- nermeen35
- عدد المساهمات : 18007
ذهب : 36295
تقييم المشاركات : 265
تاريخ التسجيل : 10/09/2011
طرق الحج في الأردن
الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 9:20 am
طرق الحج في الأردن
هي رحلة مختلفة نسير بها الآن.. نسير على هدي القداسة، ونتتبع خطى الحجاج الذي كانوا يكبرون، ويهللون، وهم يتنقلون من محطة إلى أخرى في دربهم باتجاه مكة والمدينة، عبر الأردن، في درب حجهم إلى هناك..
هي رحلة نتتبعها، مع مؤرخ كتب أهم الكتب في هذا المضمار، وهو عالم، وأكاديمي، هو الأستاذ الدكتور صالح موسى درادكة، وكتابه الذي سنسلط الضوء عليه في مساحة بوح القرى، هذه، هو كتاب «طرق الحج الشامي في العصور الإسلامية/ الطرق في شرق الأردن خاصة»، الذي صدر في طبعته الثانية عام 2007م، ضمن منشورات اللجنة العليا لكتابة تاريخ الأردن.
سنقرأ في الكتاب محتواه، وتفاصيله، ونركز في تقديمنا له على الجانب الخاص بالأردن، وأمكنته، ومنازل الحج فيه، والمحطات والقلاع والقرى التي يمر فيها الحجاج في قوافلهم التي كانت تسير من هذه الديار.
سيرة مؤرخ
ولكن قبل تصفح الكتاب، وكما تعودنا، في قراءات سابقة لها علاقة بكتب، ومؤرخين، ساهموا في كتابة تاريخ الأردن، وذاكرة أمكنته، وحكايات قراه، وقصص الأحداث فيه، نبدأ بتسليط الضوء على سيرة المؤرخ، وإسهاماته، ومؤرخنا هو علم، ومعروف في علم التاريخ، وقد تم تكريمه في عام 2009م، بمناسبة بلوغه سن السبعين، حيث تم إصدار كتاب حوله، احتوى على سيرته الذاتية، وعلى بحوث ودراسات مهداة اليه، الأستاذ الدكتور صالح موسى درادكة، ومن هذا الكتاب نجتزىء مساحة من التعريف به، والذي كتبه الأستاذ الدكتور محمد خريسات، ونقدمها هنا، تحت عنوان سيرة مؤرخ، حيث ولد الدكتور صالح درادكة في قرية زوبيا شمال الأردن، عام 1938م، وتعلم في سن مبكرة في كتاب القرية، وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة دير أبي سعيد الابتدائية، ومدرسة العروبة في اربد، وتابع دراسته حتى أكمل الثانوية في مدارس الرمثا، واربد.
دمشق.. القاهرة.. مراكش
عمل الدكتور صالح درادكة معلما بعد سنة 1955م، والتحق في جامعة دمشق لدراسة التاريخ في السنة الدراسية 1962-1963م، وأكمل دراسته الجامعية الأولى في العام الدراسي 1966-1967م، والتحق بعد ذلك لدراسة الماجستير في جامعة الأزهر بالقاهرة، وتخرج بتقدير جيد جدا عام 1972م، ثم حصل على درجة الدكتوراه من الأزهر في عام 1977م، وكان عنوان أطروحته «العلاقات العربية اليهودية حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين». عمل الدكتور صالح درادكة في وزارة التربية والتعليم المغربية، وعين في جامعة مراكش بعد حصوله على الدكتوراه، في عام 1978م، إلا أنه في ذات العام تم تعيينه في الجامعة الأردنية، والتحق بالتدريس فيها بتاريخ 3/10/1978م.
كتب.. وبحوث.. وأنشطة
تحتوي السيرة الذاتية للدكتور درادكة على كثير من الأنشطة الأكاديمية، فقد كان رئيسا لقسم التاريخ في الجامعة الأردنية لعدة سنوات، ومشرفا عاما على لجان كتب التربية الوطنية الاجتماعية للمرحلة الأساسية لوزارة التربية والتعليم، ونائبا لرئيس جامعة جرش، ومستشارا لمناهج التاريخ في سلطنة عمان، وغيرها من المواقع الأكاديمية، كما أن له العديد من الكتب التي ألفها منفردا، أو بالتشارك مع آخرين، ومن مؤلفاته كتاب بحوث في تاريخ العرب قبل الإسلام، وكتاب الإنسان في القرآن، وكتاب العلاقات العربية اليهودية حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين، وكتاب طرق الحج الشامي في العصور الإسلامية، وكتاب فتوح الشام للواقدي (جمع وتحقيق)، إضافة إلى مشاركة في تأليف 18 كتابا مع آخرين، والكثير من البحوث المنشورة، والإشراف ومناقشات الرسائل الجامعية، والحضور الدؤوب في الندوات والمؤتمرات، وعضوية الكثير من اللجان، وهو حاصل على كثير من كتب التقدير على المستوى الوطني والعربي، إضافة إلى حصوله على وسام المؤرخ العربي، ووسام التربية والتعليم الأردني.
عمل رائد
أما كتاب «طرق الحج الشامي في العصور الإسلامية/ الطرق في شرق الأردن خاصة»، فيحتوي على عشرة فصول عناوينها هي «الحج في الإسلام، طرق المواصلات بين بلاد الشام والحجاز قبل الإسلام، طرق الحج الشامي في الأراضي السورية، طرق الحج الإسلامي في شرقي الأردن من الحدود السورية إلى الزرقاء، والفصل الخامس هو من الزرقاء إلى زيزا (الجيزة)، والفصل السادس من زيزا إلى أيلة (العقبة) وسرغ (المدورة)، وبقية الفصول هي الطرق من الحدود الأردنية السعودية وحتى المدينة المنورة، وطريق من المدينة إلى مكة، والمشاكل والخدمات على الطريق، والآثار الاقتصادية والثقافية لطرق الحج الشامي».
قدم للكتاب الأستاذ ابراهيم شبّوح قائلا «هذا الجهد الذي قدمه أ. د. صالح موسى درادكة، أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية، هو عمل رائد قام على القواعد الصحيحة للبحث، فدرس أعمال المتقدمين من جغرافيين ورحالة ومؤرخين، ورتب أعمالهم على الأزمنة، وحدد المواقع المترابطة خاصة على طريق الحج الشامي الواصل للحجاز، ثم عاين تلك المواقع ووصفها ووضع لها الخرائط التوضيحية ورتب عليها ما أفادت به المصادر والمراجع، بما يكشف عن تطور عمرانها وارتباطها بأحداث عصرها وما يستفاد منها».
القافلة الشامية
بدأت هذه الدراسة لطرق الحج الشامي في عام 1988م، بدعم من الجامعة الأردنية، ودائرة الآثار العامة، وفي مقدمته للكتاب يقول الدكتور صالح درادكة عن أهمية الكتابة في هذا الموضوع، أنه «في العهد الإسلامي أصبح الأردن معبرا لقوافل الحج، بالإضافة إلى قوافل التجارة، وطلبة العلم، ونظرا لأهمية الحج وطرقه، ودور الإنسان والأرض في رقعة الأردن الحالي عبر الأزمنة الإسلامية، وجدت الحاجة ماسة لتأليف كتاب يعالج هذا الموضوع، فقد عولجت طرق الحج التي تربط العراق بالديار الحجازية المقدسة، كما درست طرق الحج بين مصر والحجاز، وطرق الحج داخل الجزيرة العربية، وبقيت طرق الحج الشامي دون دراسة، رغم أهمية هذه الطرق، فقد كانت القافلة الشامية أول قافلة منظمة، تشرف عليها الدولة، تصل البلاد المقدسة من خارج حدود الجزيرة العربية، وذلك لأن مركز الدولة الإسلامية انتقل إلى الشام، بعد فترة الخلافة الراشدة». ويضيف الدكتور درادكة أيضا بأن «من غايات هذه الدراسة التعريف ببعض المواقع الأردنية التي كانت محطات ومنازل للحجاج، تقدم لهم الخدمات المطلوبة، وتؤثر وتتأثر بموسم الحج الذي كان ظاهرة سنوية ينتظرها السكان بفارغ الصبر لما تحمله من منافع. لقد رأيت أو أورد بعض أسماء المواقع بصيغ متعددة للتدليل على التغيرات التي طرأت على اسم الموقع، مثل ذرعا، وأذرعات للدلالة على درعا الحالية، وارندل، وغرندل، وزيزا، وزيزى، وصلخد، وصرخد، وذلك لورود هذه الصيغ في المصادر، وهي لا تخفى على القارىء دلالاتها».
إلى الزرقاء
يبدأ الدكتور صالح درادكة كتابته حول طرق الحج في شرقي الأردن، بإشارته إلى مخارج قوافل الحج من الأراضي السورية في مختلف العصور الإسلامية، وتلك المخارج هي مخرج درعا، ومخرج بصرى، ومخرج المزيريب، ومخرج صلخد. وعبر كل مخرج، يقدم المؤلف دراسة عن بعض المواقع التي تمر بها القافلة باتجاه الزرقاء، حيث يدرس في مخرج درعا كل من قرى أم الجمال، والمفرق، وجابر. وفي مخرج بصرى، يكتب عن صبحا وصبحية، وجاوا، وسبع اصير، والدفيانة، وقصر اركيس، وأم القطين، والأزرق. وبتتبع مخرج المزيريب، يشير إلى المفرق، والطرة، وجرش. أما مخرج صلخد، فيكتب تحت هذا العنوان حول القصور الصحراوية في البادية الأردنية، كقصر الحلابات، وقصر الخرانة. وبعد ذلك يكون الوصول إلى الزرقاء، حيث قصر شبيب، وأطلال أبينة تتاخم وادي الضليل شمال شرقي الزرقاء،وخط شبيب، ويشير الدكتور الدرادكة هنا إلى أنه «كان يعيش في الزرقاء إلى عهد قريب أناس عرفوا بالأدلاء كان عملهم قيادة القوافل إلى مسارب هذه الأجمة، وكانت خدماتهم تتجلى في معرفة الطريق السالكة التي توصل إلى طرف الأجمة الآخر دون أن يكون فيها عارض يعوق تقدم القافلة».
قرى.. وأمكنة
الفصل الخامس من الكتاب عنوانه «من الزرقاء إلى زيزا (الجيزة)»، وهنا يشير إلى أماكن في تلك الأنحاء هي كل من الزرقاء، ماركا، عمان، أم الصواوين، تل المقيبلين، سحاب، الجارية، الأيدون، القسطل، اللبن، الطنيب، زيزاء (الجيزة)، حسبان، مأدبا. الفصل السادس عنوانه «من زيزا إلى أيلة (العقبة)، وسرغ (المدورة)»، ومر فيها على الكتابة عن معان، وعنيزة، والحسا، والقطرانة، والموجب، وبالوع، والكرك، والربة، والثنية، واللجون، ووادي الحسا، والطفيلة، والشوبك، وأذرح، والحميمة، وأيلة (العقبة)، وضبعة، ورجم قبال (خان قبال)، وخان الزبيب (المحطة)، وسواقة (وادي السواقة)، وبطن الغول، والمدورة (سرغ).
ملاحق.. وخرائط
ومن المهم الإشارة في الكتاب إلى أهمية محتوياته في الملاحق من جداول وخرائط وصور، فهناك ملحق بمنازل الحج الشامي عند الجغرافيين العرب الأوائل من دمشق إلى المدينة المنورة، وملحق بمنازل الطريق من المدينة إلى مكة مع ذكر المسافات بالأميال، وملاحق خاصة بالطرق الداخلية، والطريق الساحلي، وغيرها من الجداول المهمة، مع نماذج من النقوش والكتابات في طريق الحج الشامي، وخرائط لطرق المواصلات القديمة في بلاد الشام، وطرق الحج، وصور ميدانية للدكتور صالح درادكة أثناء انشغاله بهذه الدراسة حيث احتوت صور للمواقع، وللآثار، ولمقابلاته الشخصية مع كبار السن العارفين بالطرق القديمة، وينتهي الكتاب بذكر المصادر والمراجع المختارة، والفهارس والكشافات.
هي رحلة مختلفة نسير بها الآن.. نسير على هدي القداسة، ونتتبع خطى الحجاج الذي كانوا يكبرون، ويهللون، وهم يتنقلون من محطة إلى أخرى في دربهم باتجاه مكة والمدينة، عبر الأردن، في درب حجهم إلى هناك..
هي رحلة نتتبعها، مع مؤرخ كتب أهم الكتب في هذا المضمار، وهو عالم، وأكاديمي، هو الأستاذ الدكتور صالح موسى درادكة، وكتابه الذي سنسلط الضوء عليه في مساحة بوح القرى، هذه، هو كتاب «طرق الحج الشامي في العصور الإسلامية/ الطرق في شرق الأردن خاصة»، الذي صدر في طبعته الثانية عام 2007م، ضمن منشورات اللجنة العليا لكتابة تاريخ الأردن.
سنقرأ في الكتاب محتواه، وتفاصيله، ونركز في تقديمنا له على الجانب الخاص بالأردن، وأمكنته، ومنازل الحج فيه، والمحطات والقلاع والقرى التي يمر فيها الحجاج في قوافلهم التي كانت تسير من هذه الديار.
سيرة مؤرخ
ولكن قبل تصفح الكتاب، وكما تعودنا، في قراءات سابقة لها علاقة بكتب، ومؤرخين، ساهموا في كتابة تاريخ الأردن، وذاكرة أمكنته، وحكايات قراه، وقصص الأحداث فيه، نبدأ بتسليط الضوء على سيرة المؤرخ، وإسهاماته، ومؤرخنا هو علم، ومعروف في علم التاريخ، وقد تم تكريمه في عام 2009م، بمناسبة بلوغه سن السبعين، حيث تم إصدار كتاب حوله، احتوى على سيرته الذاتية، وعلى بحوث ودراسات مهداة اليه، الأستاذ الدكتور صالح موسى درادكة، ومن هذا الكتاب نجتزىء مساحة من التعريف به، والذي كتبه الأستاذ الدكتور محمد خريسات، ونقدمها هنا، تحت عنوان سيرة مؤرخ، حيث ولد الدكتور صالح درادكة في قرية زوبيا شمال الأردن، عام 1938م، وتعلم في سن مبكرة في كتاب القرية، وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة دير أبي سعيد الابتدائية، ومدرسة العروبة في اربد، وتابع دراسته حتى أكمل الثانوية في مدارس الرمثا، واربد.
دمشق.. القاهرة.. مراكش
عمل الدكتور صالح درادكة معلما بعد سنة 1955م، والتحق في جامعة دمشق لدراسة التاريخ في السنة الدراسية 1962-1963م، وأكمل دراسته الجامعية الأولى في العام الدراسي 1966-1967م، والتحق بعد ذلك لدراسة الماجستير في جامعة الأزهر بالقاهرة، وتخرج بتقدير جيد جدا عام 1972م، ثم حصل على درجة الدكتوراه من الأزهر في عام 1977م، وكان عنوان أطروحته «العلاقات العربية اليهودية حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين». عمل الدكتور صالح درادكة في وزارة التربية والتعليم المغربية، وعين في جامعة مراكش بعد حصوله على الدكتوراه، في عام 1978م، إلا أنه في ذات العام تم تعيينه في الجامعة الأردنية، والتحق بالتدريس فيها بتاريخ 3/10/1978م.
كتب.. وبحوث.. وأنشطة
تحتوي السيرة الذاتية للدكتور درادكة على كثير من الأنشطة الأكاديمية، فقد كان رئيسا لقسم التاريخ في الجامعة الأردنية لعدة سنوات، ومشرفا عاما على لجان كتب التربية الوطنية الاجتماعية للمرحلة الأساسية لوزارة التربية والتعليم، ونائبا لرئيس جامعة جرش، ومستشارا لمناهج التاريخ في سلطنة عمان، وغيرها من المواقع الأكاديمية، كما أن له العديد من الكتب التي ألفها منفردا، أو بالتشارك مع آخرين، ومن مؤلفاته كتاب بحوث في تاريخ العرب قبل الإسلام، وكتاب الإنسان في القرآن، وكتاب العلاقات العربية اليهودية حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين، وكتاب طرق الحج الشامي في العصور الإسلامية، وكتاب فتوح الشام للواقدي (جمع وتحقيق)، إضافة إلى مشاركة في تأليف 18 كتابا مع آخرين، والكثير من البحوث المنشورة، والإشراف ومناقشات الرسائل الجامعية، والحضور الدؤوب في الندوات والمؤتمرات، وعضوية الكثير من اللجان، وهو حاصل على كثير من كتب التقدير على المستوى الوطني والعربي، إضافة إلى حصوله على وسام المؤرخ العربي، ووسام التربية والتعليم الأردني.
عمل رائد
أما كتاب «طرق الحج الشامي في العصور الإسلامية/ الطرق في شرق الأردن خاصة»، فيحتوي على عشرة فصول عناوينها هي «الحج في الإسلام، طرق المواصلات بين بلاد الشام والحجاز قبل الإسلام، طرق الحج الشامي في الأراضي السورية، طرق الحج الإسلامي في شرقي الأردن من الحدود السورية إلى الزرقاء، والفصل الخامس هو من الزرقاء إلى زيزا (الجيزة)، والفصل السادس من زيزا إلى أيلة (العقبة) وسرغ (المدورة)، وبقية الفصول هي الطرق من الحدود الأردنية السعودية وحتى المدينة المنورة، وطريق من المدينة إلى مكة، والمشاكل والخدمات على الطريق، والآثار الاقتصادية والثقافية لطرق الحج الشامي».
قدم للكتاب الأستاذ ابراهيم شبّوح قائلا «هذا الجهد الذي قدمه أ. د. صالح موسى درادكة، أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية، هو عمل رائد قام على القواعد الصحيحة للبحث، فدرس أعمال المتقدمين من جغرافيين ورحالة ومؤرخين، ورتب أعمالهم على الأزمنة، وحدد المواقع المترابطة خاصة على طريق الحج الشامي الواصل للحجاز، ثم عاين تلك المواقع ووصفها ووضع لها الخرائط التوضيحية ورتب عليها ما أفادت به المصادر والمراجع، بما يكشف عن تطور عمرانها وارتباطها بأحداث عصرها وما يستفاد منها».
القافلة الشامية
بدأت هذه الدراسة لطرق الحج الشامي في عام 1988م، بدعم من الجامعة الأردنية، ودائرة الآثار العامة، وفي مقدمته للكتاب يقول الدكتور صالح درادكة عن أهمية الكتابة في هذا الموضوع، أنه «في العهد الإسلامي أصبح الأردن معبرا لقوافل الحج، بالإضافة إلى قوافل التجارة، وطلبة العلم، ونظرا لأهمية الحج وطرقه، ودور الإنسان والأرض في رقعة الأردن الحالي عبر الأزمنة الإسلامية، وجدت الحاجة ماسة لتأليف كتاب يعالج هذا الموضوع، فقد عولجت طرق الحج التي تربط العراق بالديار الحجازية المقدسة، كما درست طرق الحج بين مصر والحجاز، وطرق الحج داخل الجزيرة العربية، وبقيت طرق الحج الشامي دون دراسة، رغم أهمية هذه الطرق، فقد كانت القافلة الشامية أول قافلة منظمة، تشرف عليها الدولة، تصل البلاد المقدسة من خارج حدود الجزيرة العربية، وذلك لأن مركز الدولة الإسلامية انتقل إلى الشام، بعد فترة الخلافة الراشدة». ويضيف الدكتور درادكة أيضا بأن «من غايات هذه الدراسة التعريف ببعض المواقع الأردنية التي كانت محطات ومنازل للحجاج، تقدم لهم الخدمات المطلوبة، وتؤثر وتتأثر بموسم الحج الذي كان ظاهرة سنوية ينتظرها السكان بفارغ الصبر لما تحمله من منافع. لقد رأيت أو أورد بعض أسماء المواقع بصيغ متعددة للتدليل على التغيرات التي طرأت على اسم الموقع، مثل ذرعا، وأذرعات للدلالة على درعا الحالية، وارندل، وغرندل، وزيزا، وزيزى، وصلخد، وصرخد، وذلك لورود هذه الصيغ في المصادر، وهي لا تخفى على القارىء دلالاتها».
إلى الزرقاء
يبدأ الدكتور صالح درادكة كتابته حول طرق الحج في شرقي الأردن، بإشارته إلى مخارج قوافل الحج من الأراضي السورية في مختلف العصور الإسلامية، وتلك المخارج هي مخرج درعا، ومخرج بصرى، ومخرج المزيريب، ومخرج صلخد. وعبر كل مخرج، يقدم المؤلف دراسة عن بعض المواقع التي تمر بها القافلة باتجاه الزرقاء، حيث يدرس في مخرج درعا كل من قرى أم الجمال، والمفرق، وجابر. وفي مخرج بصرى، يكتب عن صبحا وصبحية، وجاوا، وسبع اصير، والدفيانة، وقصر اركيس، وأم القطين، والأزرق. وبتتبع مخرج المزيريب، يشير إلى المفرق، والطرة، وجرش. أما مخرج صلخد، فيكتب تحت هذا العنوان حول القصور الصحراوية في البادية الأردنية، كقصر الحلابات، وقصر الخرانة. وبعد ذلك يكون الوصول إلى الزرقاء، حيث قصر شبيب، وأطلال أبينة تتاخم وادي الضليل شمال شرقي الزرقاء،وخط شبيب، ويشير الدكتور الدرادكة هنا إلى أنه «كان يعيش في الزرقاء إلى عهد قريب أناس عرفوا بالأدلاء كان عملهم قيادة القوافل إلى مسارب هذه الأجمة، وكانت خدماتهم تتجلى في معرفة الطريق السالكة التي توصل إلى طرف الأجمة الآخر دون أن يكون فيها عارض يعوق تقدم القافلة».
قرى.. وأمكنة
الفصل الخامس من الكتاب عنوانه «من الزرقاء إلى زيزا (الجيزة)»، وهنا يشير إلى أماكن في تلك الأنحاء هي كل من الزرقاء، ماركا، عمان، أم الصواوين، تل المقيبلين، سحاب، الجارية، الأيدون، القسطل، اللبن، الطنيب، زيزاء (الجيزة)، حسبان، مأدبا. الفصل السادس عنوانه «من زيزا إلى أيلة (العقبة)، وسرغ (المدورة)»، ومر فيها على الكتابة عن معان، وعنيزة، والحسا، والقطرانة، والموجب، وبالوع، والكرك، والربة، والثنية، واللجون، ووادي الحسا، والطفيلة، والشوبك، وأذرح، والحميمة، وأيلة (العقبة)، وضبعة، ورجم قبال (خان قبال)، وخان الزبيب (المحطة)، وسواقة (وادي السواقة)، وبطن الغول، والمدورة (سرغ).
ملاحق.. وخرائط
ومن المهم الإشارة في الكتاب إلى أهمية محتوياته في الملاحق من جداول وخرائط وصور، فهناك ملحق بمنازل الحج الشامي عند الجغرافيين العرب الأوائل من دمشق إلى المدينة المنورة، وملحق بمنازل الطريق من المدينة إلى مكة مع ذكر المسافات بالأميال، وملاحق خاصة بالطرق الداخلية، والطريق الساحلي، وغيرها من الجداول المهمة، مع نماذج من النقوش والكتابات في طريق الحج الشامي، وخرائط لطرق المواصلات القديمة في بلاد الشام، وطرق الحج، وصور ميدانية للدكتور صالح درادكة أثناء انشغاله بهذه الدراسة حيث احتوت صور للمواقع، وللآثار، ولمقابلاته الشخصية مع كبار السن العارفين بالطرق القديمة، وينتهي الكتاب بذكر المصادر والمراجع المختارة، والفهارس والكشافات.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى