فوائد المنسف الاردني القيمة الغذائية للمنسف الاردني

المنسف من الأطباق التي تعتبر رمزاً للجود والكرم في الأردن وجزءاً من التراث الأردني العريق، إذ يعد من أكثر الأكلات شعبية في الأردن خصوصاً في الولائم والأفراح والأتراح وأيام الجمع. وعادةً ما يطبخ المنسف على لحم الغنم، ويفضل أن تكون اللحوم من الجدي، للتقليل من دسم المنسف ومحتواه من الدهون المشبعة المُضرّة بالصحة. وفي حال توفر لحم الخروف يجب الانتباه إلى أن كمية الدهون ستكون أكثر وبالتالي يجب إزالة كل الدهون البيضاء عن اللحم أو جمع الدهن من أعلى شراب المنسف والذي قد يشكل طبقة قد تزيد في بعض الأحيان عن 5 سم. ويطبخ اللحم نيئاً لوحده أو مع اللبن ليكسب اللحم الحموضة الخاصة بلبن المنسف وتضاف البهارات الخاصة بالمنسف كالمردقوش والكركم والهال المطحون. وقد كان قديماً يتم طهي البرغل أو الجريش ليؤكل مع لبن المنسف أو خبز الشراك لعمل ما يسمى بالخميعة، وقد تم حالياً استبدال البرغل والجريش بالأرز صغير الحبة والذي يتماسك لدى تناوله باليد مع اللبن.

وللتجهيزات الأخيرة للمنسف يقوم محضر المنسف بوضع خبز الشراك في قاع السدر ثم يوضع الأرز فوق الخبز ويقوم بتشريب الأرز بالقليل من لبن المنسف ثم توضع اللحمة فوق الأرز بحيث تكون أطراف السدر فارغة من اللحمة حتى يتمكن الشخص من تناول الأرز دون الحاجة إلى أطباق جانبية. وتختلف الوجبة اليومية من المنسف عن وجبة منسف الولائم بإضافة الكثير من المكسّرات كاللوز والصنوبر المقلي على ولائم المنسف اكراماً للضيف. ويرش القليل من البقدونس على المنسف لاضافة لون الخضار إليه.
وقد اعتاد الناس في الماضي على تناول المنسف باليد، وهو من شروط الاستمتاع بتناوله إلا أن انتشار الأمراض المعدية قد يحد من هذا السلوك وخصوصاً في الاجتماعات الكبيرة كالأعراس. وبعد تناول المنسف يأتي فنجان القهوة العربية الغني برائحة الهيل والذي قد يساعد في هضم المنسف المتناول.

أما بالنسبة للقيمة الغذائية للمنسف، فهو غني بالعديد من العناصر الغذائية كالبروتينات والمعادن والفيتامينات، إذ وجد أن محتوى لبن المنسف من البروتينات يزداد بعد طهيه مع اللحوم وقد يوضع في قائمة اللحوم لاحتوائه على كمية من البروتينات مقاربة للحوم، كما لبن المنسف غني بالكالسيوم وفيتامينات ب (ب1 و ب3 وب6 و ب12)، وللكركم الذي يضاف إلى اللبن أو الأرز فائدة كبيرة في التخفيف من حدوث أمراض الكبد وقرحة المعدة والاثني عشر وتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم ومنع التخثر، كما أنه يعمل كمضاد للأكسدة والالتهابات ويمنع تكون خلايا سرطانية. أما اللحوم فهي مصدر أساسي للبروتينات التي يتطلبها الجسم للبناء والنمو والمحافظة على الجسم، كما أنها المصدر الأساسي للعديد من المعادن (كالحديد والفسفور والزنك والنحاس) والفيتامينات (ب6 و ب12). ويعتبر الأرز المصدر الأساسي للنشويات في أكلة المنسف، مما يجعل هذه الأكلة متكاملة من البروتينات والنشويات والدهون وبعض الفيتامينات والمعادن. وقد تزيد المكسرات من القيمة الغذائية للمنسف حيث أنها تحتوي على كمية جيدة من المغنيسيوم وزيوت أوميغا-3 وفيتامين (هـ) ويشار إلى أن زيادة تناول المكسرات يزيد من كمية الطاقة المتناولة، وبالتالي قد يؤدي إلى زيادة الوزن.
إلا أن المنسف يفتقر للألياف لذا فإن إضافة طبق من البصل الأخضر والفجل والجرجير والبقدونس قد يساعد في تحسين محتوى المنسف من الألياف. ولرفع القيمة الغذائية للمنسف يمكن تقديم الفواكه قبيل البدء في تناوله، وذلك للاستفادة من الألياف وكذلك بعض الفيتامينات التي يفتقر إليها المنسف مثل فيتامين ج والذي بدوره يساعد في امتصاص الحديد.

وأخيراً لجعل المنسف صحيا يفضل تقليل الدهون ما أمكن وإدراج الخضراوات مع الوجبة والفواكه قبلها، وعدم الاستماع إلى مقولة عيار الشبعان 40 لقمة بل الاستماع إلى قوله تعالى «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا""