سليمان الحكيم (١) أحسن القصص

قصة سليمان الحكيم و ما فيها من عجائب جنته و مملكته و حديث الانس و الجن و بساط الريح

وصف سليمان الحكيم
كان ابيض جسيما وضيئا جميلا كثير الشعر يلبس من الثياب البيض ، و كان خاشعا متواضعا يخالط المساكين و يجالسهم و يقول :"مسكين جالس مسكينا " ، و كان أبوه داوود في أيام ملكه يشاوره في كثير من اموره مع صغر سنه و وفرة علمه . و الحادثة التالية تبين مدى سعة معرفته .
سليمان في مجلس قضاء
كان سليمان يحضر مجلس القضاء بين يدي أبيه داوود و هو شاب في الثامنة عشرة فتقدم قوم بين يدي داوود يشكون خصوما لهم ، فقالوا : يا نبي الله إنا قوم حرثنا أرضنا و زرعناها و سقيناها حتى بلغت الحصاد ، فجاء خصومنا هؤلاء فأرسلوا أغنامهم فيها ليلا فرعتها حتى لم يبق من الزرع أثر .
فسأل داوود أصحاب الغنم ، فقالوا لقد صدقوا فسأل أصحاب الزرع عن قيمة زرعهم فقالوا كذا و كذا . و قال لأصحاب الغنم : كم قيمة أغنامكم . ؟ فذكروا قيمتها ، فتقاربت قيمة الغنم مع قيمة الزرع ، فقال لأصحاب الغنم : إدفعوا إليهم أغنامكم بقيمة زرعهم .
و كان سليمان حاضرا فقال لأبيه :
_ يا أبت إن أذنت لي تكلمت .
فقال داوود :
_ تكلم بما عندك .
فقال سليمان لأرباب الغنم :
_ إدفعوا أغنامكم إلى هؤلاء ينتفعوا بأصوافها و ألبانها و نتاجها ، و خذوا أنتم أرضهم فاحرثوها و ازرعوها و اسقوها حتى يكبر الزرع ، فإذا بلغ الحصاد فسلموا إليهم أرضهم بزرعها ، و خذوا أغنامكم . فرضوا جميعا بذلك .


غزواته و حروبه في المرة القادمة