قصة سليمان الحكيم ٥ امرأتان تحتكمان

امرأتان تحتكمان

جلس سليمان على العرش بعد موت أبيه داوود و كان على يمينه ملك في يده سوط من النار ، و عن يساره اصطفت الإنس و الجان ، فجاءت امرأتان تشتكيان إليه ، وراح سليمان يستمع إلى أقوالهما ، فقالت احداهن :
" إنا كنا ساكنين في بيت واحد ، و قد ولدت ولدا ، و في اليوم الثالث من ولادتي ولدت هذه المرأة ولدا آخر ، و لم يكن معنا شاهد يرى و لم يحضر أحد من الناس ولادة أي من الولدين ، و صدف أن ابن هذه المرأة مات الليلة الماضية ، فأخذت ابني من جانبي ، و أنا نائمة ،و أضجعته في حضنها ، و وضعت ابنها الميت في حضني بدل ولدي الحقيقي و لما قمت في الصباح لأرضع ولدي وجدته ميتا ، فتأملته مليا لأعرف ما أصابه فوجدته غريبا عني و إني أعرف ملامح ولدي تماما ، و إنه مع هذه المرأة .
فقال الملك سليمان للمرأة الأخرى :
- و ما تدعين أنت ..؟
فقالت :
- كلا يا سيدي ، إن الابن الحي هو ابني ، و الميت هو ابنها ، و إنها كاذبة في ادعاءها .
ففكر الملك سليمان قليلا ، فأوتي الحكمة فقال و هو يشير إلى بعض جنوده :
- اتوني بسيف قاطع ، و اشطروا هذا الولد الحي نصفين ، و اعطوا نصفا لكل من المرأتين .
فلما سمعت الأم الحقيقية هذا القول اضطربت و خافت على ولدها و قالت :
-مهلا أيها الملك الحكيم العادل ..! اعطوها الولد الحي و لا تقطعوه .
فقالت الأخرى : - بل اقطعوه .. لا لي و لا لها . !!
فأجاب الملك :
-اعطوا الولد للمرأة الاولى التي خافت عليه و اضطربت لموته فإنه ابنها ، و هي أمه ..
فأخذت المرأة ابنها مسرورة جذلة ، و دهش الإنس و الجن لحكمة سليمان الرائعة .