهبهما يمكن تحقيق إزدهار يتجاوز كل خيال؟!
أذكر النتائج الكارثية لاتفاقية الكويز الإسرائيلية التي دمرت صناعة النسيج وساهمت في إغلاق أكثر من ألف مصنع منها في شبرا وحدها 500 مصنع وتشريد آلاف العمال وخراب بيوت أصحاب المصانع وغمروا الأسواق المصرية بالمنتجات الإسرائيلية.. أذكر أيضاً بذور القطن المستوردة من إسرائيل التي دمرت صناعة القطن في مصر ـ أذكر بمشروع شلوم الزراعي التابع والممول من جيش الإرهاب الصهيوني الذي يستخدم الهندسة الوراثية في تدمير خصائص البشر والأرض والثروة الحيوانية والمياه ـ أذكر بحرب المياه التي يديرونها ضد مصر الآن في أفريقيا ـ أذكر بقناة البحرين التي بدأوا مراحل تنفيذها الفعلي لسلب قناة السويس انفرادها وسيطرتها علي حركة التجارة الدولية في المنطقة.. قليل من كثير من مظاهر السلام الدافئ جداً والمودة العميقة مع مصر ودون استطراد إلي وقائع الجريمة الكاملة التي ارتكبت فوق أرض فلسطين ربما يجعل تبادل الأنخاب جريمة وفضيحة وطنية ولتتضح أبعاد الكارثة والفضائح الوطنية التي نعيش أزهي عصور ازدهارها بينما كانت عناوين الصحف الرسمية أن الصناعة المصرية تجاوزت التجميع إلي التصنيع!! هكذا ودون خجل بين الآفاق التي وصلت إليها الصناعة المصرية قبل وبعد الثورة حتي دخلنا عصر تفكيك الوطن كله وبيعه بالمناسبة لم يتفضل مسئول واحد ويرد علي الفضيحة الوطنية التي نشرتها الأهالي 8 يوليو 2009 العنوان مفاجآت في ملف رشاوي المسئولين لبيع المراجل البخارية.. الأرض تحولت إلي قرية سياحية ضمن قصور الوزراء والأمراء من المنيل حتي الحوامدية!! في يوم تبادل الأنخاب في سفارة النظام المصري في تل أبيب 24 يوليو 2009 أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن مشروع مشترك بينها وبين إسرائيل لاختبار صاروخ إسرائيلي جديد من طراز جيتس!!
ما وقعت فيه الثورة من أخطاء وما ارتكبه بعض أبنائها من خطايا في مقدمتها عدم إدراك تحديات الوجود التي فرضت علي مصر القوة متلازمة وضمانة أساسية لوجودها منذ فجر تاريخها وقد مثل زراعة الكيان الصهيوني في المنطقة وعلي بوابات مصر الشمالية الشرقية واحدًا من أخطر هذه التحديات.. تأتي أنخاب الصهاينة لتعلن ضرورة الحياة والوجود وإنقاذ المصير والحاضر والمستقبل بإحياء فريضة استعادة قوة وعافية وسلامة مصر سياسيا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وأعيد التذكير بما أشرت إليه الأسبوع الماضي وأنا أتناول ثلاثة تقارير رسمية ودولية بما تضمنته من مؤشرات خطيرة لتراجع دور وقدرة مصر ممثلة في ثلاثة فقط من عشرات من الكوارث المهددة، ابتداء من أزمة مياه النيل إلي أوضاع الأمن الغذائي والصحي والحيوي، وأذكر بما كتبه د. جمال حمدان في أوراقه السياسية.
الأخيرة التي نشرت بعد جريمة اغتيال «مصر اليوم: إما القوة أو الانقراض، أما القوة وإما الموت».
خلاصة تاريخ ووجود وماضي وحاضر ومستقبل مصر لخصه العالم الجليل في هذه العبارة العبقرية ـ عبارة تعلن أن هذا الوجود مرهون بأن تحفظ وتصان وتعظم قواها البشرية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية والعلمية والثقافية والحضارية بها تكون ودونها لا تكون.. الأحداث تتوالي يوميًا لإثبات تراجعها وتبديدها.. أضاف د. جمال حمدان أن مصر إن لم تتمسك وتحقق شروط قوة عظمي تسود المنطقة وأمة قوية ذات بأس ومهابة وأنياب وشراسة وعقل ورشد وحكمة فسوف يتداعي عليها الجميع يومًا «كالقصعة» أعداء وأشقاء وأصدقاء، أقربين وبعيدين وأبعدين، وقد تداعي الأبعدون ليحتفلوا ويشقوا علم مصر المشهد الرمزي ليس بعيدًا عن المعني والأمل: هل نريد وثيقة دامغة وأكثر إيلامًا علي تحقق مصر بالمقاييس التي لا يتمني ولا يحلم أعداؤها الأكثر.. فهل يفرض الحدث ودلالته حركة ومواقف وإصراراً من الأمناء والمحبين من أبنائها لاستعادة مصر التي يقوي ويستقوي ويحيا بها شعبها.
مصر إما القوة أو الانقراض إما القوة وإما الموت؟!
هل هناك مجال لأي مفاضلة أو اختيار أو تفكير.. فقط القوة لها مقاييس وشروط وضرورات في إدارة الحكم والسياسات وفرض إرادة المواطن.. أصبح فريضة لا أن نطالب بها فقط ولكن أن نمارس جميع وسائل فرضها قبل أن يكون الانقراض ميراث الأجيال القادمة.
مقالات سكينة فؤاد ، مقالات الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ، سكينة فؤاد ابو الفتوح
مقالات سكينة فؤاد فى الدستور - أه يا قلبى
سكينة فؤاد يكتب:جمال مبارك يقايض 44% من المصريين علي الحياة
الحكومة قالت: إنها لن تمس أموال المودعين في البنوك لسد عجز الموازنة.. فمن أين ستأتي بالأموال إذن؟! > عندما تظهر أي أزمة يكون الرد الجاهز عند المسئولين: الزيادة السكانية.. رغم أن البنك الدولي رشح الصين والهند لتحقيق أعلي معدل تنمية في العالمكثير من الأخبار التي تسرب الآن تكون لجس النبض أو تمهيد الأرض، يلجأ النظام إلي إطلاقها لحل مشكلة من مشكلاته، وهي دائمًا تنزل علي الناس نزول الصواعق..
وفي الأيام الأخيرة انكشف عجز الموازنة وتبديد رءوس أموال الشعب بعد أن نهبها تحالف السلطة والثروة، وانكشف جفاف مصرفي من أهم مصادر النهب والتمويل وهي القروض، أما الديون فقرر الدائنون ألا تعطي وتنفق إلا تحت رقابتهم بعد أن اكتشفوا أن شركاءهم المحليين في نهب واقتسام هذه الديون يستفيدون أكثر منهم.. وفي العدد نفسه من صحيفة الشروق 9 الحالي نفت الحكومة أنها تتفاوض لسد عجز الموازنة بالاقتراض وأوضحت تصريحات مستشار وزير المالية أنها ليست مكتفية أو ممتنعه عن الاقتراض، لكن المشكلة في البنك الدولي الذي يقرض من أجل القيام بمشروعات للتنمية وليس لسد عجز الموازنات والديون الداخلية للدول، إذن الحكومة ليست بطلة ولا متعالية لا سمح الله علي الاقتراض ولكن المنافذ الخارجية أغلقت وجفت أغلب موارد النهب العام، والحل كما صرح وزير المالية في الاقتراض من الداخل، تزامنت التصريحات أو سبقتها بقليل تصريحات عن اقتراض الحكومة من إيداعات المواطنين في البنوك وسارع رئيس الوزراء بنفي الخبر الذي نسب إليه مما أكد توفر النية دون توفر الوسائل والتبريرات علي الأقل حتي الآن وعلي كل حال فإيداعات البنوك ليست أعز من أموال التأمينات والمعاشات وتوجت التصريحات بما جاء علي لسان جمال مبارك أمين لجنة السياسات ونشرته الصحف نقلاً عن كلمته في ختام المؤتمر الثاني للسياسات الاجتماعية معتبرًا أن الفترة الحساسة التي تدخلها مصر تفرض علينا أن نقبل أسلوب المقايضات ضعوا عشرات الخطوط تحت كلمة المقايضات وأكملوا معي ما جاء في الخبر فالحزب والحكومة فشلا في إقناع نواب البرلمان والمجتمع بخفض جزء من العلاوة مقابل توفير فرص عمل للعاطلين ومع ذلك فلا مفر من الاستمرار في طرح بدائل علي الناس ليختاروا من بينها!! وأن الدولة تتجه نحو تحقيق الاستفادة الكاملة من الدعم والحد من إهداره ولا توجد نية لإلغائه في الوقت الحالي أو بعد الانتخابات المقبلة!! وأن الأموال التي يتم توفيرها من سياسات الحد من إهدار الدعم سوف يتم استخدامها لصالح الفئات الأكثر احتياجًا!! ودعك مما يمتلئ به بقية التصريح من معلومات غامضة ومضطربة عن الفقر ومعدلات النمو وعدالة التوزيع وتوفير نظام شامل للتأمين الصحي وبرنامج التنمية الشاملة للقري الأكثر فقرًا، وتعال نتساءل عن أخطر ما ورد في التصريح وهو أن يقبل المصريون أسلوب المقايضات لأننا ندخل إلي فترة غاية في الحساسية دون أن يقولوا لنا من المسئول عن دخول مصر هذه الفترة مثل هذه الأزمات والتراجع الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والتعليمي والإنتاجي والأخلاقي والإنساني، هل هي مسئولية الحزب الآخر الذي تولي حكم مصر لأكثر من ثلاثين عامًا وجاء بعده الحزب الوطني ويريد أن يصلح آثاره الكارثية.. وهل بعد كل هذا التخريب يبحثون عن الحلول في جيوب المصريين وإذا كانوا يريدون أن يذكرونا بمبدأ التكافل الذي تقوم به الشعوب لمواجهة أزماتها وما أكثر ما قدم المصريون نماذج رائعة له، لكن هل كانوا شركاء في جني ثمار ومكاسب اقتصادية تجعلهم في الأزمات شركاء في اقتسامها.. التكافل في حل أزمات الوطن قبل أن يكون ماديًا يجب أن يكون بعمق مشاعر الانتماء والاطمئنان والإحساس بالعدالة والرحمة والقيمة والمسئولية وبما يجعل المشاركة في اقتسام وتخفيف أزمات الوطن فريضة إيمانية ووطنية يبذلها ويؤديها المواطن قبل أن يدعي إليها.
المصريون مع ما يفعله بهم هذا النظام ينطبق عليهم مأثورهم الشعبي «في الفرح منسيون وفي حمل الهم والأزمات مطلوبون».. ومن المكاسب مبعدون وفي الغرم والخسائر عليهم أن يحملوها وتنكسر ظهورهم.. ما أعرفه أن أسلوب المقايضة المطلوب تطبيقه علي المصريين يعني أن يستبدل الناس أشياء متوافرة لديهم ليحصلوا علي ما يحتاجون إليه من ضرورات أكثر أهمية فماذا تبقي عند المصريين ليقايضوا عليه، هل مطلوب ألا يصطاف سكان الدويقة وشقوق وجحور الجبل ومستعمرات العشوائيات وجيران الحظائر والزرائب في المنتجعات الفاخرة.. أو يتعلموا في مدارس أقل من المدارس التي انتهت منها العملية التعليمية أو يتنازلوا عن دخول المستشفيات التي وصفها وزير الصحة بأنها صفائح زبالة أو يأكلوا وجبة واحدة بدلاً من وجبتين، هل سمع نجوم لجنة السياسات عن طفلة الإسكندرية التي بعد أن أفاقت من إغمائها في مدرستها المتواضعة سألتها المدرسة هل تناولت إفطارًا فقالت الطفلة البريئة إنه ليس يوم إفطارها لأنها وإخوتها يتبادلون توزيع أيام الوجبات!! وقبل أن تتوهموا أن الشعب الجائع والمريض والعاطل عن العمل سيقايضكم أعلنوا الثروات ومصادرها والدخول وكيف توزع في مصر واطلبوا المقايضة والتنازل والتبرع والحسنة القليلة التي لعلها تكفيكم شرور بلاء كثير قادم.. شرور وبلاء يدق أبواب هذا الوطن بعنف الآن.. اطلبوها ممن أغدقتم عليهم ثمار ما ترددون أنه حدث من تنمية وازدهارواستثمار لم ير أغلب المصريين عائدًا لها في أي جانب من حياتهم المقايضة وحمل مسئولية الأيام الصعبة والحرجة المقبلة وهي صعبة وحرجة بالفعل أعلنت منظمة الغذاء أن العالم سيواجه مشاكل في كميات وأسعار الغذاء في مطلع العام المقبل وأن النصيب الأكبر منها سيقع علي الشعوب التي تستورد الجانب الأكبر من غذائها ومعروف أننا نتصدر هذه القوائم ـ مسئولية من يا تري ـ الرد الجاهز الزيادة السكانية!! للذين لا يخجلون ولا يعترفون بنكبة وسوء وفشل الإدارة وعجز وغيبة الإرادة الوطنية أهديهم هذه المعلومة أن في مقدمة الدول التي يتوقع البنك الدولي نموًا إيجابيًا لاقتصادياتها الهند والصين عدل البنك توقعات النمو الاقتصادي الصيني من 5،6% إلي 2،7%.
المصريون المطلوب منهم المقايضة والتنازل عن حقوقهم الأساسية في الحياة والتي لا يحصلون في الأصل علي الكفاف أو الحدود الإنسانية منها، أليس من حقهم أن يعرفوا أين ذهبت أموالهم وكيف تنفق عوائدهم السيادية وماذا بعد أن تنفد مصادر التمويل الداخلي علي فرض أنها استطاعت أن تسير لفترة وماذا عن تمويل مشروعات مياه الشرب والبنية الأساسية التي نسب إليها إنفاق مليارات المعونات والدعم والقروض ولم تصل 88% من قرانا وما مصادر الإنفاق علي العلاج والتعليم والبحث العلمي رغم ما وصلوا إليه من انهيار وفي موازنة هذا العام خفضت مخصصاتهم ورفعت ميزانيات الأمن والشرطة.. وما صحة الأرقام والمعلومات التي نشرت مئات المرات في الصحف والمدونات الإلكترونية هل بيعت أصول القطاع العام خلال 18 عامًا مقابل 18 مليار جنيه وما أثمانها الحقيقية وأين ولمن ذهبت المليارات الأخري من فروق الأسعار وهل تجاوزت الديون 614 مليار جنيه والنقود المهربة تجاوزت 300 مليار دولار في مقال بقلم عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق نشرته أخبار اليوم كتب: أن علي عهده وصل مصر 92 مليار دولار معونات لا ترد.. ما حجم جرائم إهدار المال العام التي وردت في تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات والأموال الضائعة التي لم يستدل علي جهات إنفاقها.. وما حجم دخول الكبار ومستشاريهم وسائر الهيلمان؟! من الذي يجب أن يقايض؟! هل من أتخمهم العز أم من أضناهم واستذلهم المرض والجوع والبطالة؟! إن من يطلقون مثل هذه التصريحات أو تطوف برءوسهم مثل هذه الخيالات لا يعرفون شيئًا عن معاناة المصريين ويتصورون أن حقوقهم في الحياة وفي المواطنة وفي العدالة منح تعطي لهم وتؤخذ منهم إنكم لا تعرفون ماذا سيفعل طوفان الجوع الكافر والبطالة المستذلة والمرض المهين والتعليم العشوائي الذي يصدر الآن ملايين الأميين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
هل تعرفون ما عند المصريين من أشياء أثق أنهم مع استعداد أن يقايضوكم عليها فقرًا يعيش تحت خطوطه أكثر من 44% منهم والنسب الأعلي في العالم في الفشل الكبدي والكلوي وأورام الأطفال والنسب الأعلي في تلوث الهواء ومياه الشرب والتربة والزرع.. هذه مؤشرات متواضعة من تحويشة المصريين المحدثيين.
ماذا لديكم أنتم.. وما ثرواتكم.. وأين ذهبت أموال الغلابة إذا كان لديكم الشجاعة والأمانة وتريدون من هذا الشعب أن يشارككم علي الأقل بأن يحتمل الظروف القاسية القادمة فافتحوا كشوف الحساب وأعلنوا أين ذهبت أموال بيع أملاكه وثرواته وأراضيه ومصانعه وقطاعه العام وكيف توزع الدخول والمناصب والمنح والعطايا وإدارة ورئاسة البنوك والشركات جزاء ما دفع فوق الموائد وتحتها.. ثم يطالبون المصريين بأن يقبلوا أسلوب المقايضة؟!! أثق أنهم علي استعداد تام أن يقايضوا بأرواحهم مقابل الخلاص مما هم فيه.. ومقابل أن يحصلوا علي نظام وحكم عادل يستردون تحت مظلته حقوقهم وكرامتهم وإنسانيتهم ويفتح أمامهم وأمام أولادهم آفاق الأمل والعمل والتنمية والعنف من نار الجوع والبطالة والمرض والترويع والطوارئ. في العام الأول من القرن التاسع عشر انتشرت الفوضي في مصر بعد أن اشتعل الصراع بين المماليك والوالي العثماني وتمكن عثمان البرديسي من السيطرة علي البلاد ولجأ إلي فرض ضرائب كثيرة علي المصريين فانتشر العصيان ومع الرجال خرجت النساء خاصة نساء الأحياء الشعبية يصرخن من الضرائب وظلم الحاكم ورددن النداء الشهير «أيش تاخد من تفليسي يا برديسي» وامتثل البرديسي وتراجع وتواصلت الضغوط الشعبية التي استغلها وركب موجتها محمد علي ليتخلص من المماليك ويستولي علي حكم البلاد.. الملاحظة المهمة كيف أدرك المصريون في ذلك الوقت المبكر مسئوليتهم عن مواجهة ما يرتكب في حقهم من مظالم وأن خروج شعب للدفاع عن حقوقه لا تهزمه قوة مهما كانت ما بال إذا كان الأمر قد وصل إلي المقايضة علي الحقوق الأساسية في الحياة.
سكينة فؤاد تكتب:هل تختفي مصر من خريطة الشرق الأوسط؟
ثلاثة تقارير صدرت في الأسابيع الأخيرة، لو صدرت في ظل أنظمة تحترم شعوبها لجعلت استمرارها في الحكم مستحيلا، فهي تقارير تتجاوز الخلل الإداري ووصول الفساد للركب أو للرؤوس وسرقات البنوك ونهب الأراضي إلي ضربات في عصب وجود مصر!! فماذا تعني مصر إذا تهدد شريان حياتها المائي؟! وماذا تعني مصر بلا أمن غذائي؟!
وماذا تعني مصر بدون ثروة بشرية أو ببشر مدمرين بالمرض وفقدوا مقومات المناعة وانهيار الأمن الصحي والحيوي؟!
التقرير الأول كان لعالم الجيولوجيا الكبير «د.رشدي سعيد»ونشرته صحيفة «الشروق» 6/7/2009 منذرا بالكوارث والتراجع الذي سيلحق بحصة مصر في مياه النيل بعد أن بدأ السودان هذا العام وبعد بناء سد «مروي» في استخدام حصته التي لم تكن تستخدم وفقد مصر ما لا يقل عن ثمانية مليارات من الأمتار المكعبة من المياه سنوياً،
ورجع العالم الجليل أن تستمر الأزمة لمدة عشرين عاماً.. وقد أكد الأزمة تقرير آخر صدر عن مركز المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء ونشرته «الدستور» 19/7 وأوضح هذا التقرير أن الزراعة تستحوذ علي النصيب الأكبر من الاستخدامات المائية حوالي 2.83% من إجمالي استخدامات 2007/2008 حيث تستخدم أو تهدر الزراعة نصيب الأسد من نصاب مصر المائي والمحاصيل الاستراتيجية في ذروة انخفاض عرفته مصر.. ووزير الزراعة المحترم يري أن استيراد القطن من إسرائيل أفضل من زراعته وحقق محصول القطن هذا العام أدني مستوي للإنتاج منذ زرعت مصر القطن، أيضا أعلن وزير الزراعة المحترم عن أن شراء القمح أفضل من زراعته وضرب مثلاً تعساً بأن «شراء العبد أفضل من تربيته».. هل نتوقع بعد إعلان الكارثة المائية إيقاف الزراعة نهائيا في مصر وشراء جميع العبيد، أقصد المحاصيل من الخارج ولا أعرف من أين سنسدد الفواتير وقد مددنا أيدينا واستلفنا مقدماً 260 مليون دولار من المعونة الأمريكية للعام المقبل!!
وتنقلنا الكارثة الأولي إلي الثانية، والتي حملها تقرير لمنظمة الغذاء العالمية «الفاو» وطبقا لبيانات صادرة عن مركز معلومات الأمن الغذائي المصري يتضح تراجع إمكانات توفير هذا الأمن وانعكاساتها في سوء الأوضاع والحقوق الغذائية للمواطنين خاصة الأطفال تحت سن خمس سنوات وتزايد نسب الفقر الغذائي والفقراء من غير القادرين علي تحقيق أمنهم الغذائي الذي يعني قدرة الحصول علي غذاء آمن يوفر شروط وضمانات حياة صحية ويسمح للفرد بالعمل المنتج لمدة 8 ساعات، بالإضافة إلي تراجع مستويات قدرة الاكتفاء خاصة في المحاصيل الأساسية وحيث تمثل مصر المستورد الرئيسي للقمح في العالم وبما يهدد بتضاعف انهيار الأمن الغذائي خاصة مع تزايد ارتفاع الأسعار والطفرة التي ستحدث فيها مع مطلع العام المقبل وبما سيجعل أدني شروط الأمن الغذائي يستحيل توفيرها للمواطنين المصريين!!
ثم تأتي الكارثة أو المحنة الثالثة والتي لا تنفصل عن الأولي والثانية وجاءت في دراسة صدرت هذا الشهر «يوليو 2009» عن المجالس القومية المتخصصة، وكانت عن سوء الأحوال الصحية للمصريين وانتشار الأنيميا بينهم مما يتسبب في إعاقة نموهم العقلي والبدني والنفسي ويتسبب في نسب من العجز المعلن والخفي ويرتبط بانتشار الخمول والضعف العام وضعف القدرة علي العمل والإنتاج..ومنذ سنوات صدرت دراسة أخفيت بسرعة في أدراج مجلس الشعب وتناولت الأحوال الصحية للمتقدمين لاختبارات الكليات العسكرية وافتقاد النسب الأكبر منهم للياقة والسلامة الصحية وانتشار التقزم وتقوس العظام بينهم، الدراسة الأخيرة للمجالس القومية تؤكد انهيار الأمن والسلامة الصحية للمواطن المصري وأن 29% أي ثلث أطفال مصر يعانون نقص النمو والتقزم .. وفي تقرير قرأته من قبل أن أطوال الصينيين واليابانيين زادت علي معدلاتها الطبيعية وطالت قاماتهم.. أثق أنكم تتفقون معي أن قامة البشر وقوة وصلابة وارتفاع العمود الفقري كما تحدث بالغذاء الصحي السليم تحدث أيضاً بالحكم العادل والآمن والرشيد .. فكرامة وعزة المواطن وإحساسه بالأمان ترفع رأسه وتشد قامته وتفتح شهيته للحياة والعمل والإنتاج، ما يحدث عكسه تماما في مصر الآن.
أعود للكوارث الثلاث المثبتة بتقارير رسمية وخبراء وعلماء كبار وأسأل الذين ارتكبوا العورات والمسخ لمواد في الدستور ليضمنوا الحكم الأبدي لمصر:
هل سألتم أنفسكم ماذا سيتبقي من مصر إذا سحب منها أو خفض نصابها المائي بالتدريج وإذا تضاعف انهيار أمنها الغذائي.. وتعاظمت الأزمات والكوارث الصحية التي تدمر سلامة وقوة الثروة البشرية؟ ووسط لغو الكلام والسفسطة والحقائق المغيبة والصراعات والفضائح الوطنية التي أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين أسأل: ماذا أعددتم لمواجهة الأزمات الثلاث؟ ما هي خطط ترشيد استخدام المياه؟ وما أحوال ووسائل الصيانة والاستخدام الأمثل لآبار مصر وخزاناتها الجوفية؟ وهل مزارع السادة علي الطريق الصحراوي لزراعة الموز والفاكهة استنفدت مياه هذه الآبار؟ ومن سيدفع تكلفة الترعة التي ستربط هذه المزارع بمياه النيل؟ وهل ستجدون المياه؟ وحسب وجهة النظر الفاسدة التي تؤمن بزراعة الفاكهة وتصديرها وشراء المحاصيل الاستراتيجية بعائدها، هل سيشتري السادة الأغنياء هذه المحاصيل لحساب جوعي وفقراء مصر؟.. أم إذا عجزنا عن استيراد القمح سنصنع العيش من الموز؟ وهل سنواصل ري ملاعب الجولف وعطاشي مصر لا يجدون المياه؟!
الذين يحلمون بأبدية حكم مصر.. هل تحلمون بأرض بلا شعب .. أرض تتطهر من المرضي والجوعي والمتقزمين والعاجزين عن العمل والإنتاج والذين مازالوا يتمسكون بأن يأكلوا ويشربوا ويحصلوا علي الدواء والعلاج وتريدون استبدالهم بكائنات بورتودفا وبورتوعفا.. لا عفا الله عنكم.
ضرب مصر في عصب قوتها ووجودها واستقرارها واستقلالها والذي لا يقف بعيدا عنه الأصابع والمخطط الصهيوني للمنطقة ويحقق في أهدافه الجهنمية وعلي المدي البعيد أن تذوي وتذوب مصر القوة والحيوية والإرادة الوطنية والغني والاكتفاء الذاتي وتعاظم الثروة البشرية والطبيعية والعلمية.. جميع المقدمات التي جعلتها رأس الحربة الضاربة في المنطقة والخطر الحقيقي والوحيد الذي كان يهدد إسرائيل في المنطقة ولا من تحالفوا واستمدوا أمنهم واستمراريتهم من الأحضان والرضا الصهيوني وكل من مهد الأرض لتبقي فقط مصر الطرية واللاهية والملبن والتي تداس من هنا فقط وتنز ضعفا واستسلاما وترسل غازاً وتستقبل قتلة في صورة خبراء ليديروا عمليات إبادة ما تبقي من أمن غذائي وثروات بشرية!!
بذرة الوجود والحضارة والماضي العظيم ازدهرت عندما توفرت عناصر الحياة الأساسية.. النهر الذي استقر حوله الإنسان وبني بيته وزرع أرضه ووضع أسس استقراره وإبداعه في العلوم والفنون وكان الغذاء الآمن والصحي من أهم أسباب عبقرية المصريين القدماء كما أثبتت دراسة فرنسية لعلماء المصريات. ماذا يعني أن تهدد وتضرب الأخطار العناصر الثلاثة.. أليس تقويضا لعصب وجود مصر يا من تحلمون بأبدية الحكم؟ وإذا كان هناك من يقرأ ويعي ما يقرأ فاقرأوا هذه السطور لواحد من أبناء مصر النابهين والأمناء والعلماء والذي مرت جريمة اغتياله مرور الكرام - أتحدث عن أستاذ الجغرافيا د. جمال حمدان وعن سطور لن أتوقف عن نشرها ودق أجراس ما جاء فيها من تحذيرات تتولي الوقائع والأحداث تأكيد حدوثها، ومنها هذه التقارير الثلاثة، ولعل الأمناء علي هذا الوطن ممن يملكون ضمائر مازالت حية يتشاركون في البحث عن إجابة للسؤال الذي يدور علي ألسنة جميع المروعين بما وصلت إليه أحوال مصر.. وماذا بعد.. وما هي الإجراءات العاجلة لإنقاذ هذا الوطن؟!
في أوراق د. جمال حمدان التي نشرت بعد جريمة اغتياله وفي الفصل الأول منها بعنوان «مصر والمصريون» يقول :«مصر اليوم إما القوة وإما الانقراض، إما القوة وإما الموت! إن لم تحقق مصر محاولة قوة عظمي تسود المنطقة يتداعي عليها الجميع يوما ما «كالقصعة!» أعداء، وأشقاء، وأصدقاء، أقربون وبعيدون وأبعدون!». في الأوراق التي قام بجمعها ونشرها شقيقه أ.د. عبد الحميد حمدان يتضح أن
د. جمال حمدان كتب هذه المسودات ما بين عامي 1990 و1993 ويتضح أنه رأي رؤي العين أن فقد مصر لقوتها في ظل أزمة المياه قد يغري بعض شركاء حوض النهر بشن الحرب عليها!
وإثباتات الرؤية العلمية تتوالي والسدود تعلو في الجنوب وإسرائيل تدير المنظومة وتسيطر وتشن حروبها من أجل المياه في مصر وسوريا ولبنان، وجاء الدور علي النيل والجنوب وتريد شركاء يحاربون بعض حروبها بالنيابة عنها.. ومن سنوات طويلة انسحب الدور المصري السياسي والاقتصادي والثقافي، وأحوال مصر ليست خافية والتي رآها د. جمال حمدان ليس بعيون زرقاء اليمامة ولكن بعيون الابن المحب والعالم والباحث ورأي في تسعينيات القرن الماضي ما يحدث الآن.. فهل من صنعوا الكوارث لا يرونها ولا يرون المخاطر والمهددات التي تندفع إليها مصر وتلخصها التقارير الثلاثة التي أشرت إليها أول المقال.. لذلك فمن بين ما أشار إليه من متغيرات خطيرة تضرب مصر في صميم وجودها من حيث المكان والمكانة يقول د. جمال حمدان «لأول مرة ظهر لمصر منافسون ومطالبون ومدعون هيدرولوجيا. كانت مصر سيدة النيل، بل مالكة النيل الوحيدة - الآن فقط انتهي هذا الدور إلي الأبد، وأصبحت شريكة محسودة ومحاسبة ورصيدها المائي محدود وثابت وغير قابل للزيادة، إن لم يكن للنقص، والمستقبل أسود.. ولت أيام الغرق وبدأت أيام العطش .. وعرفت الجفاف لا كخطر راجع ولكن دائم، الجفاف المستديم بعد الري المستديم»! في مقال الأسبوع الماضي سألت: أين ذهبت أموال الغلابة وكيف أديرت واستثمرت عوائد بيع أملاكهم وثرواتهم وأراضيهم ومصانعهم وقطاعهم العام ودخولهم من قناة السويس والسياحة وقدمت مجموعة من الاتهامات بالغة الخطورة وسألت عن مصيرها وكالمتوقع والمعتاد لم يتفضل مسئول واحد بإجابة تسقط ما يعنيه نهب وتبديد وإهدار هذه الثروات، وهذا الأسبوع يبدو الأمر أخطر وأن الإهدار والتبديد يتجاوزان رؤوس أموال المصريين.. إلي وجود مصر.. إلي الوطن.. إلي مصادر قوته واستقراره وسيادته وعزة ومنعة أبنائه.. إلي الأرض وسلامتها.. وشريان ماء الحياة ولقمة عيشه وأمنه الغذائي وقوة وقدرة وسلامة ثروته البشرية.هل أصبح المستقبل الأسود الذي تحدث عنه د.جمال حمدان في أوائل التسعينيات حاضرا وواقعا؟! هل سنواصل الصمت والتسليم والاستسلام إلي أن تكتمل الكارثة؟! - لا أعرف ما هو الوصف الأدق الذي يجب استخدامه هنا عندما تختفي مصر من خريطة الشرق الأوسط أو نسلم الأجيال المقبلة ذكريات وبقايا وطن كان عزيزا وعظيما واكتفينا بالصراخ والندب والشكوي دون ممارسة حقوقنا الدستورية والقانونية في الدفاع عنه!!
تُنشر هذه السطور 23 يوليو 2009 بما يوجب تحية لذكري الثورة وكل ما حملته من طموحات وأهداف وطنية ورغم ما امتلأ به مسارها من تحديات ونكوص وتراجع.. فالخلاف مع ما انتهت إليه وما قاد إلي هزيمة 1967 لا ينفي القيمة والدور والإنجازات.. بل إن القيم والطموحات والأمل الذي كان ولم يتحقق هي التي تفرض القراءة العميقة والموضوعية لتصحيح كثير من التشوهات التي يمتلئ بها وجدان الأجيال عن تاريخ بلدهم أو الاستهانة أو التسطيح والغياب.
سكينة فؤاد تكتب: في أزهي عصور الفضائح الوطنية.. أعياد ثورة يوليو فوق الأراضي العربية المغتصبة
لا توصف ولا تصنف ولا تفسر إلا في إطار الفضائح الوطنية التي نعيش الآن أزهي عصورها، أتحدث عن مشاركة اثنين من عتاة زعماء الإرهاب والإجرام الصهيوني بذكري ثورة 23 يوليو في فضيحة ثانية لا تقل عن الأولي بوجود سفارة لمصر فوق الأراضي العربية التي اغتصبها الصهاينة.. ثورة 23 يوليو التي شن جيش العدوان الصهيوني حربين للخلاص من كابوسها وكابوس ما لوحت به وخططت له من مد للقومية والثورات العربية ضد الاستعمار الغربي واستقواء وطني باستكمال النهضة الصناعية والاجتماعية في مصر، وما كانت تمثله الثورة وجمال عبدالناصر من رفض ومقاومة للمشروع الصهيوني.. ومعروف أن فكرة الثورة تكونت من رحم حرب فلسطين عندما أدرك جمال عبدالناصر أن الهزيمة لم تكن خطأ أو تقصير الجيوش العربية،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رغم فروق التجهيز والتسليح بينها وبين قوات العصابات الصهيونية، لكن خطيئة وحصاد ما يحدث داخل الأوطان العربية وفي مقدمتها ما يحدث في مصر.. وأن قوة مصر مدعومة بوحدة الأمة العربية تمثل التهديد والخطر الحقيقي علي المشروع الصهويني، ذهب الإرهابيان يهنئان أنفسهم وتوابعهم بانهيار مشروع وطموحات الثورة التي كلفتهم حروب 56 و67 وأيضاً 73 وقدوم عصر وسياسات ومبادئ الأحضان الدافئة التي يتمدد فيها السلام الدافئ جداً.. جداً كما وصفوه أثناء تبادل الأنخاب أو السلام العفن والكاذب والمخادع.. ذهبوا يحتفلون بانقشاع غمة وكارثة وحدة العرب وصعود وتكامل قواهم السياسية والاقتصادية، واشتباكهم في صراعات وتمزق واتهامات ليس لها مثيل ـ كثير من المؤلفات الغربية التي صدرت بعد حرب 56 مثل الطريق إلي السويس ـ «النصر المراوغ» ـ الحروب العربية الإسرائيلية تناولت مراحل الغزو الاستعماري الغربي بأشكاله المختلفة العسكرية والاقتصادية والثقافية، ومنذ الحروب الصليبية حتي زراعة السرطان الصهيوني الاستيطاني في الجسد العربي، كان الهدف الأساسي سلب العرب مقومات التقدم والتحرر والسيادة والسيطرة علي مقاديرهم وثرواتهم وبعد ثورة 23 يوليو كان التركيز علي مصر واستئصال نفوذها علي العالم العربي وأفريقيا والعالم الثالث، وفي كتاب النصر المراوغ إشادة بقدرة مصر التي رغم كل الدعم الغربي لإسرائيل حققت نصرها في 1973 النصر الذي كان يحمل زخم قوة مصر قبل الثورة وما بعد الثورة وحرب الاستنزاف صعوداً إلي معركتها وانتصارها في 73.. ليبدأ بعدها الانسحاب والنكوص والهزيمة وليحقق الصهاينة بالسلام المسموم والملغم ما لم يحققوه بجيوشهم ولتدخل قوي وقدرات مصر حظيرة التدجين والإخصاء باسم السلام الذي تحت ظلاله الوارفة يزداد انسحاب الدور والقدرة المصرية ولتنكمش في حدود إدارة مفاوضات عبثية ولتستقر القضية الفلسطينية في قلوب المصريين بعدما لم يعد لها مكان علي الأرض، كما جاء في كلمة الرئيس إلي الأمة احتفالا بذكري الثورة التي استغلها مجرما الحرب ليبيعا مزيداً من الدجل والخداع للعالم، وانفردت «الدستور» 25 يوليو بتفاصيل المهزلة وصور تبادل الأنخاب وسكينهم يقطع علم مصر الذي غطي كعكة عيد الثورة، ونقلت الصور انفعالات وفرحة وجهي الثعلب والذئب تكشف الذهول وعدم التصديق أن يهديهم النظام صديقهم وثيقة دفاع وتبرئة من جرائمهم وثيقة تخرس المحاولات المتهافتة للرئيس الأمريكي لإيقاف توسع المستوطنات الذي رفضوه وشجبوه، ووجهوا للتوسع في المستوطنات اليهودية بالضفة أكبر نصيب من الإنفاق وقرروا مصادرة أراض فلسطينية جديدة في القدس الشرقية ـ الأهرام 22 يوليو 2009 ـ اليوم الأسبق علي تبادل أنخاب الحب والسلام الدافئ جداً ـ وقبلها بأيام 13 يوليو 2009 وفيما وصفته الأهرام أيضاً بأنه تحد صارخ لمشاعر المسلمين بأن إسرائيل تقوم بإنشاء مدينة سياحية خاصة باليهود أسفل المسجد الأقصي وإنشاء شبكة أنفاق تتجاوز العشرين تحت المسجد لتهويد تراث المدينة أمام زوارها وقبلها بأيام قليلة كان الإعلان عن تهويد ما تبقي من أسماء لمدن عربية في الضفة والقدس الشرقية، وحرص الذئب والثعلب في التباريك، التي أرسلوها لأصدقائهم في القاهرة أثناء تبادل الأنخاب أن يوجهوا لهم التحية لدورهم الحيوي في دعم السلام في الشرق الأوسط وفي مصارعة المتطرفين ـ الاسم الحركي الجديد لحركات المقاومة ـ وأعلنا أنه إذا تشابكت أيادي مصر وإسرائيل وخبراتهما ومواهبهما يمكن تحقيق إزدهار يتجاوز كل خيال؟!
أذكر النتائج الكارثية لاتفاقية الكويز الإسرائيلية التي دمرت صناعة النسيج وساهمت في إغلاق أكثر من ألف مصنع منها في شبرا وحدها 500 مصنع وتشريد آلاف العمال وخراب بيوت أصحاب المصانع وغمروا الأسواق المصرية بالمنتجات الإسرائيلية.. أذكر أيضاً بذور القطن المستوردة من إسرائيل التي دمرت صناعة القطن في مصر ـ أذكر بمشروع شلوم الزراعي التابع والممول من جيش الإرهاب الصهيوني الذي يستخدم الهندسة الوراثية في تدمير خصائص البشر والأرض والثروة الحيوانية والمياه ـ أذكر بحرب المياه التي يديرونها ضد مصر الآن في أفريقيا ـ أذكر بقناة البحرين التي بدأوا مراحل تنفيذها الفعلي لسلب قناة السويس انفرادها وسيطرتها علي حركة التجارة الدولية في المنطقة.. قليل من كثير من مظاهر السلام الدافئ جداً والمودة العميقة مع مصر ودون استطراد إلي وقائع الجريمة الكاملة التي ارتكبت فوق أرض فلسطين ربما يجعل تبادل الأنخاب جريمة وفضيحة وطنية ولتتضح أبعاد الكارثة والفضائح الوطنية التي نعيش أزهي عصور ازدهارها بينما كانت عناوين الصحف الرسمية أن الصناعة المصرية تجاوزت التجميع إلي التصنيع!! هكذا ودون خجل بين الآفاق التي وصلت إليها الصناعة المصرية قبل وبعد الثورة حتي دخلنا عصر تفكيك الوطن كله وبيعه بالمناسبة لم يتفضل مسئول واحد ويرد علي الفضيحة الوطنية التي نشرتها الأهالي 8 يوليو 2009 العنوان مفاجآت في ملف رشاوي المسئولين لبيع المراجل البخارية.. الأرض تحولت إلي قرية سياحية ضمن قصور الوزراء والأمراء من المنيل حتي الحوامدية!! في يوم تبادل الأنخاب في سفارة النظام المصري في تل أبيب 24 يوليو 2009 أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن مشروع مشترك بينها وبين إسرائيل لاختبار صاروخ إسرائيلي جديد من طراز جيتس!!
ما وقعت فيه الثورة من أخطاء وما ارتكبه بعض أبنائها من خطايا في مقدمتها عدم إدراك تحديات الوجود التي فرضت علي مصر القوة متلازمة وضمانة أساسية لوجودها منذ فجر تاريخها وقد مثل زراعة الكيان الصهيوني في المنطقة وعلي بوابات مصر الشمالية الشرقية واحدًا من أخطر هذه التحديات.. تأتي أنخاب الصهاينة لتعلن ضرورة الحياة والوجود وإنقاذ المصير والحاضر والمستقبل بإحياء فريضة استعادة قوة وعافية وسلامة مصر سياسيا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وأعيد التذكير بما أشرت إليه الأسبوع الماضي وأنا أتناول ثلاثة تقارير رسمية ودولية بما تضمنته من مؤشرات خطيرة لتراجع دور وقدرة مصر ممثلة في ثلاثة فقط من عشرات من الكوارث المهددة، ابتداء من أزمة مياه النيل إلي أوضاع الأمن الغذائي والصحي والحيوي، وأذكر بما كتبه د. جمال حمدان في أوراقه السياسية.
الأخيرة التي نشرت بعد جريمة اغتيال «مصر اليوم: إما القوة أو الانقراض، أما القوة وإما الموت».
خلاصة تاريخ ووجود وماضي وحاضر ومستقبل مصر لخصه العالم الجليل في هذه العبارة العبقرية ـ عبارة تعلن أن هذا الوجود مرهون بأن تحفظ وتصان وتعظم قواها البشرية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية والعلمية والثقافية والحضارية بها تكون ودونها لا تكون.. الأحداث تتوالي يوميًا لإثبات تراجعها وتبديدها.. أضاف د. جمال حمدان أن مصر إن لم تتمسك وتحقق شروط قوة عظمي تسود المنطقة وأمة قوية ذات بأس ومهابة وأنياب وشراسة وعقل ورشد وحكمة فسوف يتداعي عليها الجميع يومًا «كالقصعة» أعداء وأشقاء وأصدقاء، أقربين وبعيدين وأبعدين، وقد تداعي الأبعدون ليحتفلوا ويشقوا علم مصر المشهد الرمزي ليس بعيدًا عن المعني والأمل: هل نريد وثيقة دامغة وأكثر إيلامًا علي تحقق مصر بالمقاييس التي لا يتمني ولا يحلم أعداؤها الأكثر.. فهل يفرض الحدث ودلالته حركة ومواقف وإصراراً من الأمناء والمحبين من أبنائها لاستعادة مصر التي يقوي ويستقوي ويحيا بها شعبها.
مصر إما القوة أو الانقراض إما القوة وإما الموت؟!
هل هناك مجال لأي مفاضلة أو اختيار أو تفكير.. فقط القوة لها مقاييس وشروط وضرورات في إدارة الحكم والسياسات وفرض إرادة المواطن.. أصبح فريضة لا أن نطالب بها فقط ولكن أن نمارس جميع وسائل فرضها قبل أن يكون الانقراض ميراث الأجيال القادمة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى